مسرحية حول المرأة مكتوبة قصيرة، أصبَحت المرأة من الرّكائز الأساسيّة فِي أغلب المجتمعات، حيثُ أنّها تشارك في اتّخاذ القرار وتُملي مقترحاتها وآرائها في أي مشلروع أو نجاح يتعلّق بمستقبل المجتمع والأجيَال القادمة، والتِي هي أدرَى من غيرها بنشأتِهم وتربيتهم وكيفيّة تسيرهم لأدوء أدوارهم في الحفاظ على المجتمع وتطويره والدخول به في غمار المنافسة على مستوى المجالات.
فبعد أن كَانت المرأة معرضة للإضطهَاد وفكرة المُجتمعات عنها تقتصر فقط على أن دورها كُربة منزل هو أنسَب شيئ لها، ولكِن مع التطور العلمي كرست العديد من المجتمعات دور المرأة وأصبح لها فاعليّة كبيرة في منابر العلم والسياسة، في هذا فهرس نكتب لكم مسرحية حول المرأة مكتوبة قصيرة.
مسرحية عن المرأة
المشهد الاول
بيت متواضع … مقعد … مائدة ، عفيفة … تنزع مئزر المطبخ تستعد للمراجعة … يطرق الباب فجأة
عفيفة : الحمد لله … أنهيت ما كلفني به أبي ،الآن حان موعد التاريخ … ( تأخذ كتابا و مطبوعة ) وأنا احضر هذه المادة ، أجد متعة كبيرة .. خصوصا هذا الدرس الأخير، دور المرأة في الثورة التحريرية ، انه يعطيني دفعا كبيرا للأمام، يحررني من الخوف،و من العقد…
- الباب يطرق طرقا مطربا نعم ،حاضر من الطارق ؟ ( تفتح عفيفة الباب متفاجئة بقدوم غالية وهي تتأخر إلى وسط الركح)
- غالية : أنا التي غلت في عين والدها فسميت .
- عفيفة : نعم أنت الغالية … لأنك الأمل الذي انتظرته خالتي ، وعمي فيك يا غالية .
- غالية :فيلسوفة أنت يا عفيفة … كما عهد تك ، رغم انك بين هذه الجدران الأربعة …
- عفيفة : بدأت تستفزينني ،بل أنا أعيش محلقة بعقلي في ربوع العالم ، هؤلاء علماء ، هذه فلسفة، هذا التاريخ … هذا أدب ..
- غالية :(بالدارجة) إلي قرآ قرآ بكري … كم قلت لك مرارا ، انك وجدت فرصة للتفرغ ، للفراغ والتخلص من عناء الدراسة ،و المدرسين ، والتحضير والحفظ فما سمعتني .
- عفيفة : ( تنظر بازدراء إلي الغالية ، وهي تصنفف شعرها من حين إلي حين وتنظم أزياءها … وهي تتصفح مجلات أجنبية للأزياء) كان واجب عليك أنت أن تتفرغي إلي العلم ، وان تستغلي الفرصة الذهبية التي منحت لك، وان تفوزي بتحقيق ذاتك في المجتمع … لا أن تضيعي وقتك ذهابا وإيابا في هذا السن المبكرة إلي الحلاقات وكل لحظة ( تقلدها في تصفيف شعرها … ) وإلى المحلات و … أما أنا، منذ وفاة والدتي رحمها الله ما ضيعت الفرصة، ولكن الظروف ألزمتني بترك مقاعد الدراسة لا الدراسة . فالدراسة متوفرة والحمد لله إنني أحضر ……
- غالية : علا بالي … البكالوريا … دروس بالمراسلة ( تريــها فهرس فنية للأزياء … ) هاهي دروسي أنا … ولما هذه الطرق الملتوية الطويلة … أنا أبحث عن الشهرة ،بأقل تكلفة و أقصر طريق .ممثلة ..، نجمة ، مطربة ، عارضة أزياء …
- عفيفة : إنك تجر ين وراء سراب ، وهم، وهل الشهرة مجانية، وأي شهرة هذه التي لا تدوم … شهرة تنطفئ بانطفاء لذتها … تأكل حياتك … ويذهب أنصارك … وتعيشين حياة الكآبة و المأساة …
- غالية : إذن نوريني أيتها الحكيمة كيف أصل إلى شهرة سليمة … ألا تحبين الشهرة …
- عفيفة : الشهرة …فيها تقدمين من عمل خالد، يدوم بعدك، ويبقى ذكرك طيبا على ألسنة الناس، مدى الحياة ،..(تأخذ مطبوعة الدرس الأخير …) هؤلاء نساء خالدات ، أعطين للتاريخ أعمالا …إنهن خالدات لا ضائعات يمكن لك أن تعرفي سر خلودهن … كي تقتدي بأعمالهن الرائعة .
- غالية : إيه زدتي طولتيها وهي قصيرة (بالدارجة). يبدو لي، أننا لن نتفاهم أبدا … ( تنهض … تجمع مجلاتها.. )سأعود بعد حين ـ .. ديسكوـ ديسكو تاك …خير من هذا الكابوس ،سأقتني آ خر ألبوم للشاب … ( تأخذ حقيبتها وتستعد للخروج ..)
- عفيفة : مسكينة ابنة خالتي … أخشى أن تضيع في مهب الرياح .إن التيار صعب … والسير فيه انتحار ..لابد من حل ينقذ ـ الغالية ـ من هذا المنزلق الخطير … ( تفكر) وجدتها ، وجدتها ( تأخذ مجموعة كتب … مطبوعات ـ جرائد .
- سليمة : ( تدخل فجأة لأن الباب كان مفتوحا ) ماذا وجدت ؟!كنز …..
- عفيفة : جئت في الوقت المناسب … يا سليمة .
- سليمة : طبعا … لأنني على موعد مع غالية وشفيق، لإنجاز عمل مشترك .
- عفيفة : غالية … لقد كانت فانتظارك ثم انصرفت غاضبة ؟ ! .
- سليمة : غاضبة ؟ لعلك أثرت غضبها يا عفيفة، لقد عملنا المستحيل، لاستمالتها، كي تشارك معنا في البحث .
- عفيفة : بحث …حول ماذا ؟ … لعلني أستفيد معكن …
- سليمة : غالية تريد الشهرة …تعرفين ذلك ؟!.
- عفيفة : وهذا ما أثار غضبها مني ؟ .ولقد خشيت عليها من الانفلات …ثم الندم …حيث لا ينفع الندم .
- سليمة : لذلك نحن أيضا …سعينا لإدراجها معنا في إعداد هذا العمل …( طق طق الباب ).
- عفيفة: أدخل … لعلها هي ( يدخل شفيق وهو يحمل حافظة )
- شفيق : سلام ووئام …بنات الكرام ..
- سليمة : مرحبا بالأخ …الزميل …المواظب والمجتهد .
- شفيق : أين هي الغالية ـ لقد أحضرت معي …ما يقنعها …وما يؤهلنا للفوز بالبحث …
- عفيفة : شوقتني … أنت أيضا مشارك معهن …أعلم …أنك تحب العلوم فهل هو بحث علمي …
- سليمة : إنه طريقنا جميعا … إلى الخلود …إلى إثبات الذات … إلى التأثير .
- شفيق: … المرأة الخالدة … صورة حية عن صمود المرأة عبر التاريخ … بالعمل والفكر … بالتّضحية والدّموع، عبّدن الطريق للأجيال … طريق السعادة والهناء.
- عفيفة : أيـــها الوفي، أشكرك …وأقدّر عملك ،ارني أطلع على هذه الوثائق …( تأخذا لوثائق ) هذه هي …وجدتها …
- سليمة ـ سليمة .هذا ما كنت أبحث عنه،لإقناع غالية بالدور الحقيقي للمرأة …
- سليمة : إذن ساعدينا على ضمها إلى صفنا ، صف العمل … الإجهاد لإثبات الذات…
طق ..طق ..(غالية تدخل ، تضع على أذنيها سماعة لمسجل غنائي …) - غالية : (تغني تحمل شريطا )ـ آخر نغمة سأمتع سمعي …
الجميع : مرحبا بالغالية …ها نحن هنا . - غالية :مفاجأة، ولكني متعبة اليوم ،لا أريد أن أعمل شيئا …جئت لأعتذر لكم .
شفيق :إن العمل جماعي …ولا بد من مشاركـــــتــك ،خصوصا في هذا البحث. - غالية : أنت بالذات أسكت …أما كفاك مضايقتي في المنزل، كيّ تلاحقني إلى هنا، كان مفروضا عليك أن تشارك ذكورا مثلك، في بحث خاص بالمرأة .
- سليمة : ما هذه التفرقة…نحن إخوة ثم نحن زملاء …
- غالية : أنا ما جعلت هذه التفرقة … الذكور هم الذين ابتدعوها… عدم المساواة… الاحتقار.
- عفيفة : (بالدارجة)إيه راك متأخرة ياسر ،هذا الأمر انتهى منذ زمن ،منذ أن بزغت شمس الحقيقة الإلهية على الكون .
قال الله تعالى {من عمل عملا صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانو يعملون }آ:97 ـ سورة النحل
شفيق :ما شككت يوما في رأسي ،أو قدمي، أو بصري، أو قلبي …أنه ليس لي …فكيف أشك في نصفي .. أمي، خالتي ، عمتي ، أختي فإنّه لا حياة لي بدونهن … - سليمة :فعلا فإن النساء شقائق الرجال .
- غالية :علا بالي أما ترين الاستهزاء القائم على المرأة في مجتمعنا…المرأة حاشاك …العائلة أكرمكم الله وهناك من يكنيها بالدار …حتى قال بعضهم لأصحابه ( تضحك باستهزاء)(بالدارجة) …حاشاكم الدّار طاحت في الكوزينة …( يضحك الجميع)
- شفيق :وأنا أيضا أعرف أن بعضهم ،عندما غابت زوجته في زيارة أقاربها قال ” الدّار بلا دار ماشي دار”
- عفيفة :إن رجال مجتمعنا محافظون، غير أن التشدد مضّر ..وقاس .
- سليمة: والتسيب أشد خطرا، على كيان الأسرة .
- غالية : والجهل، إنه الخطر المحدق بنا، والعائق أمام تقدمنا …
- شفيق : ( يأخذ ورقة من ملف البحث )هاهي شهادة لكبار علماء أمتنا ـ الإمام العلامة، رائد النهضة الجزائرية عبد الحميد بن باديس ـ : *”لا تقوم الحياة إلا على النوعين اللذين يتوقف العمران عليهما، وهما الرجال والنساء…فلن ينهض المسلمون نهضة إسلامية حقيقية، إلا إذا شاركـتهم المسلمات في نهضتهم، في نطاق عملهن الذي حدده الإسلام، وعلى ما فرضه عليهن من صون واحتشام *[1] “
- غالية : إن هذا الكلام يزيد ني غيظا …أحس بالقيد ..أحس بالضغط …أليس هذا هضما لحريتي وانطلاقي .
- عفيفة :أما رأيت مدينة كبيرة …تكثر فيها حركة المرور … إذا أطلق العنان لهذه الحركة فماذا يكون ؟
- غالية : علا بالي ………الاصطدام …….الهلاك … تدخل في بعضاها .
- سليمة : كذلك المجتمع، كل في حدود تخصصه ومهامه … فالمرأة فيما أوكل إليها والرجل كذلك … والتكامل بينهما واجب …
- شفيق :فهناك وظيفة أساسية … أنشىء الكون عليها …إنها أغلى شيء في الوجود …إنها الأمومة .
- غالية : وتلك كارثة أخرى … النهاية المحتومة …و القدر المفروض …زواج ..طبخ …غسيل …تسياق …غبن …هم(بالدارجة)
- عفيفة : إنها أسمى المراتب … وإن المكافأة عليها لعظيمة .
- سليمة : ” الجنة تحت أقدام الأمهات ..” .
- شفيق : إن هذا الجزاء يستوجب إعدادا كبيرا فـــ :
الأم مدرسة إذا أعددتها*** أعددت شعبا طيب الأعرق
(يأخذ ورقة ) ـ تقول مي زيادة : للأم قد تركت ابنها ضائعا:” يا أم الصغير؟ تعالي اسجدي أمام السرير ، سرير الصغير! اسجدي أمام هذا المهد، الذي لعبت بين ستائره طفلة ،وحلمت به فتاةـ وانتظرتيه زوجة ، فما خجلت أن تهمليه أُماًَ، اُسجدي أمام المهد ،فإن المهد محجتك القصوى .. واسجدي أمام السرير، ولا تدعي رب السرير يبكي، لئلا تملأ قلبَه مرارةُ الوحدة ،حتى إذا شبّ رجلاَ، تحولت المرارة كرهاَ وصرامة. اُسجدي أمام السرير , وناغي الصغير . إن دموع الأطفال أشد ُّإيلاما من دموع الرجال ..” - غالية : فالأب الجاهل و الأم الجاهلة ، ما صنعوا حضارة ولا بيتا …
- عفيفة : حقا …لذا وجب الإعداد من الآن ، من البيت … من المدرسة … من هذه الجلسة … من هذا البحث . أما قرأت قول أحد العظماء ” المرأة العظيمة تلك التي تهز المهد بيمينها ، وتهز العالم بيسارها “
- سليمة : إن القيمة الحقيقية الآن للمرء ذكرا، او أنثى فيها يقدمه من عمل نافع للبشرية ،حسب قدرته وكفاءته… في إطار مبادئه وحدوده .. في العالم …
- غالية : آه …أحس بإرهاق شديد … أنا في حيرة ..في تردد .
- شفيق : والبحث … متى سنحرره ؟ .
- غالية : أرجوكم …أريد أن أستريح قليلا … أريد أن اعرف حقيقة موقعي …كي أقرر.
- عفيفة : هاهو كأس من العصير …هدئي أعصابك .
- سليمة : هاهي ذي …مراجع البحث أمامك فكري …فكري .
المشهد الثاني
( تجلس غالية على كرسي يتوسط الخشبة …إذا أمكن ، موسيقى هادئة …إنارة ليلية خافتة … تقرأ بشغف كل ما يقابلها من كتب ثم تتماثل بالسقوط عياء فتدس رأسها بين ذراعيها على الطاولة ثم ترفع رأسها وهي تصرخ )
غالية : أماه … إني محتارة إني متعبة أرشديني …دليني .
الأم الكبرى : ها أنا بنيتي … هاأنا ذا أسمعك .( تستدير … ينار الضوء … امرأة تتوسط الخشبة لباس تقليدي جميل …تاج على رأسها يضيء…) ( أو صوت خفي ) .
- غالية : (نتهض من مكانها و هي تفتش في أرجاء الحجرة هنا و هناك )من أنت …ماذا تريدين مني …؟
- الأم الكبرى : أنا حواء، أم الكون …أنا الشجرة الخالدة …جئت بنيتي …لزيارتك، أشفقت على حيرتك .
- غالية : إذا كنت أنت الأصل …فكيف تفرعت .
- الأم الكبرى : إنها سنة الله في خلقه …إنها السنون، ولكني أحفظ فروعي اليانعة في السماء، التي أثمرت و أتت أكلها … إنها مني ، وإني منها ومادون ذلك … فهو تمرد و………( غالية تقاطعها)
- غالية : وأنا من أ ي فرع منك يا أماه ، إني أريد أن أكون خالدة ( تفتح جناحيها …فستانهاأو برنو سها الكبير … تخرج عنها …ثلاث نساء … أو يدخلن إلى الخشبة في موكب جميل تقودهن أطباق بيضاء، تحمل شموعا على إيقاع موسيقى جميل … تقف غالية مشدوهة وهي تتابع دخولهن )
- الأم الكبرى : ها هي ذي كواكبي المنيرة على الأرض، فابحثي إلى أي كوكب منها تنتمين، واعملي على شاكلتها، كي تكوني خالدة …خذي منهن عملا صالحا، واسأليهن عن سبب خلودهن …تعرفي إليهن … ( تبتعد .لتصعد على مدرج مرتفع …امرأة على اليمين ـ اليسار ـ الوسط ) ـ ترمز الأولى :للمرأة المسلمة تحمل (كتابا يرمز للإسلام .. غلافه يظهر شمسا ساطعة) …( الثانية على اليسار تحمل قلما ترمز للعالمية …الوسطى : الجزائرية تحمل غصن الزيتون )( تسير غالية حائرة بين هِؤلاء الثلاثة …… تنظر بدهشة وتسأل )
- غالية : ( في اتجاه المرأة المسلمة ) من أنت …كيف فزت بالخلود، كيف رسخت في الذاكرة البشرية …كيف تعيشين ..؟
- المرأة المسلمة : …كنت مهانة …كنت مؤودة ..كنت…كنت حفيدتي …تعرفين ذلك ..
