ما هو الفرق بين الحمد والشكر، لقد بعث الله عز وجل الانبياء والرسل عليهم السلام الى الناس كافة لدعوتهم الى عبادة الله عز وجل وعدم الاشراك به احد، وان الله تعالى هو الخالق والمبدع، حيث ان كل نبي بعثه الله ليهدي الناس الى عبادته وحده دون الاشراك به، لكي يقيم عليهم الحجة، وان هنالك العديد من الناس من امن وصدق بالانبياء والرسل وبما انزل الله تعالى عليهم، ومنهم من كفر ولم يؤمن ولم يصدق بالانبياء والرسل عليهم السلام، وقد وعد الله عز وجل من امن وصدق بان لهم الجنة، واما من كفر ولم يؤمن بما انزل الله تعالى فان له عذاب عظيم.
مقدمة عن الفرق بين الحمد والشكر:
الفرق بين الحمد والشكر واسع المعالم حيث إن الحمد و الشكر من أحب الكلمات التي تردد كثيرا على ألسنتنا،و السؤال الذي يريد الكثير معرفة اجابته هل هناك فرق بين الحمد و الشكر ..؟ سوف تجد عزيزي القارئ خلال السطور التالية لهذا فهرس الإجابة على هذا السؤال فقط تفضل بمتابعتها .
الفرق بين الحمد،و الشكر:
وعلى أصالة التعديل نجد أن الفرق بين الحمد والشكر واضح حيث اختلف الكثير من العلماء حول مسألة وجود فرق بين الحمد،و الشكر حيث أن فئة من العلماء وجدت أن هناك ترادف بين الحمد و الشكر،و من أمثال هؤلاء العلماء ابن جرير الطبري،و لكن هناك فئة أخرى من العلماء وجدت أن هناك اختلاف بين الحمد،و الشكر فنجد أن ابن كثير قد أوضح أن الشكر أعم من الحمد في حين أن ابن القيم قد وجد أن كل منهما أعم من جهة،و أخص من جهة أخرى فقد أوضح بأن الحمد أعم من جهة ما يتعلق به،و أخص من جهة الأسباب،و لكن الشكر أعم من جهة أسبابه،و أخص من جهة ما يتعلق به .
ماذا يعني كل من الحمد،و الشكر:
* أولاً الشكر .. الشكر يعني الثناء على المحسن،و العرفان باحسانه إليك،و المقصود بالمحسن آي الشخص الذي قدم إليك معروفا أو أمر حسن،والجدير بالذكر أن الشكر قد يكون بين العبد،و ربه،و بين شخص،و آخر،و علينا أن نعرف أن للشكر مكانة عظيمة في الإسلام فهو من أحب الأعمال التي يسلكها المسلم لينال رضا الله عزوجل،و تتأكد لنا منزلة الشكر من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم فعن أنس-رضي الله عنه- قال قال رسول الله –صلى الله عليه و سلم -: ” يا أنس، الإيمان نصفان نصف شكر ونصف صبر ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم .،و قد أوضح لنا ابن القيم من خلال حديثه عن الشكر أنه يملك منزلة رائعة فهو نصف الإيمان .
* ثانياً الحمد … يقصد بالحمد الإخبار بالمحاسن التي يحظى بها المحمود،و الحمد المطلق لا يكون إلا لله عز وجل،و عم مسألة الحمد بين الناس فهو أمر نسبي مثلا أنك تحمد شخص ما على كرمه أو على شجاعته .
ما الفرق بين الحمد و الشكر برأي العلماء:
على صعيد العلماء نجد ان الفرق بين الحمد والشكر واضح حيث إن الحمد أعم بصفة مطلقة لأن الحمد يعم النعمة،و غيرها سواء النقمة أو المصيبة،و لكن الشكر لا يكون إلى على الإحسان أو على النعمة،و من هنا يتضح لنا أن الحمد أعم من ناحية الأمور التي يحمد عليها،و لكن الشكر أخص من الحمد في أمور آخرى أما من ناحية الأسلوب نجد أن الشكر أعم من الحمد حيث أن الشكر يكون بالقلب،و بسائر الجوارح،و المقصود بالجوارح هنا كافة أعضاء جسم الإنسان،و ذلك لأنه ناتج عن اعتراف الشخص بالفضل،و الإحسان في حين أن الحمد حين يقع فيكون بالقلب و اللسان .
هل يلتقي الحمد مع الشكر:
صفحات الفرق بين الحمد والشكر واضحة فقد نجد أن لفظي الحمد،و الشكر يلتقيان حيث أن الحمد،و الشكر لله سبحانه،و تعالى في السراء،و الضراء،و الجدير بالذكر أن الحمد،و الشكر من أهم الصفات التي يتصف بها المؤمن،و يتأكد لنا ذلك من خلال قول الله سبحانه،و تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ” وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِي الشَّكُورُ ” صدق الله العظيم،و في آية آخرى يقول سبحانه،و تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ” لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ ” صدق الله العظيم . لذلك علينا جميعا أن نحمد الله عزوجل،و نشكره في السراء،و الضراء .
اهمية شكر الله وحمده على النعم
لقد انعم الله عز وجل على الانسان بالعديد من النعم التي لا تعد ولا تحصى، وان على الانسان ان يحمد الله ويشكره دوما على النعم التي انعم الله عز وجل عليه بها، وان لشكر الله وحمده على النعم العديد من الاهميات منها ما يلي:
- الشكر قرين للعبادة: وان هذا يعني أنه دليل على صدقها، فالله عز وجل يبين أن الذي يشكره هو الذي يعبده بصدق، وأن الذي لا يشكر الله فهذا يعني تقصير في عبادته، قال تعالى: “وَاشْكُرُوا لِلَّـهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ”
- ان الشكر صفة الأنبياء عليهم السلام: لأن شكر الله عز وجل هو من أجل وأرفع العبادات التي قد تميز بها سيدنا إبراهيم عليه السلام، فأثنى الله عليه لذلك، فقال تعالى-: “إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّـهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ* شاكِرًا لِأَنعُمِهِ”
- الشكر هي صِفة أهل الجنة: فقد ورد في النصوص الشرعية كيف أن أهل الجنة يشكرون الله تعالى كثيرا على كل ما آتاهم من نعم التي لا تعد ولا تحصى، ومنها أن المؤمنين في الجنة عندما يغتسلون من نهر الحياة ويرون نعيم الآخرة يقولون كما جاء في القرآن في قوله عز وجل: “وَقالُوا الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي هَدانا لِهـذا وَما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَولا أَن هَدانَا اللَّـهُ”