سنتناول في هذا المقال البحثي مجموعة من المعلومات الجوهرية المتعلقة بمرض فقدان الشهية العصبي.
مرض فقدان الشهية العصبي
يعد مرض فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa) أحد اضطرابات الأكل التي تتسم بفقدان الوزن غير المبرر والشديد نتيجة للخوف المستمر من زيادة الوزن. يعاني غالبية الأشخاص المصابين بهذا المرض من أعراض مشابهة لتلك التي تظهر في اضطرابات الأكل الأخرى، مثل مرض النهام العصابي (Bulimia Nervosa).
سيوضح هذا المقال الفروقات بين هذين المرضين بالإضافة إلى استعراض المعلومات المتعمقة حول مضاعفات مرض فقدان الشهية العصبي.
علامات الإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي
تتضمن العلامات السريرية الخاصة بهذا المرض ما يلي
- تجويع ذاتي مقصود وانخفاض الوزن.
- خوف دائم من زيادة الوزن.
- رفض تناول الطعام أو التخلي عن بعض الوجبات.
- إنكار شعور الجوع.
- ارتداء ملابس فضفاضة لتخفيف مظهر الجسم.
- الانشغال بممارسة النشاط البدني بشكل مفرط.
- زيادة في شعر الجسم أو الوجه (الشعر الزغبي).
- حساسية شديدة من البرد.
- انقطاع أو عدم انتظام الدورة الشهرية لدى الفتيات في مرحلة المراهقة.
- تساقط شعر الرأس.
- تخيّل الشخص بأنه يعاني من السمنة رغم كونه نحيفًا جدًا.
حالات معرضة للإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي
عادة ما يكون الأفراد أكثر عرضة للإصابة بمرض فقدان الشهية العصبي في الحالات التالية
- نساء أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالرجال.
- الأشخاص ذوو الأصل الأبيضي.
- الأفراد الذين يمارسون رياضات أو يعملون في مجالات تتطلب بنية جسم معينة، مثل الرياضيين، العدائين، المصارعين، والمتزلجين على الجليد.
- تاريخ عائلي للإصابة بفقدان الشهية العصبي.
مضاعفات مرض فقدان الشهية العصبي
قد يؤدي مرض فقدان الشهية العصبي، سواء كان حاداً أو مزمنًا، إلى ظهور مضاعفات صحية خطيرة تشمل
- هشاشة العظام (Osteoporosis) الناتجة عن نظام غذائي فقير بالكالسيوم، وارتفاع مستويات الكورتيزول وانخفاض هرمون الإستروجين في الجسم.
- فقر الدم.
- مشاكل في وظائف الكبد، عادة نتيجة للجفاف أو الاستخدام غير السليم للمسهلات.
- تغيرات في معدل ضربات القلب وانخفاض ضغط الدم (Hypotension).
- ثقوب في الأسنان أو تآكل هيكل الأسنان.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يعاني الأفراد من مشاكل صحية أخرى مصاحبة لمرض فقدان الشهية العصبي، مثل
- الاكتئاب، الذي يظهر لدى نحو 50% من المصابين بالمرض.
- الرهاب الاجتماعي.
- اضطرابات وسواسية شخصية تتعلق بالسعي المستمر للكمال والتحكم.
- نوبات من القلق.
- اضطرابات ما بعد الصدمة.
- استخدام مواد مسببة للإدمان.
كيفية التعامل مع مريض فقدان الشهية العصبي
قد يكون خبر إصابة أحد المقربين بمرض فقدان الشهية العصبي مصدر قلق وتوتر. لذا، إذا كنت تشك في أن أحد أصدقائك أو أفراد عائلتك يعاني من هذا المرض، يمكنك مساعدته من خلال اتباع الخطوات التالية
- التحدث معه وإظهار الدعم والاهتمام.
- حثه على مناقشة مشكلته مع مختص، مثل طبيب أو أخصائي نفسي، وعرض مرافقتك له.
- مناقشة الأمر مع شخص لديه تأثير عليه، مثل الأهل أو المعلمين أو الأطباء.
هل يمكن لأفراد العائلة والأصدقاء المساعدة؟
من أهم الأشياء التي يمكن لأفراد العائلة والأصدقاء القيام بها لدعم الأشخاص المصابين بمرض فقدان الشهية العصبي هو إظهار الحب والاهتمام. يشعر هؤلاء بالراحة والأمان عندما يعلمون أن من حولهم يهتم بهم.
غالباً ما يكون الخوف الأكبر لدى المصابين هو من زيادة الوزن، التي ترتبط بفقدان السيطرة. ويقوم المرضى أحيانًا بإنكار مرضهم.
ينبغي على أفراد العائلة والأصدقاء أن يكونوا حازمين ولا يستسلموا لرغبات المرضى في تجاهل مشكلتهم.
الفرق بين فقدان الشهية العصبي والنهام العصابي
يركز الأفراد الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي على إيذاء أنفسهم من خلال الامتناع عن تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية، وممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط. في المقابل، فإن الأشخاص الذين يعانون من النهام العصابي يستهلكون كميات كبيرة من الطعام، ثم يقومون بالتقيؤ أو استخدام المسهلات للحفاظ على وزنهم.
بوجه عام، لا يشهد مرضى النهام العصابي انخفاضاً حاداً في الوزن كما هو الحال في مرضى فقدان الشهية العصبي.