رواية ما وراء الغيوم كاملة غرام التي تُعتبر من الروايات الجميلة التي استحوذَت على نسبة إعجَاب وقراءة عالية من قِبل محبي القراءة والإطلاع والأعمال الأدبية المُتمثّلة في القصص والروايات.

تُعدّ القصص والروايات من الأعمال الأدبيّة الكتابية التي تُثري مخزُون القارئ العلمِي والثقافي وتعمل على تطوِير شخصيته وتُنمّى أسلوب التعبير لديه وتساعده على فصاحة لسانه وطلاقته.

والروايات والقصص هي عبارة عن سرد واقعة أو حدث أو تجرِبة عاشها الكاتب أو شخصٍ آخر نقلها بأسلوبه الأدبي مستخدمًا عنصر التشويق والإثارة الذي يجذب القاري لمتابعة وقراءة الرواية حتى نِهايتها، في هذا الصدد نسرد لكم رواية ما وراء الغيوم كاملة.

رواية ما وراء الغيوم

الفصل الأول

دائمًا عندما تتلبّد سماء حياتنا بالغيوم وتزداد قُوّة العواصف التي تقتلع منّا كُل ما نحبه نتطلع الى ما وراء تلك الغيوم.. نريد ان نرى شمس سعادتنا تشرق من جديد وأن نستعيد توازننا بأقل الخسائر وان نتجاوز عثراتنا لكن متى سنرى “ما وراء الغيوم” التي تخبئ لنا الكثير ويا ترى ما تخبئه لنا تلك الغيوم خلفها ؟

الاقدار يكتبها الله ونحن نجري خلفها.. لكن تعقيدات حياتنا هي ماجنته ايدينا،هي حصاد مانرتكبه من حماقات، ان يولد المرء في بيئه بسيطه ليس عيباً، إنما العيب ان لا يتقبل بيئته وظروفه وان لا يعمل لتغييرها للافضل..فالرزق لا يأتي لأعشاش الطيور بل هي من تحلّق عالياً للحصول عليه.

خُلقنا طبقات مختلفه الفكر والاهداف والاسلوب، الحياه نفسها ليست على وتيره واحده نبكي احياناً ونضحك احياناً أخرى، مشاعرنا التي نكبتها و التي لم نبوح بها.. نحتاج من يسمعها نحتاج من يشاركنا ما نعيشه، فالوحده هاجس مخيف ،فقد يعيش قلبك في عزله وان كنت بين ملايين البشر !

جرب كل شيء شارك الحياه مع الاخرين،اعط فرصةً لقلبك ان ينبض من جديد ان يحقق ذاته ان يتعايش ان يغامر لا تجعل احزانك تأخذ من سنوات عمرك اجملها، تحرك وعوّض ما فاتك لا تكن فريسه لظروفك بل تغلّب عليها وانطلق للحياه

وان غطت سماء قلبك الغيوم القاتمه.. اشعل مشكات الامل بداخلك، ستشرق شمس احلامك ذات يوم وستنجلي تلك الغيوم ، وستكون انت كما ينبغي ان تكون.. فقط احترف الأمل واعمل به..

البداية

كان يوماً قاتماً والغيوم السوداء تحجب النور
وكأنها تعلن الحداد على ايامي القادمه !

في احد احياء مدينة الخرج بالتحديد
عند باب المقبره، يقف ذلك الطفل ذو التسعة اعوام باكياً بصمت كمن اخرسته الصدمه أو لم يستوعبها بعد!، كيف فقد ذلك الحضن الدافئ بهذه السرعه؟ كيف انتزع المرض منه أمانه؟ هل حقاً بات بدون أم؟ هل ما يحدث له الآن حقيقه؟ام كابوس!
خفقان قلبه المتوتر يُخبره بأنه فقد الأمان.بأنه لن يراها ثانية، لم يعد له حضن ولا ملجأ،

يقف بجانبه خاله وهو يرى جموع الناس تأتي تعزي في وفاة والدته والكل يمسح على رأسه قبل ان يذهب..
سمع همساتهم وكلماتهم التي تصفه بالضعف(مسكين تيتم صح لا ام ولا اب)..(الله يعينه على هالدنيا) (لاعته الدنيا وهو توه صغير، من تلك الكلمات التي لم تكن مواسيه له ابداً، سحقاً لقلوبهم هل ظنوه أصماً ليقولوا ذلك أمامه بلا مبالاه..

