الكرم واحد من الأخلاق الحمِيدة التي نعلمُها والتي تربّينا عليها، والمُؤسّس لها والمعلم بها هو الرسول الأطهر صلّى الله عليه وسلم، وهُنا قصة قصيرة تدل على الكرم توضح لنا كميّة القُوة والجمال الذي من المُمكِن أن نحمله ونتعرّف عليها في سبيل حب هذا الخلق.
كان في السلف القديم شخصٌ يُسمّى حاتم الطائي، وكان آية من الكرم فقد كان الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم يتفقّد الأسرى الذين كانوا قد حصلوا عليهم من غزوة ما، وكان من بينهم ابنة حاتم الطائي، وحين علم بها أطلَق سراحها لما يجمله والدها من كرم، والمزيد من هذا الأمر نجده مع قصة قصيرة تدل على الكرم فيما يلي.
قصة تدل على الكرم عن الرسول
النبي الأطهر محمد بن عبدالله عليه من الله سبحانه وتعالى أفضل السلام وأتمّ التسليم كان آية في الكرم والجود، حيثُ قصص عديدة تدل على هذا الأمر ومنها ما يلي:
كان رسول الله صلى الله علية وسلم يحب أن يخرج إلى صلاة الجمعة متزين ومتطيب، وفى يوم من أيام الجمعة، لبس رسول الله صلى الله علية وسلم معطف لزينة صلاة الجمعة وفى طريقة إلى المسجد قابله صحابيان فقام أحدهما بطلب المعطف من رسول الله صلى الله علية وسلم، وكان رسول الكريم لا يرد السائل قط، فلما فعل الصحابى ذلك رجع الرسول وخلع المعطف ليلبسه المعطف القديم .. وفى خلال ذلك قال الصحابى الآخر معاتباً الذى سأل الرسول ألا تعلم بأن رسول الله لا يملك سوي معطفين وهو يحب أن يخرج إلى صلاة الجمعة متزين، وتعلم أنه لا يردك قط فهو لا يرد السائل فلماذا طلبت منه ذلك ؟ شعر الصحابى بالإحراج الشديد وقرر الإعتذار من رسول الله صلى الله علية وسلم حين يرجع، وفعلاً عاد الرسول وهو يرتدي المعطف القديم وجاء بالمعطف الآخر وقدمه إلى الرجل، فإعتذر الصحابي من نبينا الكريم علية الصلاة والسلام ولكن حسن خلق الرسول وكرمة وطيب أخلاقة جعلته يعطى هذا الصحابى المعطف كما أمر الصحابة أن يلبسونه هذا المعطف عندما يموت ويدفنونه به، وفعلاً فعلو هذا حين توفى الصحابي رضى الله عنه وأرضاة
قصرة تدل على الكرم عند المسلمين
المُسلمين هُم أصل الكرم، كيف لا يَكُون هذا الأمر واضح وقد كان الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم هُو أول من نادى بالكرم وطبقه، فيما يلي سرد قصة قصيرة عن الكرم في الاسلام.
خرج ( عمر بن عبيد الله ) في أحد الايام وكان يشتهر بين قومه بالكرم , وبينمها هو في طريقه وجد غلاما بجوار حائط يتناول طعامه , فاقترب كلب من الغلام , فراح الغلام يلقي إلى الكلب بلقمة ويأكل لقمة , فتعجب ( عمر) من فعل الغلام , وسأله ( عمر ) : أهذا الكلب كلبك ؟!
رد الغلام : لا .
قال ( عمر ) : فلم تطعمه مثل ما تأكل ؟!
قال الغلام : إني استحي ان يراني احد آكل دون ان يشاركني طعامي .
أعجب ( عمر ) بالغلام , فسأله : هل انت حر ام عبد ؟!
قال الغلام : بل انا عبد عند اصحاب هذه الحديقة , و أشار الى الحديقة الي يجلس بجوارها .
فذهب ( عمر ) إلى اصحاب الحديقة واشترى منهم الحديقة والغلام , ثم عاد بعد قليل , وقال للغلام : ابشر يا فتى فقد اعتقك الله ! وهذه الحديقة اصبحت ملكا لك .
قال الغلام بسعادة ورضا : أشهدك انني جعلت ثمارها لفقراء المدينة .
تعجب ( عمر ) وقال : عجبا لك ! اتفعل هذا مع فقرك وحاجتك إليها ؟!
رد الغلام بإيمان : إني لأستحي من الله أن يجود علي بشيء فأبخل به !
قصة تدل على كرم حاتم الطائي
ماذا كان يفعل حاتم الطائي حين أعلن العرب أنه المثال الواقع للكرم، بل وماذا كان أسلوبه في الإنفاق والعطاء حتى وصل هذه المرتبة الجميلة والقوية من هذا العطاء، فيما يلي سرد قصة لهذا العربي.
سأل رجل حاتم الطائي، وهو مضرب أمثال العرب في الكرم، فقال: يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم؟ قال: نعم غلام يتيم من طي نزلت بفنائه وكان له عشرة أرؤس من الغنم، فعمد إلى رأس منها فذبحه، وأصلح من لحمه ، وقدم إلي وكان فيما قدم إلي الدماغ فتناولت منه فاستطبته.
فقلت : طيب والله ، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأساً رأساً ويقدم لي الدماغ وأنا لا أعلم ، فلما خرجت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره
فقلت له : لم فعلت ذلك؟
فقال: يا سبحان الله تستطيب شيئاً أملكه فأبخل عليك به ، إن ذلك لسُبة على العرب قبيحة!
قيل يا حاتم : فما الذي عوضته؟
قال: ثلاثمائة ناقة حمراء وخمسمائة رأس من الغنم
فقيل: إذاً أنت أكرم منه
فقال: بل هو أكرم، لأنه جاء بكل ما يملك وإنما جدت بقليل من كثير