ما هو الفرق بين المسلم والمؤمن، ان الدين الاسلامي هو الدين الذي انزله الله عز وجل على نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليهدي فيه الناس الى عبادة الله عز وجل وترك كل ما لا يضر ولا ينفع فالله تعالى هز الخالق والمبدع والمصور الذي بيده كل شيء، وان الدين الاسلامي اء ليبين للناس كل ما يجب عليهم فعله من اجل نيل رضا الله عز وجل والفوز في الجنة، وان الدين الاسلامي هو دين الحق ودين الخير فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا في الدين الاسلامي كل ما يجب على المسلم ان يتحلى بها للفوز في الجنة ورضا الله تعالى.

مقدمة عن الفرق بين المسلم والمؤمن :

الفرق بين المسلم والمؤمن كبير حيْث يعتقِد الكثير مِن النّاس أنّه لا يوجد فِرق بيْن المُسلِم، و المُؤمِن، و لكِن هُناك فرق كبير بيْن كُلّ مِنهُما، و قد تُبُيِّن ذلِك مِن خِلال القُرآن الكريم، و الأحاديث النّبويّة الشّريفة، و سوْف تبرُز السُّطور التّاليَة لِهذِه فهرسة ذلِك الفرق فقطّ تُفضِل عزيزي القارِئ بِمُتابعتِها .

الفرق بين المؤمن والمسلم

العلماء ناقشوا في كتبِ العقيدة مسألة التفريق بين الإسلام والإيمان، وان ما توصلوا إليه هو أنه لا يوجد فرق بين الإسلام والإيمان حيث ورد كل لفظ منهما منفرد، أما ان جاء لفظ الإسلام مقترن مع لفظ الإيمان فهو يشير معنى الإسلام إلى الأعمال الظاهرة من صلاة، او صيام، وغيره، وقد يصاحب هذه الأعمال الظاهرة إيمان قلبي، وايضا قد لا يصاحبها إيمان مثل حال المنافقين، وأما الإيمان فان معناه الأعمال الباطنة  ما يتعلق بأعمال القلب، مثل: الإيمان بالله، والخوف، والرجاء، حيث قال الله عز وجل في الآية الكريمة: “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ”، وان معنى الاسلام فهو يشير الى قول اللسان وعملِ الجوارح، بينما يُشير الإيمان إلى الاستسلام الباطن، وإقرار القلب وتصديقه، فكل مؤمنٍ بهذا المعنى هو مسلم، وانه ليس كل مسلمٍ مؤمن، وقد ظهر الفرق بين المؤمن والمسلم في القران في قصة لوط عليه السلام، حيث قال تعالى: “فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ”

الفرق بين الإسلام،و الإيمان من خلال القرآن الكريم،و السنة النبوية الشريفة :

بسم الله الرحمن الرحيم ” آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ” صدق الله العظيم

بسم الله الرحمن الرحيم ” قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ” صدق الله العظيم

وعلى قوّة الأهميّة بشمول الفرق بين المسلم والمؤمن  يتضح أَنّ الإيمان منزلته أعلى من الإسلام فالإيمان محله القلب،و لذلك يجوز أن نعتبركل مؤمن مسلم،و لكن لا يجوز أن نعتبر كلّ مُسلم مُؤمن،و ذلك لأن المؤمن هو من سخر كيانه كله لعبادة الله عزوجل بأخلاص شديد،و لكن المسلم هو من التزم بالإسلام،و آدبه،و بالتالي يتضح لنا أن هناك فرقا كبيرا بين الإسلام،و الإيمان حيث أن الإسلام يتمثل في الأعمال الظاهرية التي يؤديها المسلم،و التي تتمثل في الصلاة،و الصوم،و الزكاة،و الإلتزام التام كل ما أمرنا به الإسلام،و لكن الإيمان بالله عزوجل يتمثل في الأعمال الباطنة،و هذه الأعمال تكون في قلب الإنسان ليست ظاهرة لأحد،و لكن الله سبحانه،و تعالى أعلم بها،و لابد أن ندرك جيدا بأن أركان الإسلام ليست مثل أركان الإيمان فـاركان الإسلام هي الأركان الخمسة التي جاءت في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم،وفي حديث آخر لرسول الله صلى الله عليه و سلم يوضح فيه أركان الإيمان .

ونبقى على أهمية وشمولية وخصوصية الفرق بين المسلم والمؤمن  حيث عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال: بينما نحن عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام ؟ فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله – صلى الله عليه وسلم –،و  تقيم الصلاة، و تؤتي الزكاة، و تصوم رمضان، و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً . قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان ؟ قال: أن تؤمن بالله، و ملائكته، و كتبه، و رسله، و اليوم الآخر،و تؤمن بالقدر خيره،و شره . قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان ؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال: فأخبرني عن الساعة ؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل . قال: فأخبرني عن أمارتها ؟ قال: أن تلد الأَمَةُ ربتها، و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . قال: ثم انطلق فلبثت مليّاً، ثم قال لي: يا عمر، أتدري من السائل ؟ قلت: الله و رسوله أعلم، قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم )