كلمة بمناسبة عيد المعلم العراقي، كان ولا زال واجبًا عَلينا أن نُقدّر هذا الإنسان الرائع ألا وهُو المعلم الذِي كرس وقته وحياته وأفرغ عقلَه وقت أداء واجِبه مع طلابه من هُمومه ومُتطلّبات حياته، وكرّس وقته وجُهده لأداء رِسالة العلم والمعرفة التي مِن خلالها ينشَأ جيلًا واعيًا ومُثقّفًا قادرًا على تطوير ثقافة وتُراث وحضارة شعبه، والمنافسة عليها من ضمن حضارات وتراث الشعوب المُختلفة، فالمعلم هو جذع العلم كما هي الشجرة التي لا تعيش دون جذورها، فلولا المعلم لما ظهر المثقفين والعلماء في مجالات العلم والمعرفة المختلفة، في هذا فهرس نقدم كلمة بمناسبة عيد المعلم العراقي.

كلمة بمناسبة يوم المعلم

التعليم هُو مِن أصعب المِهن وأشقها، فهُو المسلك الوحيد للتقدم نحو منابر العلم والمعرفة، وتكريسها في خدمة المجتمع وتطويره ونشر عاداته وتقاليده وتاريخ تراثه، بمناسبة يوم المعلم العراقي نكتب لكم كلمة قصيرة عن عيد المعلم.
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم والصلاة والسلام على أكرم خلق الله قاطبة سيد الأولين والآخرين امتثل أمر ربه فكان خير معلم ، علم من الجهالة وهدى الله به من الضلالة أمر بالعلم أمته فقال: ” العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ” وقال : ” تعلموا من المهد إلى الحد ” فأنزل الله عليه سورة القلم إعجازا وتعظيما لشأنه وبعد .
إخواني المعلمين والمعلمات المحترمين

يطيب لي في ذكرى يوم المعلم بأن أسطر كلمات شكر وتقدير وعرفان لكل معلم مخلص أمين يفني عمره في تعليم أبناء أمته ووطنه العلم النافع والمعرفة الجامعة ليزيل عنهم سدف الجهل ويبصرهم بنور العلم مبتغيا رضى الله عزوجل ممتثلا أمره وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم القائل : ” تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية ، وطلبه عباده ، ومذاكرته تسبيح ، والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة … ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخي المعلم أختي المعلمة
إخلاصكم وتفانيكم في تعليمكم يجعلكم مثالا يحتذى وهاديا يرتجى ويهتدى إذا احلولك ظلام الجهل وخيمت عروشه ، وامتدت أيدي الناس تلتمس النور وتنشدا الهدى ، فليس لها بعد الله إلا العلم فهنيئا لكم هذه المكانة الرفيعة .
فأنتم المورد العذب للكل ضامىء والموئل الآمن الذي يحتضن كل من أتعبته الحياة فصار حائرا في أمره ، ومشَوِشا فكره .
تردوا الشارد ، وترشدوا الحائر ، وتعلموا الجاهل .وتبثوا اليقين إلى قلب المرتاب بالدليل الساطع والبرهان الظاهر ؛ لأنكم تعرفون مكمن الداء وتملكون بلسم الشفاء لكل مريض وما العلم إلا ذاك به تسود الحضارات وترقى وتنتعش الحياة وتبقى، وبدونه تتخلف وتشقى فهو إكسير الحياة ومجدها لمن ابتغاه وقصده، والحصن المنيع لمن تحصن به، والعز لمن طلبه لله وحده .
واعلموا أن قوة هذا العصر في العلم ، فلم تعد الخصومة بين الحق والباطل تحتاج إلى ساعدين قويين ولكن تحتاج إلى عقلين قويين .
والحكمة البالغة التي أرادها الله جل وعلا في أن يكون الانتفاع بخيرات الأرض وثرواتها وطاقاتها انتفاعا مباشرا لا يلغي دور الإنسان، وإنما جعل هذا الانتفاع متوقفا على الجهد البشري المتمثل في العلم والعمل.
إن التعلم والتعليم قوام الدين والحياة فلا بقاء للحياة إلا بهما، ولاتزدهر إلا ببقائهما، قال حكيم تعلموا العلم فإن كنتم سادة فقتم وإن كنتم وسطا سدتم، وإن كنتم سوقة عشتم .

فاللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى نور العلم والفهم ، ومن حول الشبهات إلى جنات القربات، اللهم اغننا بالعلم وزينا بالحلم وأكرمنا بالتقوى وجملنا بالعافية ، ونسألك الإخلاص في القول والعمل والخلاص في الدنيا والآخرة .

ودمتم لرسالة العلم حملتها والذائدين عنها في كل محفل وساحة بل ولحظة وساعة … والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته