نُقدم قصة خيالية لابن طفيل، وهو أحد أشهر الفلاسفة والعُلماء والأطباء المُسلمين، وكان من رواد المفكرين العرب ترك وراءه أثاراً خالدة في الأدب والرياضيات والفلك والطب والفلسفة، لم تقتصر شهرته على العالم العربي والإسلامي بل إمتدت إلى الغرب وعُرف عندهم بإسم Abubacer، كان إبن كفيل أحد وزراء الدولة الموحدة في وقت عظمتها.
وإبن طفيل هو أبو بكر محمد بن عبدالملك بن محمد بن طفيل القيسي الأندلسي، كُني بأبو جعفر، وقيل عنه في منابر العلم ومصافه المثختلفة الأندلسي، والإشبيلي والقُرطبي، كان فيلسوفاُ عريقاً وقاضياً أندلسياً حكيما وعادلاً، ولد في مدينة قُرطية الأندلسية ودرس الطب في غرناطة وأثناء دراسته كان قد خدم حاكمها، وتوفي في العام 581 هـ، ودفن فيها، وشارك في تشييع جثمانه زملاءه الفلاسفة والأطباء والأدباء والمُفكريين، إلى جانب السلطان أبو يوسف.
يُعتبر إبن طفيل من أعظمة فلاسفة وأطباء ورياضي الأندلس، لشدة دهاءه وذكاءه وثراء عقله بالعلم والمعرفة تولى العديد من المناصب كان أبرزها طبيب السلطان أبي يعقوب الخاص، له العديد من المؤلفات في الطب والأدب مثل كتاب الآثار العلوية، وأرجوزة في الطب.
قصة خيالية عن ابن طفيل
قيل عن إبن طفيل العديد من القصص الخيالية، التي لا يُدركها العقل، ولكنها واقعية وحقيقية، نُسبت عن حياته ومغامراته، وصولاته وجولاته في عالم العلم والمعرفة، وقَص بن يقظان عنه قصة تشتمل على فلسفته، تحدث بها عن آراءه ونظرياته، وتدور هذه القصة حول حي بن يقظان الذي نشأ في جزيرة من جزر الهند تحت خط الاستواء، منعزلاً عن الناس، في حضن ظبية قامت على تربيته وتأمين الغذاء له من لبنها، وقد تدرج في المشي وأخذ يحكي أصوات الظباء ويقلد أصوات الطيور ويهتدي إلى مثل أفعال الحيوانات بتقليد غرائزها، وشب الفتى متوقد الذكاء عظيم المهارة.
وكان إبن طفيل يصنع حذاءه وأثوابه بنفسه من جلود الحيوان، ودرس النجوم، وشرح الحيوانات حية وميتة، حتى وصل في هذا النوع من المعرفة إلى أرقى ما وصل إليه أعظم المشتغلين بعلم الأحياء، ثم انتقل من العلوم الطبيعية إلى الفلسفة وعلوم الدين؛ وأثبت لنفسه وجود خالق قادر على كل شيء، ثم عاش معيشة الزهاد، وحرم على نفسه أكل اللحم، واستطاع أن يتصل اتصالاً روحياً بالعقل الفعال. وأصبح حي بعد أن بلغ التاسعة والأربعين من العمر متأهباً لتعليم غيره من الناس.