كانت حادثة الاسراء والمعراج معجزة إلهية أيّد الله بها سيدنا محمد، وكانت تخفيفا عليه بعد وفاة زوجته خديجة وعمه ابوطالب في ذات العام، واشتداد أذى الكفار عليه ورفضهم الدخول في الاسلام على وجه التحديد الطائف التي ردت عليه ردا سيئا، فكانت هذه الرحلة معجزة نصر الله بها سيدنا محمد حيث أُسري بالني محمد صلي الله عليه وسلم من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، وكانت البداية بأن جاءه ثلاثة من الملائكة منهم جبريل وميكائيل، فجعلوا جسد الرسول مستقبلا الارض وهو نائم، ثم قاموا بشق بطنه وأزالوا ما به من حقد وغل عن طريق غسلها بماء زمزم، وأبدلوها بالحكمة والإيمان، وبعد ذلك خيّروه بين أن يشرب خمر أو لبن فاختار رسولنا الكريم اللبن، فشربه ثم أركبه جبريل عليه السلام على دابة تُدعى البراق، انطلق على ظهر الدابة وكان يقوده جبريل عليه السلام في رحلته، وتخلل الرحلة مناطق كان يمر بها فيصلي فيها من هذه الأماكن طيبة بحيث اخبره جبريل ما يكون من هجرته إليها، ثم طور سيناء وهو المكان الذي كلم الله به موسي عليه السلام، ثم بيت لحم  مهد المسيح عليه السلام، وأخيرا وصل به إلى بيت المقدس وأنزله على باب المسجد الأاقصى وقام بربط دابة البراق في الحلقة التي كان يربط بها الأنبياء وسمي السور فيما بعد بحائط البراق، وتوجه بعد ذلك إلى المسجد الاقصى حيث التقى الأنبياء الذين سبقوه، فسلموا عليه وصلي بهم إماما.

بعد ذلك بدأت رحلة المعراج إلى السماوات العليا، حيث سار جبريل بالرسول محمد إلى الصخرة المشرفة فصعد عليها الرسول ثم حمله جبريل على جناحه ليصعد بها إلى السماء الأولى فاستفتح واستأذن واطّلع عل ما بها، ثم صعد إلى السماء الثانية فاستأذن فأذن له فرأى فيها سيدنا زكريا وعيسى بن مريم عليهم السلام، ثم صعد إلى السماء الثالثة فرأى يوسف عليه السلام، بعد ذلك ارتقى إلى السماء الرابعة وقابل فيها إدريس عليه السلام، وفي الخامسة هارون عليه السلام، ثم السادسة ورأى فيها موسى عليه السلام، ثم ارتقى إلى السماء السابعة حيث رأى إبراهيم عليه السلام، واخيرا وصل إلى سدرة المنتهى، ثم تقدّم به جبريل إلى الحجاب وفيه منتهى الخلق، فأخذه ملك أخر ارتقى به حتى وصل العرش، فأنطق الله سبحانه وتعالى سيدنا محمد بالتحيات حيث قال عليه السلام : ” التحيّات المباركات والصلوات الطيّبات لله ”  وهناك فرضت الصلاة خمسين صلاة على أمة محمد في اليوم والليلة، ثم اضطحبه جبريل وأدخله الجنة وفيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، ثم عرض عليه نار جهنم وما بها من عذاب وأغلال، ثم أخرجه جبريل حتى وصلا إلى نبي الله موسي، فأرجعه أن يسأل التخفيف من الله ، فخفف له عشرا، ثم أرجعه موسى ثانية يسأل ربه التخفيف، فخفف الله عنه عشرا، ومازال على صلة بين موسى وربه حتى  خففها الله إلى خمس صلوات في اليوم والليلة، ثم أرجعه موسى إلى ربه حتى يسأله التخفيف، فأعرض الرسول عن ذلك استحياء من الله جل جلاله، ثم عاد به جبريل إلى مضجعه حيث كان في مكة وذلك كله في ليلة واحدة، وقد وردت هذه الحادثة في القرآن الكريم حيث قال تعالى : ” سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير” .