صرخ حتى باح صوته بقدر ما بكى ونادى بأسمها ولكن هذه المره لم تجيبه كالعاده..هذه المره نامت للأبد.تلك الحنونه ذهبت بلا عوده.. طفلٌ لم يذق سوى حضن الأم وهاهو يفقده..لم يعرف والده الذي توفي قبل ولادته بأشهر، انتهى المعزون واخذه خاله معه وهو يواسيه بكلماته الحانيه/خلاص يا عزز يا ولدي ترى بكاك يوجع قلبي،

وقف عزام بإنهيار امام باب المقبره الذي يغلقونه دون أمه وهو يتشبث بالباب خوفاً ان يغلق دونها/لا يقفلون على امي يا خالي اامي دااخل يا خالي.

حاول خاله إبعاده بصعوبه حتى نجح ليجلس عزام باكياً و جلس خاله مقابلاً له ثم احتضنه وبكى في مشهد ابكى الموجودين الذين حاولوا مواساته. قد كانت الفقيده الاخت الوحيده لأخيها والمقربه له، هي صاحبة الافضال والوقفات التي لن ينساها لها اخيها خالد، قد باعت ذهبها الذي يساوي 100الف لتساعده في بناء منزله و باعت عماره كانت باسمها ورثتها من زوجها المتوفي لتخرجه من ازمته الماليه، لم تكن يوماً عالة على اخيها بل السند الذي انتشله من ازماته، وعد نفسه ان لا يتخلى عن عزام وان يكون معه خطوه بخطوه حتى يكبر و يعتمد على نفسه.

ركب السياره وهو باكي، ورقبته تلتفت للخلف وعينيه على تلك المقبره.. ذلك الثرى يضم اجمل وأحن وجه، رآى طيفها يقف بعيداً ومودعاً له بابتسامه شاحبه، تنهد و غرق وجهه وسط دموعه، لماذا رحلت باكراً وتركته؟ وهي التي كانت تقول له دائماً أنها تحبه.. وهي التي لا تغمض اجفانها الا وهو بجانبها .

في حضن من سينام الليله؟ وهي من سيؤنس وحدتها؟ كيف دفنها خاله وهو الذي يقول بأنه يحبها و بكى حُزناً لوفاتها؟ اسئله كثيره لم يحتملها قلبه ولم يستوعبها عقله بعد، غصّة ألم غصّة وجع، غصّة فقد لم يحتملها قلبه الذي غلّفه الحزن باكراً، لا شيء اكثر وجعاً من الوداع الاخير.. بين طفل وأمه..

لم يستطيع الدخول للمنزل وهو يعرف أنها ليست هنا.. كيف سينام وهو شاهدهم يدفنونها امام عينيه، وقف في باحة المنزل وهو يرفض الدخول مع خاله ويرى ابناء خاله امامه.. ساره و قاسي ومدى الصغيره التي اتجهت اليه وهو يجلس لتمسح دموعه وتبكي لبكائه، كانت تحاول ان ترى وجهه الذي يغطيه بيديه وتنادي بعبث/عذاام لا تبكي خلال .

ليأتي قاسي ويجلس حزيناً بجانبه، تحدث خالد بعد تنهيده/يلا يا عزام ابوي روح داخل اسمع كلامي يا ولدي، حاولت ساره وهي اكبرهم سناً ان تمسك بيده وتوقفه وهي تشده/عزام انا وقاسي ومدى ماتعشينا.. ننتظرك تعال نتعشا.

نفض يده منها وهو يتركهم ويتجه لغرفة والدته ويغلقها علئ نفسه، شعر بالعجز وهو يرى هذا الطفل يواجه صدمته مبكراً، دعى الله كثيراً ان يتجاوز ازمته، مرت ايام العزاء حزينه على خالد وابن اخته..ومرت الايام هادئه ينقصها صوت عزام الذي انطفئ في بدايته !

بعد تلك الاحداث بفترة، في الليل نام الاطفال ودخل هو غرفته يريد النوم والراحه لم يهنئ بنومه منذ زمن، سمع صوتها تدخل وهي تتحدث بغضب/اخيرا جييت .

تنهد وهو يضع رأسه على الوساده/قصري صوتك بناام وقفت عند رأسه وهي تتكتف بيديها/انت ماتعلمني متى عاد بفتك من ولد اختك هذا، استغرب بل استنكر ما نطقت به وجلس متسائلاً/علامه عزام

زمت شفتيها بغضب/ياخي ملييت عااد متى بأخذ راحتي ببيتي.. شف لك صرفه وابعد هالولد عني، بالاول يالله تحملت امه المريضه وهاللحين هو..كلّم عمه راكان فالرياض قله ترى لك ولد اخو هايت عندنا تعال اخذه

عقد حاجبيه وهو يرد عليها بغضب،بعدما ذكرت عم عزام، يستحيل ان يرسل ابن اخته لأهله ولو قبلوا السماء ولن يرضي هذه الحمقاء بإهمال ابن اخته اليتيم/بتنقلعين انتي مع السلامه، ترى عزام هو الداخل وانتي الطالعه، فهمتي؟ يلا انقلعي، ثم خرجت من الغرفه وهي تتوعده، ان تتخلص من هذا الولد الذي نغص صفاء منزلها هو وأمه

مرت الأيام رتيبه وباهته في عينيه.. اين ذلك القلب الحاني الذي كان يطوّقه بحب وبدعوات صادقه؟
اين تلك التي لا تنام وهو يشعر بوجع..!
اين تلك التي لم يعرف طعم الجوع إلا بعد فراقها؟!
اين التي كانت ترتب هندامه و تعطره كل يوم..
اين التي كان يغفي على صوتها وهي تغني له سبحونتها..!!
آه غداً أول يوم في رمضان يا أمي؟ اين انتي؟!
ودعت زوجها عند الباب فهو ذاهب في مهمة عمل كعادته يخرج كل شهر ويمضي اسبوعين .. ثم دخلت تسابق الريح.. اتجهت لغرفة أبنها “قاسي” ذو الثمان سنوات وجدت اللحاف بعيداً عنه لتتجه اليه وتغطيه جيداً..ثم اتجهت لسرير “عزام” وهي تنزع اللحاف عنه وتحاول إقاظه بهمس لألا يسمعها طفلها/عزاام قوووم يمال الوجع.. قوووم

استيقظ مفزوعاً من طريقتها العدائيه/خالتي حصه!، سحبته من سريره وهي تخرجه من الغرفه وتعطيه لحاف ووساده/يلا انقلع للمجلس برا لا تشوفك عيني نايم بأقصى البيت مره ثانيه ساامع؟

تقوست شفتيه وهو يحاول ان لا يبكي، مازال طفلاً لم يكمل عامه التاسع، خرج وهو يلتفت خوفاً لينصدم بإغلاقها الباب خلفه بعد خروجه مباشرة، وقف قليلاً غير مصدقاً لما تفعله به، لماذا تطرده؟

اتجه للمجلس بسرعه وهو خائف من اصوات القطط التي تملأ الحاره، وجد الباب مغلقاً ليحاول ان يفتحه، ولكن دون جدوى،
حاول العوده ولكنها قد اغلقت الباب دونه بالمفتاح، ليذهب ويجلس ويلتحف بلحافه وهو يراقب الظلام ويفزع مع كل صوت خلف استار الظلام.. الذي تتخلله إضاءة الشارع البعيده من خلف النخلات .

ظل يبكي وهو يتسائل بداخله لماذا رمته زوجة خاله خارجاً؟ مالذي اقترفه بحقها راجع مافعله اليوم، ولكنه لم يفعل ما يغضبها!!

ترقرقت دموعه وهو يشعر بخفقان قلبه من شدة الخوف، امضى ليله كانت من اصعب لياليه التي عرف فيها معنى فقد أمه.. بكى وهو يتمتم بأيات القرآن بصوت خافتاً طوال الليل، كما كانت تفعل والدته له حين يطول سهره، كانت فقط البدايه لمسلسل عذاباتها لذلك اليتيم.!

اشرق الصباح.. همت بصنع الفطور وايقاظ اطفالها لمدارسهم كعادتها، مشطت شعر ابنتها الصغرى/يلا حبيبتي “مدى” خلصي كاسة الحليب كلها… بروح اجيب شنطتك. وانادي اخوانك

دخل قاسي وهو خائف كانت المره الأولى التي يستفيق من نومه ولا يراه بالسرير المجاور له/يممه وين عزام مالقيته تذكرت انها اخرجت عزام للمجلس/ماعليك منه روح انت جهز نفسك للمدرسه وانا بروح اقومه

قاسي ببرائه/يمه وين نام عزام؟

ام قاسي/نام فالمجلس.. يلا قاسي ابوي خلص لبسك ألبس ثوبك اللي طلعته لك..

استغرب ما قالته عاد قاسي لغرفته وبدأ يلبس..لن يدع هذه لعزام كيف ينام في مكان بدونه؟!!

قررت الخروج والذهاب لإقاظه لتتفاجئ به ينام في باحة المنزل امام المجلس،زمت شفتيها بغضب.. ماذا لو عاد خاله فجأه ورآه بهذا المكان.. لربما طلقها و انهار بيتها،..
رفسته بقدمها من دون رحمه وهي تنادي/عزززيّم ووجع.. عزاام.. عززيم

ضل يتألم من رفستها وكأنها تسببت في كدمه في ساقه/ررجلي يا خااله رجلي

مسكته وهي توقفه وتنفضه بغضب/وعساها الكسر ان شااء الله ..انت ماتقوولي ليه نايم هنا!! ليه مانمت فالمجلس؟ هاااه تبي تجلطني ؟!!

بكى وهي تصرخ في وجهه بلا مبرر/المجلس مقفل يا خاله..

تركته وهي تتجه لباب المجلس لتراه فعلاً مغلق، لتلتفت اليه واثار الأرضيه قد ارتسمت على خده، لتتحدث ببرود وكأن شيئاً لم يكن/ايه ماعليه نسيت افتحه لك.. امش قدامي افطر وروح مدرستك عساك ماتنجح

حاول المشي وهو يرفض/انا صاايم ..باخذ شنطتي وبروح

استغربت/عمرك تسع سنين وبتصوم..!..يلا شعلي منك لو تلحق أمك.. طقااق، المهم اخذ كتبتك وحطها فالمخزن.. يا وويلك ان دخلت البيت مره ثانيه

ابتلع غصته وهو يرى كراهيتها و يسمع ما يجرح قلبه الغض.. دخل وهو يرى “مدى”تتجه اليه وتحتضنه بعدما رآته يعرج، تقوست شفتيها/عذاام رجلك توجعك!! من ضربك؟

كاد ان يبكي مره اخرى فألتفت و رآها تحرقه بنظراتها وكأنها تهدده بأن لا يُخبر احداً بما تفعله به.. تجاهل “مدى”ليدخل غرفته ووجد “قاسي” يلبس ثوبه النظيف.. ويبتسم له/ليه معاد تبي تنام بالغرفه يا عزام!!

حاول ان يبتسم وهو يأخذ حقيبته التي جهزها البارحه/انا صرت رجال بنام فالمجلس

انتهى قاسي من لبسه ليخرج.. اتجه عزام للخزانه باحثاً عن ثوب نظيف!! لكن لم يجد!! ماذا سيفعل؟!

دخلت في هذه الاثناء ابنة خاله الكبرى ساره ذات الخمسة عشر عاماً وهي تبتسم له/تبي ثوبك عزامي؟اساعدك؟

هز رأسه بحزن/محد غسل ثيابي

اوجعها قلبها وهي ترى تلك العينين الناعستين ذات اللون العسلي الفاتح تذبل اكثر، اتجهت اليه وهي تجلّسه وترفع بنطلون بيجامته عن ساقه/خلني اشوف ليه انت تعرج.. لا تستحي يا عزام قول لي وين طحت؟

تقوست شفتيه ليمنع نفسه عن البكاء مرّة ثانيه وهي تضغط على مكان الألم..صمت وكأنه يفتقد ابجدية اللغه، بالكاد يفهم مايتعرض له من كراهيه، لم يصدق ضربها له، مازال يظن انها مخطئه او انها لم تقصد إيذائه….