- غالية : أعلم .. إلى وقت قريب فقط …كنتِ وكنتِ….
- المرأة المسلمة : أكرمني خالقي … كما أكرم البشرية جمعاء ،بنور السماء، بنور الإسلام ( تشير إلى الكتاب)فأصبحت الأم المكرمة، والبنت المعززة …والمرأة المؤثرة في الحياة … بعملها… برأيها …بفكرها.
- غالية : فمن هن اللواتي …برزن فيك … يا أماه .
- المرأةالمسلمة::القائمة طويلة ( يمكن للمخرج أن يخرج منها نساء كثيرات كل واحدة تمثل رمزا لجهاد المرأة المسلمة وعملها وعظمتها ) ـ اسألي ـ أمك .. ابنتي الكبرى خديجة … عظيمة … عظيمة .. كفاها فخرا … أن كانت أول إمرة اعتنقت الإسلام .
- غالية : عظيمة بوقوفها لأعظم رجل عرفته البشرية، إنه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
- المرأة المسلمة: أغدقت عليه الحنان والعطف، ووضعت مالها بين يديه، لخدمة الإسلام …إيمان ، حنان وعطاء فكانت خالدة ـخالدة ـ
- غالية : زيد يني ـ يا أماه زيد يني …
- المرأةالمسلمة:واذكري في كتاب الذاكرة … عائشة …عالمة الأمة .. علم … ذكاء … ذاكرة …
- غالية : أعلم … فقيهة الأمة … خالدة حقا …
- المرأة المسلمة: واذكري في كتاب الذاكرة … الخنساء …أم بصبرها وأمومتها … واذكري : أسماء , و الشيماء والشفاء وأم سلمة ..
- غالية : ذكريني أما ه بامرأة قاسية في الجاهلية ، قوية في الإسلام .
- المرأة المسلمة: هذه هند بنت عتبة … التي عرفت حقيقة الإسلام ،فندمت على جاهليتها وأسلمت على يدي الرسول الكريم، فحسن إسلامها .
- غالية : هل شاركت المرأة في الجهاد .
- المرأة المسلمة: واذكري في الكتاب سمية زوج ياسر ـأول شهيدة في التاريخ الإسلامي ، أصبحت خالدة . بصبرها …وثباتها ، ويقينها …
- غالية : سلام عليك أماه … ذكرتني بالأمس القريب …ذكرتني بأمي …الجزائرية ( تنتقل إلى المرأة 2…) أنت كياني …ووجودي … سأعود إليك كي آخذ من هذه المرأة العالمية …ما يفيدني .
- المرأة العالمية: … إن تاريخ المرأة العالمية …استشهاد طويل …من أجل العلم …من أجل التحضر … الرفاهية .
- غالية: ذكريني ـ سيدتي … ماسر خلودك …ماهو إمتيازك ..وكيف لي أن أستفيد منك، وأنا أدين بالإسلام.
- المرأة العالمية: جهادنا واحد … وإن اختلفت المبادىء …إن الإنسانية بحاجة إلى السلام، الرفاهية العدالة، خذي من أخواتك في العلم ما يفيدك خذي …العلم… التضحية … ماري كوري عالمة إفتكت جائزة نوبل في الكيمياء ،بعلمها بجهادها بتضحياتها، وتركت للبشرية دون تميز علما نافعا لا ينتهي فضله أبدا…. هاهي الأم تيريزا …في التضحية … السلام، الخير للناس أجمعين إنها مجاهدة من أجل نشر دينها و المبادئ السامية للإنسانية ..ظلت أربعين سنة تقاوم الجهل و الأمية في الهند .. ففازت بلقب السلام إنها الأم تريزا .
- غالية: فعلا إنك أيتها المرأة العالمية لجديرة بالإحترام و التقدير( تنتقل إلى المرأة الجزائرية)
- المرأة الجزائرية: حفيدتي الغالية …لأجلك ولأجل أن تكوني غالية … خضنا الغمار، وما تركنا الرجال وحدهم … بالتضحية والفداء …والجهاد والشهادة …حققنا السلام في ربوعنا هاهي … فاطمة نسومر .
