بُعيد الإشتِراكِيّة وَالرّأس مَاليّة والليبرَاليّة نَجد أنْ الإمبريَاليّة حَاضِرة في الميدان حاملة في تبعاتها الكثير من الهواجس حيث سُؤال ما هي الامبريالية يَتّضح فِي كَوُنه واحد من أكبر ومن أَقوى الأَسئلة التِي نعلم بأنّها الأكثر حظاََ وأوفر قوّة فِي مَجال الأنظِمة التي سادت العالم ولا تزال تبعَاتها وَقوتها تَرمي بحممها في خلجات ما نسعى لان نفتعله في هذا العالم الواسع بأركانِه والوطن بأنظِمَته التِي تحتفي بالقوة والوسوم التي يترأسها النظم المتعدّدة فِيما نُشمله من الامبريالية والتي على إثرها قدمنا تفصيل معمق عن سؤال ما هي الامبريالية وعما يجُول في ثنايا هذه النظرية.

مقدمة عن ما هي الامبريالية وعيوبها:

أطروحة ما هي الامبريالية واضحة حيْث هو تعريف كان قد حُقِّق اِنتِشار سريع وقويّ في فترة المُنتصف مِن القرن الماضي، وكان ذلِك في فترات تاريخيّة كانت لا تُزال بِها العديد مِن الدّوَل العربيّة قابِعة تحت الاِحتِلال والاِستِعمار والاِستِغلال والتّبِعيّة السّياسيّة والاقتصادية والعسكرية حيث كانت الكثير من الدول الأفريقية والأسيوية والعديد من دول أمريكا الجنوبية في فترة النضال من أجل نيل التحرر والاستقلال لها حيث كان بالتزامن مع موجات المد الاشتراكي والشيوعي منتشراً في أنحاء العالم مما دفع بقوة إلى انتشار مصطلح الإمبريالية حيث تم إطلاقه على القوى الكبرى والتي تعتمد النظام الرأسمالي كقاعدة لها في الحكم السياسي حيث تم توظيف ذلك المصطلح من اجل العمل على دفع الشعوب والأمم إلى مقاومة النظام الرأسمالي المتوحش والمستغل والذي لا يرى سوى مصلحته وثرائه ورخاءه والرفاهية والحياة الكريمة لمواطنيه  ولو على حساب الآخرين وتدمير شعوب بأكملها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وإنتاجياً من هنا كان الإمبريالية والمطالبة بالقضاء عليها وعلى تحكم رأس المال والغنى في الفقير و إزلاله واستعباده في وطنه  حيث أن مصطلح الإمبريالية هو لمصطلح يعنى باللغة الانجليزية التسلطية والاستغلال واقترن مصطلح الإمبريالية كمرادف للدول الاستعمارية واستغلالها للدول الضعيفة والفقيرة والمتخلفة وذلك للعمل على تحقيق مصالحها الاقتصادية وتأثيرها السياسي حيث كانت قد بدأت الدول الأوروبية الكبيرة فيما عرف بالدول الاستعمارية حيث كان تركيز مفهوم الإمبريالية يشير بشكل كبير على دول بعينها مثل فرنسا وانجلترا، حيث أن تلك الدولتان يملكان تاريخاً طويلا في الاستعمار للكثير من الدول الأخرى في العالم حيث أنهما كانتا تملكان العديد من المستعمرات في قارة أفريقيا واسيا حيث كانتا كل من انجلترا وفرنسا تتنازعان على المستعمرات وعلى خطوط التحكم البحرية وعلى موارد تلك المستعمرات حيث وصل الأمر إلى توقيع اتفاقيات تقسيم بينهما لمناطق النفوذ والسيطرة والمصالح بتلك المستعمرات والدول  وكانتا الدول الاستعمارية هي المسيطرة على مقدرات المستعمرات الواقعة تحت سيادتها سواء كانت مثل المواد الخام  كالنفط والذهب والمحاصيل الزراعية والمعادن بأنواعها بل حتى خطوط التجارة بها مثل خطوط الملاحة العالمية  مثل قناة السويس والتي كان يجرى منها عمليات النقل الخاصة بالبضائع والمنتجات إلى تلك المستعمرات حيث كانت تستغل تلك الدول مستعمراتها كأسواق لتلك المنتجات والسلع وإعادة بيعها من جديد في شكل منتجات وسلع بأسعار كبيرة في تلك المستعمرات مما يعني المزيد من العوائد الاقتصادية لتلك الدول الاستعمارية ونمو اقتصادياتها وزيادة دخل أفرادها وارتفاع نسبة معيشتهم  وتوفير الحياة الرغدة لهم وزيادة معدلات لرفاهية والثراء لمواطنيها وزيادة حجم إنتاجها وإنعاش اقتصادها وإنشاء أسس اقتصادية قوية لها على الرغم من أخذ أغلب تلك المواد الخام من معادن ومحاصيل من تلك المستعمرات في شكلها الخام ومن ثم إعادة تصنيعها وتحويلها إلى منتجات وإعادة بيعها من جديد لصاحبها الأصلي شعوب تلك المستعمرات أي أن مفهوم الإمبريالية هو التسلط والاستغلال من أجل المصلحة الاقتصادية لها على حساب إفقار شعوب تلك المستعمرات .

أهم عيوب الإمبريالية:

الاستغلال:

أي استغلال موارد الآخرين وحرمانهم من استغلالها لصالحهم وتنمية اقتصاد الدول الاستعمارية على حساب الدول المتخلفة والفقيرة .

تحقيق الثروات وزيادة معدلات الفقر والتخلف:

حيْث يتم تحقيق الثّروات والعوائِد لِلدّوَل الاِستِعماريّة على حِساب الدّوَل الفقيرة وحِرمانُها مِن التّقدُّم ومواكبة الحضارة وحِرمانُها مِن موارد أرُضُّها ومِن العيْش الكريم لِمواطِنيِها وتحقيق الرّخاء والنُّموّ الاِقتِصاديّ لِهُم وهو ما يكمُن في سُؤال ما هي الامبريالية.

زيادة الأطماع الاستعمارية:

وقوة لا متناهية في إجابة سؤال ما هي الامبريالية حيث زادت الأطماع الاستعمارية للدول الكبرى في الدول الصغيرة أو الضعيفة والعمل على فرض السيطرة عليها، على مقدراتها  وتوظيفها لتحقيق مصالح الدول الكبرى على حساب شعوبها حيث كان ازدياد معدلات البطالة والفقر والجهل والمرض حيث كانت الدول تحرم من استغلال مواردها وثروتها وطرقها البحرية لصالحها في وقت هي في أشد الحاجة إلى تلك الموارد والميزات لتحقيق التنمية والخروج من المشاكل الاجتماعية بها إلى أفاق التقدم والازدهار، حيث كانت النتيجة زيادة معدلات المرض ونقص التعليم وانتشار الفكر المتدني وحرمان تلك لدول من التصنيع والتكنولوجيا وجعلها معتمدة على منتجات الدول الاستعمارية الغنية ما أوجد نقصاً شديد في الخبرات الإنتاجية لتلك الدول وحرمانها من أخذ وضعها الصحيح من حيث التأثير السياسي وحرية اتخاذ القرار السياسي الصحيح الذي يخدم مصالحها ومصالح شعوبها .