اشفقت عليه، لابد أن والدتها تقسو عليه، يجب ان لا تتركه/اليوم لا تداوم.ارتاح هنا علشان ساقك وبقول لبوي اذا جاء يمر مدرستك. و اوعدك اني بغسل ملابسك كل يوم..

دخلت ام قاسي في هذه الاثناء وهي تتخصر/انت للحين هنا!! ليه ما انقلعت لمدرستك هااه؟

خافت ساره وهي تسمع صراخ والدتها، اتجهت اليها وهي تحاول تهدأتها/يمّه حرام عزام رجله توجعه ،وانتي نسيتي تغسلين ثيابه!

قاطعتها بغضب وصرامه/انتي تنكتمين وتنقلعين لمدرستك بسرعه ..وهو بعد يداوم بثوبه اللي امس وهو ابن تبن بعد.. يلاااا

وقف وضغط على ساقه وهو مرعوب من نبرتها، غيّر بيجامته ولبس ثوبه الذي بالأمس و اخذ حقيبته وحذاءه و مشى وهو يعرج من ضربها له.. اتجه للباب وخرج ..ابتعد عنها وعن صوتها الذي يلاحقه كالوحش الكاسر.. ضل عند الباب حتى خرج له قاسي بعدما انتهى من افطاره..
حمداً لله ان المدرسه قريبه من المنزل، والا لن يستطيع الاستمرار في المشي..
خجل من لبس ثوبه المتسخ ونظرات الطلاب ، بحلقه غصّه، وبصدره قهر..كم يكره تلك النظرات المليئه بالشفقه!

بدأ طابور المدرسه.. باذاعه مدرسيه انتهت لينتبه له احد المعلمين وهو يعرج. اتجه اليه وهو يهمس له/عزام.. فيك شي يابوي؟

هز رأسه بالنفي/لا يا استاذ سعد مافي

عرف انه ليس بخير/افطرت؟

ألتفت اليه غاضباً فهذا سؤال يستفزه،لطالما قالت والدته انه يجب ان يبدا صيامه من رمضان القادم وهاهو اتى رمضان و سيصومه كما أمرته والدته/انا صايم

رفع الاستاذ رأسه وهو يبتسم من ثباته/هذا الولد الشاطر ما شاء الله عليك يا عزام..

انتهى الطابور الذي لا يتعدا دقيقتين في شهر رمضان.. ليبدأ الطلاب بالدخول لفصولهم… وهو يسمع بعض المعلمين يتحدث به وهو يعرج بعبارات يكرهها ويمقتها(مسيكين هاليتيم…. انتبهوا له يا شباب تراه ضعيّف)

شعر بقوته تزداد و القسوه تغلف قلبه وهو يسمع تلك العبارات التي تستضعفه ..يجب ان يثبت للكل انه ليس ضعيفاً وليس مكسوراً ..كره معاملته كناقص…فهو ليس اليتيم الوحيد في هذا العالم ..ولماذا يُشعرونه بأن اليتم إعاقه ..آه كم يكره نظرات الشفقه بأعينهم..

سأم من احتقارهم له.. نعم هم بهذا الشكل يحتقرونه.. يظنون انه لن ينجح بدون والديه… يتذكر جيداً حديث والدته، في أيامها الأخيره(خلاص يا عزام انت صرت رجال بتدرس لحالك وبتنجح وتصير الأول على المدرسه.. وبتكبر بتخرج من الجامعه و بتشتغل زي الكبار و بتصير احسن واحد فالدنيا)
ابتسم وهو يتذكر كلماتها وهي تصف مراحل نموه وكأنها تراقبه.. رفع رأسه للسماء بابتسامته الدامعه، فهنالك والدته تسكن الجنه كما سكن فيها قبله والده ، هي مع أبيه خلف احدى الغيمات، ينظرون إليه من بعيد،
*رسم له أملاً وابتسم ثم مضى*

مرت ايامه كباقي الايام.. فصول من المعاناه والتهميش في منزل خاله حينما يغيب اسبوعاً في عمله الذي يكون خارج المدينه ممايزيد معاناته.. بعكس حينما يكون موجوداً..!