عِند بِناء أيّ دوْلة جديدة أو عِند الإستقلال يُنتِج سُؤال جِدّ خطير بل ومِن الأهمّيّة بِكثير حيْث نرى سُؤال ماهي مقومات الدولة الحديثة وارد في كل الميادين حتى بات البحث عن المقومات شيء جدير بالإهتمام حيثُ القوة في إختيار المقوّمات التي لا تكتمل أعمدة الدولة حتى يكون هذا الأمر واضح المعالم ووطن الأركان لا سيما في تعداد الأرض والسلطة والشعب والقانون أو الدستور وما كل هذه إلا إجابة عن سؤال ماهي مقومات الدولة الحديثة والتي يتم الإهتمام به بِشكل مُنقطِع النّظير في تعداد البحث والتّنقيب عن الكثير عن سُؤال ماهي مُقوِّمات الدّوْلة الّتي نجيب عليها مِن هُنا وهُناك .
مقدمة عن ماهي مقومات الدولة الحديثة:
ماهي مقومات الدولة الحديثة سُؤال وجيه وإجابتُه جِذريّة حيْث إنّ الدّوْلة هي مجموعة الأفراد المُرتبِطين بِبعضُهُم البعض و يرتبِطون بِالحياة على أرض واحِدة ويوجِد لِهُم سُلطة حاكِمة خاصّة بِهُم تقوُّم بِحِمايَتِهُم و تنظيم القواعِد الحاكِمة لِهُم و تعمل على تنظيم أمور حياتهُم و هُم مُرتبِطون بِتاريخ واحِد وعادات و ثقافات واحِدة بل و قصايا أساسيّة تهمهم جميعاً و يوجد لهم أرض لها حدود جغرافية معروفة و دستور و قوانين يقوم بتنظيم العلاقات و الحقوق فيما بينهم و بين سلطتهم الحاكمة، حيث أن الإنسان منذ بداية التاريخ البشري لم يستطيع أن يعيش بمفرده فهو يحتاج إلى الآخرين ففي حالة امتلاكه لشيء يكون تنقصه أشياء أخرى عند الآخرين و لا يستطيع هو أن يقوم بتوفيرها لنفسه و من هنا كانت بداية التجمع حيث بدأ الإنسان يعيش في جماعات القواسم و الأشياء المشتركة و منها الديانة و اللغة و الأصل الواحد بل و التاريخ المشترك و المشاكل الواحدة و أيضاً الأرض المشتركة حيث أصبحت الصورة هي الحياة على أرض واحدة و علاقات مشتركة و مترابطة مما أوجد الحاجة أيضاً إلى حكومة أو نظام يكون مسئول عن التنظيم و الترتيب و رعاية المصالح و سن القوانين التي تحكمهم و أيضاً مرجع من القوانين التي تنظم تلك العلاقة بينهم و بين من يتولى حكمهم و أيضاً توفير الحماية لهم و البحث عن مصالحهم و من هنا جاءت فكرة الدولة و مفهموها بشكلها العام .
المقومات الأساسية للدولة:
السلطة:
الجواب الأول لسؤال ماهي مقومات الدولة الحديثة هو السُّلطة وهي تعنّي مجموعة مِن المُؤسّسات الّتي تُعمل في حيِّز جُغرافيّ مُعيّن و محدود و تقوم تِلك المُؤسّسات بِمُمارسة السُّلطات الخاصّة بِها على مجموعة الأفراد المُقيمين في إطار الحُدود الجُغرافيّة لِإقليم حيْث تكون تِلك المُمارسات لِلسُّلطات بِاِتِّفاق فيما بيْنهُم على مجموعة القواعد و الأحكام و التشريعات التي تعمل هذه المؤسسات من خلالها مثل سلطة الحاكم، و المؤسسات التي تكون مهمتها الأساسية على الإشراف على أرض الدولة و حمايتها إلى جانب وضع الإطار التنظيمي للشعب و العمل على حمايته من الأخطار أو التهديدات و تهيئته سبل العيش له و تمثيله خارجياً و الدفاع عن مصالحهم و الحفاظ عليه .
الحيز الجغرافي:
اما عن المقوّم الثاني من سؤال ماهي مقومات الدولة فو الحيز الجغرافي حيث هو مساحة الدولة أي حيزها الجغرافي و الذي يكون ثابت ومحدد و معروف و يشمل الأراضي التي يعيش عليها الشعب و الثروات و الموارد التي تحتويها أي ما يوجد داخل باطن الأرض من معادن أو بترول و غيره من الثروات و أيضاً المساحات المائية بها و هي تشمل البحار أو المحيطات التابعة للسيطرة السياسية من الدولة إلى جانب الأنهار أو البحيرات الداخلية أين وجدت و أيضاً النطاق الجوي للدولة أي النطاق الذي يقع فوقه الحيز الجغرافي للأرض و المائي للدولة و الذي يخضع للسيطرة الكلية للدولة و قوانينها الحاكمة .
الشعب:
والشعب إجابة على سؤال ماهي مقومات الدولة حيثُ يعتبر العامل الأكثر أهمية حيث أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون هناك دولة بدون شعب لها حيث أن هو الأساس الذي يبنى عليه بقية مقومات الدولة أي المواطنين الموجودون في الدولة، و أصحاب كل مؤسساتها و ثرواتها و هم أهم ما فيها بما يربط بينهم من عرق واصل و تاريخ و عادات و ثقافات غيرها من غيرها من الدول الأخرى و توجد الاختلاف بين دولة و أخرى من عناصر و اقتصادها من عناصر عديدة حيث أن الشعب هو من يقوم بناء الدولة و تشكيل مكانها و اقتصادها ووضعها السياسي و العسكري و الكثير من العوامل المهمة في تشكيل شكلها السياسي و العسكري و دستورها وتشريعاتها .
القوانين و الأعراف الحاكمة:
وهي مجموعة مِن القواعِد الأساسيّة مِن دُستور و تشريعات و قوانين تُنظِّم شكل و إطار السُّلطات في الدّوْلة و تعمل على التّوافُق و التّنظيم فيما بيْنها و تقوُّم بِإعطاء الحُقوق لِأفراد الدّوْلة و الضّمانات الأساسيّة لِهُم و قواعِد الحُكم و أيضا السّياسيّة للدولة و رؤيتها للآخرين، وتعمل على الترابط و التجمع بين الشعب من خلال قوانين و ضوابط تشمل الجميع و تحدد طبيعة حياتهم فهي إحدى المقومات الأساسية مع التاريخ، الأرض، العادات، التقاليد، الدين، الثقافة التي تقوم على توحيد المجتمع والجمع بين أفرداه.