علوم التنمية المجتمعية من العلوم التي أصبحت تدرس في الجامعات والكليات والمعاهد بل إن بعض هذه الدروس تدخل في المنهاج التعليمي لطلاب المدارس، وذلك لأهمية هذا المصطلح وغرسه في عقول أبناء المجتمع الواحد لأنه على الإنسان أن يعمل على البناء والرفعة والعطاء بعيدا عن الانتقادات غير البناءة أو الهدم أو التواكل،  ومن بين هذه العلوم التي أضحت موضوع الدراسة، وعكف العلماء على تأصيلها إلى نظريات معروفة تدرس وتنشر نظريات تنمية المجتمع المحلي، وفي هذا السياق فإننا في هذا الموضوع نسلط الضوء على ابرز نظريات تنمية المجتمع المحلي،  الذي يمكن أن ينهض أبناء هذا المجتمع بالقطاعات المختلفة والمتنوعة أو المتعددة.

النظرية الجغرافية لتنمية المجتمع المحلي

وتركز هذه النظرية على استغلال الواقع الجغرافي وطبيعة الموقع في تنمية هذا المجتمع المحلي، ومن بين المرتكزات الأساسية:

الأدلة التاريخية شاهدة على أن المجتمعات القديمة التي عاشت في نفس المناطق المدارية و نفس ظروفها الطبيعية إلى درجة عالية من التقدم و المدنية كالقدماء المصريين و الفرس والعرب و الهند والصين … .

  • استطاعت بعض المناطق ذات الخصائص الجغرافية غير المواتية أن تحقق معدلات عالية من التنمية ومواجهة التخلف اعتمادا على التقدم العلمي.
  • تعاني بعض الدول النامية في المناطق المعتدلة من التخلف مثل بعض دول حوض البحر المتوسط و أمريكا الجنوبية.
  • أن التقدم العلمي أصبح كفيلا بمواجهة مشكلات الزراعة المترتبة على عدم مناسبة الظروف المناخية الطبيعية و أصبح عاملا حاسما في التغلب على الأمراض و الأوبئة في تلك المناطق.
  • هناك دمار في الكوكب و تلوث بيئي قد يؤثر على كثير من الدول و غالبيتها ما يسمى بالدول المتقدمة ( غير المتخلفة )

النظرية الاجتماعية لتنمية المجتمع المحلي

ومن بين نظريات التنمية الهامة النظرية الاجتماعية لتنمية المجتمعات والقائمة على العلاقات والقيام بالمهام المختلفة، ومن ركائزها:

  • يرتبط الاستهلاك في المجتمعات بالعادات والتقاليد بدافع حب التفاخر و التظاهر و إنفاق المبالغ فيه في مجالات المناسبات الاجتماعية و الدينية.
  • العوامل الثقافية المرتبطة بتوجيه المدخرات في استثمارات غير منتجة كاكتناز الذهب و اقتناء الجواهر و تشييد المساكن الفاخرة و شراء الأراضي و الدخول في المضاربات التجارية.
  • عدم الاستغلال الأمثل لوقت الفراغ فيما يمكن أن يعود بالنفع على الشخص و المجتمع .
  • عدم الاستغلال الأمثل للقوى البشرية نتيجة عدم وجود خطة قومية دقيقة لتوزيع القوة المنتجة وفقا لاحتياجات التنمية في المجتمع مع تدني قيمة الأعمال اليدوية و المهن الفنية و ارتباطها بمفاهيم خاطئة تعتبرها مهنا دنيا غير لائقة فضلا عن عدم الاستعانة بذوي الخبرة و الكفاءة العلمية وعدم وضع الإنسان المناسب في المكان المناسب.
  • العادات السلبية المرتبطة بمفاهيم سائدة مثل عزوف المرأة عن المشاركة في الإنتاج في كثير من القطاعات مما يزيد من أعباء المنتجين و يؤثر على القدرة الإنتاجية و على الدخل القومي في المجتمع.
  • بعض الأنماط الثقافية السلبية التي تسود في كثير من البلدان النامية مثل السلبية و اللامبالاة و الاستسلام للأمر الواقع و التمسك بالقديم و التباهي بالماضي و اليأس و المبالغة و التسيب و الفوضى.

ومن النظريات من يركز على التنمية كطبيعة من حيث التوجه السياسي أو الاقتصادي للتنمية المحلية وغير ذلك من التوجهات التي تفرز التقدم في الجوانب المختلفة للتنمية التي تعتبر هدف لجميع أبناء المجتمع.