كان الطاغية الظالم فرعون ملكا على مصر،يخضع اهل مصر تحت حكمه وجبروته، وفي ذات ليلة رأى في المنام نارا تلتهم ملكه وتقضي على شعبه، وهذه النار قادمة من جهة بيوت بني إسرائيل، فقام من نومه يتملكه الخوف والفزع، وعلى الفور أصدر أمرا باستدعاء جميع السحرة والكهنة وقصّ عليهم رؤياه، فأخبروه أن تفسير هذه الرؤيا غلام من بني إسرائيل سيكون سببا في زوال ملكه، استشاط فرعون غضبا وتجبّر في الأرض وأمر بقتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل، كي لا يتيح المجال لأحد أن يزيل ملكه.

كانت امرأة عمران تحمل في أحشاءها نبي الله موسى عليه السلام، وعندما علمت بأمر فرعون، أخفت أمر حملها ولم تخبر به أحدا، حتى حان وقت الميلاد، فوضعت موسى سرا بعيدا عن أعين الناس، و حفظ الله موسى من جنود فرعون الذين ما كلّوا عن قتل المواليد، وأوحى الله إلى أم موسى أن إذا خافت عليه بأن تضعه في صندوق مربوط في بيتها وتضع الصندوق في النهر، وكانت في كل يوم ترضعه، حتى جاءت صباح يوم ووجدت الحبل مقطوع والصندوق جري في النهر ووصل جهة قصر فرعون فوجده الجنود وأخذوه  إلى فرعون، ورفضت امرأة فرعون قتله وطلبت أن تتخذه ولدا لها، وكان يبكي من شدة الجوع فعرضوه على جميع المرضعات لكنه كان يرفض، حتى علمت أخت موسى بذلك واخبرت امرأة فرعون أنها تعرف من يستطيع إرضاع هذا الطفل وهي تقصد بذلك أمها أي أم موسى وبذلك عاد موسى إلى أمه كما قال تعالى : ” فرددناه إلى أمه كي تقر علينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق “.

شب موسى وكبر فقد كان شابا قويا عادلا يكره الظلم ويرفضه، وذات يوم وجد رجلان يقتتلان أحدهم من بني إسرائيل والآخر من جنود فرعون، فقام موسى بدفع الجندي فأرداه قتيلا دون قصد، وعندما وصل الخبر إلى فرعون أمر بقتل موسى نتيجة لفعلته، وكان من بين الملأ رجل يعرف موسى فأسرع بإخبار موسى بالامر وطلب منه الخروج من مصر، فخرج من مصر حتى وصل إلى مدين في فلسطين، وهناك وجد أناسا يسقون إبلهم وأغنامهم، وقد لاحظ وجود فتاتين ضعيفتين لم تسقيا خشية الاختلاط بالرجال، فسقى لهما أغنامهما، ثم عادت الفتاتين إلى والدهما وقصّتا عليه ماحدث، فأرسل إليه والد الفتاتين وطلب منه أن يعمل عنده مقابل أن يتزوج إحدى الفتاتين، فوافق موسى على ذلك وأقام في مدين عشر سنين، ثم قرر العودة إلى مصر، وفي طريق عودته ناداه الله عند جبل الطور واصطفاه نبيا لبني إسرائيل.

عاد موسى إلى مصر حاملة الرسالة السماوية فأخذ يدعو قومه إلى عبادة الله وحده لاشريك له، لكن فرعون بجبروته تكبره أبى ذلك، مدّعيا أنه الإله وأن موسى ما هو إلا ساحر، فجمع له السحرة من جميع أنحاء مصر ليثبت للناس بأن موسى كاذب، فبدأ السحرة يلقون عصيهم وتتراءى للناس بأنها أفاعي ثم ألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون فالتهمت ما ألقاه السحرة، فخر السحرة والناس ساجدين قالو ” آمنا برب العالمين، رب موسى وهارون”  فجن جنون فرعون كيف لهم بأن يؤمنوا برسالة موسى، وامر بتعذيبهم حتى الموت.

ثم أرسل الله لموسى أن يخرج ومن معه من بني إسرائيل من مصر، وتبعهم فرعون وجنوده، وعندما اقتربوا من البحر سيطر الخوف عليهم فلم يكن أمامه سوى خياران هما الغرق أو يقتلهم جنود فرعون، فأوحى الله لموسى أن اضرب بعصاك البحر، فانشق البحر  إلى ممرات بإذن الله عبر منها بنو اسرائيل ونجاهم الله من فرعون وكيده، ثم دخل خلفهم فرعون وجنودهم فأغرقهم الله وهكذا كانت نهاية فرعون وجنوده، فالله يؤيد بنصره من يشاء.