قصص اجتماعية تبرز اهمية احترام المسنين، لأنّه من الواجب علينا الاهتمام بأولئِك المسنّين ورعايتهم، فهم تعبُوا وشقوا في حياتهم، وأنشؤوا أجيالًا تقُود الأمّة بدلًا عنهم، فهؤلاء بعدما عاشُوا الأعوام الطويلة من الحياة وذاقوا مرارة وحلاوة الحياة، وصعابها، فهناك الكثير من القصص التي تُبرز أهمية احترام المسنين، قصص قديمة ومعاصرة سطّرها التاريخ حتى وصَلتنا، لذا وجب علينا كتابة قصص اجتماعية تبرز اهمية احترام المسنين، فهي من القصص التي تحثّنا على الاهتمام بكبار السن وتقديرهم.
مجموعة قصص اجتماعية تبرز اهمية احترام المسنين
هناك مجموعة من القصص التي تَبرُز فيها أهمية احترام المسنين في الاسلام، فقد جاء شيخ ذات يوم يريد النبي صلى الله عليه وسلم، فأبطافأبطأ القوم أن يُوسِّعوا له، فَرَقَّ له رسول الله ورَحِمَه، وقال: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا، وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا”[4]. إنه يقول: إن الذي لا يرحم الصغير ولا يوقَّر الكبير ليس منا نحن المسلمين، أي أنه لا يتصف بصفاتنا، ولا يعمل بأعمالنا، ولا يتخلَّق بأخلاقنا.. وما أحسب أن قانونًا في العالم -غير الإسلام- قد جعل احترام الكبير وتوقيره أصلاً من أصوله..
————————————————————-
كما برز أيضًا في الإسلام ما قاله رسولنا الكريم صلّى الله عليه وسلم لأبي بكر الصديق رضي الله عنه، يوم فتح مكة حين أتى بأبيه أبي قُحافة، وكان شيخًا كبيرًا مسنًا ليسلم بين يدي رسول الله في البيت الحرام فقال: “هَلاَّ تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ”، إنه القائد المنتصر الذي يدخل مكة فاتحًا، وأبو قحافة شيخ كبير تأخَّرَ إسلامه أكثر من عشرين عامًا، ومع ذلك يوقِّره رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويرى أنه كان الأَوْلى أن يتحرك هو -وهو الرسول الزعيم المنتصر إلى بيت الشيخ! هذه هي منزلة كبار السن في عين رسول الله صلى الله عليه وسلم بل إنه يرفض أن تطول الصلاة الجماعية مع حُبِّه لها وتعظيمه لقدرها- لأن ذلك قد يشق على كبير السن وغيره من أصحاب الحاجات، وهذا دليل على نظرته الشمولية لمسألة الرحمة، ودليل على اتساع أفقه، وإدراكه لحقيقة الإسلام، وإنه في الأساس رحمة للناس وليس مشقة وعذابًا لهم.
————————————————————-
قصة أُخرى تُظهِر اهتمام الكثير من المسلمين باحترام المُسنّين، حيثُ كان سيّدنا العباس بن عبد المطّلب هو عمّ رسول الله، وأكبر من رسول الله سناً، سُئل سؤالاً عادياً، أيّكما أكبر أنت أم رسول الله ؟ قال: هو أكبر منّي وأنا ولدت قبله.
كذلك فقد حصل ذات مرّة، إذ توفّى الله عالماً جليلاً، وترك عدداً من الأولاد، وأحد أولاده طالب علمٍ، وقد تسالم إخوته الأكبر منه سنّاً على خلافته أبيهم، في التدريس، وفي الخطابة، وفي الأعمال الدينية، فلمّا سئل أحد أخوته الكبار أيّكما أكبر أنت أم أخوك ؟ قال على الفور: هو أكبر منّي، وأنا ولدت قبله.
هذه بَعض قصص الإجتماعية التي تُبرز فيها أهمية احترام المُسنين وتوضّح علاقتهم بأفراد مجتمعهم في عهد رسولنا الكريم محمد صلّى الله عليه وسلم.