قصة اصحاب الاخدود واستنتج العظة والعبرة منها مختصرة، هذه القصة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم وبالتحديد في سورة البروج والتي جاءت على ذكر قصة اصحاب الاخدود لما تحتويه من دروس وعِبر يمكن أن نتعلمها من هذه القصة، وهي من بين القصص الكثيرة التي نقلها لنا القرآن الكريم عن سيرة الأولين لنتعظ منها ونتعلم ما بها من حكمة وهذا ما جعلنا اليوم نكتب قصة اصحاب الاخدود لكونها من بين القصص التي يجب أن تكون سبباً في تمسكنا بديننا والثبات عليه في ظل ما تمُر به الأمة من أزمات ومِحن، قد ينجرف البعض معها ليفقد ثقته بالله سبحانه وتعالى وهو الأمر الذي لا يجب أن يكون مهما كانت الأسباب، ان قصة اصحاب الاخدود على الرغم من تخصيص خمسة آيات لها من سورة البروج إلا أنه لم يتناولها بالتفصيل كون القرآن الكريم ياتي على ذكر هذه القصص من باب التذكير لا السرد وهو ما جعل التفاسير تتناول قصة اصحاب الاخدود بالتفصيل ليكون القاريء قادر على معرفة الحكمة من ذكرها في القرآن وهذا الأمر لا يقتصر على قصة اصحاب الاخدود فحسب بل يشمل كل القصص الواردة في القرآن.
قصة اصحاب الاخدود كامله
بالعودة لتفاصيل قصة اصحاب الاخدود فقد كان هناك غلاماً يمتاز بالنباهة والفِطنة يعيش في قريبة يحكمها ملك ظالم يدعي الألوهية يعتمد على إدعائه للألوهية على ساحرٌ يعاونه في الكذب على الناس من أجل تصديقه، وقد مرت الأيام فوجد نفسه هذا الساحر قد كَبُر في السن وهو ما جعله يطلب من الملك أن يأتي له بطفلُ صغير يعلمه السحر ليتولى مكانته بعد وفاته، وقد وقع الاختيار على هذا الفتى لتعليمه السحر من قِبل هذا الساحر وقد كان الفتى يقوم بالذهاب كل يوم لذلك، وقد كان الفتى في طريقه لتعلم السحر يمُر براهب وقد دار بينهما حديثاً كان له وقع السحر في كسب محبة الراهب للفتى وهو ما جعله خلال قيامه بالذهاب للساحر في كل يوم يجلس مع هذا الراهب وقد كان هذا الفتى في بعض الأيام لا يذهب للساحر فيقوم بضربه وتوبيخه وهو ما جعل الفتى يُحدث الراهب عما يتعرض له من الساحر فقال له الراهب : ” إن خفت من الساحر فاخبره أن أهلك قد منعوك من القدوم وإن خفت من أهلك فأخبرهم أن الساحر قد قام بحبسك “.
وفي يوم من الأيام بينما كان الفتى متجهاً للساحر فوجد حيوان ضخم يغلق الطريق أمام المارة من الناس مما دفع الفتي للقول بينه وبين نفسه ” اليوم سأتعرف على من هو الافضل الساحر أم الراهب ” فحمل حجراً كبيراً ودعا قائلاً : ” اللهم ان كان أمر الراهِب أحبُ إليكً من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة ليواصل الناس سيرهم ” ثم ألقى الحجر على الدابة فماتت واستكمل الناس سيرهم في الطريق، فذهب الفتي ليقُصَّ ما حدث معه للراهب الذي قال له : ” يا بني … أنت اليوم أصبحت أفضلَ مني .. لكنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدِل أحداً علي ” يتساءل البعض لما أطلق عليها قصة اصحاب الاخدود طالما أن الأمر يتعلق بفتى وساحر وراهب لا تستعجلوا التفاصيل لأن قصة اصحاب الاخدود سنأتي على ذكرها وهي مرتبطة بقصة هذا الفتى.
قصة اصحاب الاخدود مكتوبة
وقد منح الله لهذا الغلام الكثير من القدرات كعلاج الأكمة والأبرص وغالبية الامراض التي تصيب الناس وقد سمع رجلاً كان من جلساء الملك بامر الفتي وقد كان فاقداً للبصر فذهب للفتى يحمل هدايا كثير معه وقال للفتى إن اعدت لي بصري سأمنحك كل هذه الهدايا فرد عليه الفتى أنا لا أرد البصر ولكن الله هو من يقعل ذلك فإن آمنت به رُدَّ إليك بصرك فآمن بالله واستعاد بصره، وقد عاد هذا الرجل لمجالسة الملك فساله من أعاد لك بصرك فأجابه ربي فقال له وهل لك ربٌ سواي .. فأجابه ربك وربي الله فهو ما أغضب الملك ودفعه لأمر جنوده بتعذيب الرجل، وعلى الفور أصدر اوامره بإحضار الفتى.
قصة أصحاب الأخدود مختصرة
لم تنتهي بعد قصة اصحاب الاخدود فبعدما حضر الفتى خاطبه الملك قائلاً لقد بلغت مبلغ كبير من السحر فأصبحت تعالج الناس فجاء رد الفتي أنه لا يشفي أحد ولكن الله هو من يشفي فامر بتعذيبه وتحت وقع التعذيب دلهم على الراهب وقد جيء به وطلب منه ان يرجع عن دينه فرفض فقسم الملك رأسه نصفين وهو نفس الأمر مع الرجل الذي استعاد بصره، وبعد ذلك حمل الفتى لقمة الجبل ليتم لكي يخير بين العودة عن دينه او القائه من قمة الجبل وهو ما كان ولكن الفتى خلال حمله من قِبل الجنود كان يردد ” ربي اكفنيهم بما شئت كما شئت ” فسقط الجنود بعدما اهتز الجبل وعاد الفتى للملك الذي ساله عن الجنود فأجابه لقد كفانيهم الله وهو ما دعاه للطلب من جنوده مجدداً ان يحملوه هذه المرة للبحر وان يخيروه بين الغرق او العودة عن دينه فحصل نفس الامر من أثر دعاء الفتى الذي عاد للمك وقال له لن تتمكن من قتلي إلا بتنفيذ ما أريد فاجابه الملك وما هو الذي تريده ؟ فقال له اجمع الناس وقم بصلبي على جدع نخلة ثم احمل سهم من كنانتي وصوبه نحوي وقُل ” بسم الله رب الغلام ” وسدده هكذا ستقتلني، وهو ما كان حيث جاء الملك بالناس والفتى وفعل مثلما طلب الفتى فَقُتل الفتى فصاح الناس آمنا برب الغلام وهو ما كان يخشاه الملك ودفعه لحمل الناس وتخييرهم بين العودة عن دينهم أو إلقائهم في الاخدود واحداً تلو الآخر وقد جاء دور إمرأة كانت تحمل طفلاً فخافت عليه فالهمه الله أن يطلب من امه الصبر والثبات بقوله لها يا أماه اصبري فإنكِ على الحق ، كانت هذه قصة اصحاب الاخدود كاملة بكل الأحداث التي جاءت بها.
قصة اصحاب الاخدود والعبرة منها
إن في قصة اصحاب الاخدود قمة البذل والعطاء والتضحية بالنفس في سبيل رفعة دين الله وهذا ما كان من خلال تضحية الفتى بنفسه من أجل إيمان الناس بالله، كما أن في قصة اصحاب الاخدود وصبر وثبات الناس أمام إلقائهم في الاخدود الذي حفره الملك نظير ثنيهم عن دينهم وإيمانهم بالله وما شهدته من إصرارهم على الموت على أن يتراجعوا عن توحيد الله ما يجب أن يكون درساً لنا في الثبات على الأذى الذي قد يلحق بنا من أعداء الله والإسلام لكي ينالوا من ديننا والتي نأمل أن تكون سبباً في حفاظنا على ديننا والتمسك به على الرغم من كل ما نمر به من مِحن وشدائد، بهذا نصل لختام قصة اصحاب الاخدود.