سبب تسمية يثرب بالمدينة المنورة له حِكايَة وله قِصّة مُتعدِّدة الأركان شامِلة التّفصيلات لعلّ القريب مِنها يعلم الحِكايَة ولعلّ البعيد عنها لا يعلم، ولكِن على الخِضمّ هذا وذاك فهذا لا يعُد مِعيار ثابِت حيْث إنّ قوّة التّأجيج في سبب التّسميَة ليَختلِف في السّياق ولكِنّ يبقى في جوْهرِه ثابِت الأركان وواضِح المعالِم حيْث لا تُشوبِه أيّ شائِبة، وعلى ذوات سبب تسمية يثرب بالمدينة المنورة نرى الأسئلة حولها تتسبب في الكثير من التأجيجات الباحثة عن السبب في التسمية الجديدة، وكون وضوح سبب تسمية يثرب بالمدينة المنورة معلوم فهذا يعني أن ثمة طريقة وطنة للتعرف عليها.

مقدمة عن سبب تسمية يثرب بالمدينة المنورة:

سبب تسمية يثرب بالمدينة المنورة يتّضِح هُنا حيْث سمّيْت يثرِب بِهذا الِاسم نسبِه إلى القبيلة الّتي كانت تعيش فيها وهي قبيلة عبيل يثرِب، حيْث أنّ هذِه القبيلة هي أوّل مِن سُكِن هذِه المدينة لِذا سُمّيت باسِمهُم وقد سكّنوها لِأنّهُم وجدوا فيها سُبِّل الحياة الكريمة فأُرضّيها خصِبة ويَتوَفّر بِها الماء، لِذا أستقروا بِها ومارسوا حِرفة الزِّراعة، وسكن بعدهُم قوْم العماليق وهُم أحفاد سيِّدُنا نوْح فقد هاجروا مِن بابِل إليّ هذِه المدينة وظلّوا فيها فترة كبيرة حُتّي زمن الملِك السميدع، وتوالى على هذِه المدينة الكثير مِن القبائِل قبل الإسلام ولكِنّ ظلّت تعرُّف باسِم يثرِب نِسبة إلى أوّل قبيله سكنتها وقد ذكرت المدينة المنورة في القران الكريم باسم يثرب فقال تعالى  ” وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلا فِرَارًا “

تسمية يثرب بالمدينة المنورة:

وعلى ذات منوال التعرّف عَلى سبب تسمية يثرب بالمدينة المنورة نَجِد أنّه قَد ظلت هذه المدينة يطلق عليها اسم يثرب حتي بعد ظهور الإسلام وتم تسميتها باسم المدينة المنورة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة أليها، ومن هذا اليوم أصبح لها مكانه مقدسة فأصبحت أول دولة أسلامية وقد حكمت بأفضل دستور وهو القرآن الكريم، كما أصبحت عاصمة للدولة الإسلامية بعد أنتشار الاسلام وظلت عاصمة للدولة  الإسلامية في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم والخليفة أبو بكر والخليفة عمر بن الخطاب والخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنهم  ، أما الخليفه الرابع علي بن أبي طالب فقد قام بنقل العاصمة إلى مدينة الكوفة لأسباب سياسية وفي العصر الأموي أصبحت دمشق هي عاصمة الدولة الإسلامية، أما في العصر العباسي فقد تم أنشاء مدينة بغداد وأصبحت هي عاصمة الدولة الإسلامية، أي أن المدينة المنورة لم تعود عاصمة للدوله الإسلامية بعد حكم الرسول والخلفاء الراشدين .

أهل يثرب:

واهل يثرب القدامى هم أهل المدينة المنورة حالياََ حيث سبب تسمية يثرب بالمدينة المنورة واضح فبعد أن هاجر الرسول إلى المدينة المنورة ناصرة أهلها في دعوته ودخلوا الإسلام، وكان أهلها من قبائل الأوس والخزرج وهم أبناء الحارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة وقد هاجروا إلى يثرب بعد أن حدث سيل عارم أدى إلى القضاء على سد مأرب، وقد قاموا بالدخول في معارك طاحنه مع اليهود وفي النهاية أستطاعوا أن يهزموهم واستقروا في يثرب وبعد أن استقرت القبيلتين في يثرب حدثت بينهم الكثير من الخلافات أدت إلى حدوث معارك طاحنه بينهم وظل هذا الصراع بين القبيلتين إلى أن هاجر الرسول إلى يثرب وأصلح بين القبلتين ودخلوا في الإسلام ولقبوا بالأنصار لأنهم ناصروا رسول الله في دعوته واستضافوا مسلمين مكه المهاجرين في بيوتهم وعملوهم بكرم، وقبل الإسلام لقبت قبائل الأوس والخزرج مدينة يثرب باسم طيبة الطيبة وظلوا يطلقوا عليها هذا الاسم حتى أن هاجر أليها الرسول وسميت بالمدينة المنورة من وقت دخول الإسلام فيها وحتى الان .