- غالية : امرأة زعيمة … قهرت الأعداء … أخضعت أكبر قوة في عصرها …تلك معركة _إشريضن ـ شاهدة على عظمتها وعلى جدارتها في القيادة و الجهاد ..هزمت جنرالات العدو ، و سجلت بأحرف من نور و نار، صفحة مجيدة في تاريخ أمتنا المعاصرة ،إنها المجاهدة ، القائدة ، العالمة فاطمة نسومر ..
- المرأة الجزائرية: …شكرا لك، فالإطلاع على تاريخ أمجادك، يزيد في خلودنا …فتلك رمز القيادة والريادة والذكاء والعلم …هاهي ذي رمز آخر …حديثا فقط. كانت مصدر إلهام للكتاب والشعراء وللفنانين فهل عرفتها …إنها خالدة في حياتها فالتاريخ يمجدها ـ وفي لها … ( غالية تفكر)
- غالية : إنها جميلة الجميلة .
- المرأة الجزائرية: بتضحيتها بثباتها بصبرها …كانت منارا للرأي العام و العالمي …ورمزا لتضحية المرأة المجاهدة الجزائرية.
- غالية : خلدها بيكاسو في لوحته ، خلدها نزار قباني في شعره …..
- المرأة الجزائرية : خلدتها سيمون دوبوفوار في كتابها ،خلدها يوسف شاهين في أفلامه ، وما زال صداها يرن من الأمس إلى اليوم .
- غالية : زيد يني أمي زيد يني .
- المرأة الجزائرية: أعلم أنك تعرفين الكثير ..الكثير …اذكريهن …تعلمي منهن حب الوطن … التضحية الفداء .
- غالية : شكرا أماه … إن ما أحصاه التاريخ، أقل مما لم يحصه …إنهن هنا(تشير إلى فهرس)، في كل مكان …في كل بيت ..
- الأم الكبرى : …بنيتي الغالية( صوت يرن صداه من بعيد ) …بعد تشاور واتفاق ..قررنا نحن المرأة الخالدة أن نمنحك سر الخلود ، بناتي الخالدات ، سلمنها الأمانة … وداعا بنيتي ، عليك أن تكوني أولا تكوني ( تحيط النسوة الثلاثة بغالية ويتوالين في إعطائها الأمانة ) تعيد الأم العبارة الأخيرة تدريجيا مع الصدى حتى تختفي …) ـ كوني أو لا تكوني ……..
المرأةالمسلمة: ( تستلم غالية الكتاب المقدس) هاهو ذا سر خلودك عاجلا أو آجلا … اعملي به تفوزي ..حصني به أجيال المستقبل … اجعليه دليلا ونبراسا في حياتك ـ تفلحي ـ - غالية : سمعا وطاعة أماه …
- المرأة العالمية: ( تسلمها القلم ) هاهو ذا سلاحك …وسيلتك نحو التحرر والانعتاق، نحو التحضر والازدهار، واجعليه نورا لك … برهانا للأجيال الصاعدة نحو الريادة .
- غالية : بورك فيك أيتها المرأة الرائدة .
- المرأة الجزائرية: (تحمل غصن الزيتون …وتسلمه لغالية) رمز السلام والاطمئنان ، من ربوع هذه الأرض الطيبة ، اقتطفناه من شمم الأوراس، وشامخات جرجرة ، كي يبقى مثال المرأة عاليا في الفداء، والتضحية، اجعلي حياتك وفقا للسلام، والسلم في العالم، اجعلي الإسلام قبسا لك كما كان السلف ، اجعلي المرأة في العالم قدوة ، فيما بذلن من جهد في التحضر والتقدم، لافي الانحلال والتفسخ .
- غالية : أعاهدك أماه ،أن أكون رائدة بديني ، وعلمي، و عملي، وتحضري (بعدما تستلم ـ غالية ـ الأمانة …تعود إلى مكانها .. على المقعد حيث كانت تفكر .حينها تخرج النسوة الثلاث على نفس النغمات الموسيقية التي دخلن بها)
المشهد الثالث
- غالية تستفيق تدريجيا بعد خروج النساء الثلاثة
- غالية:( تنادي وتمسح عيناها … تأخذ الكتاب المقدس والقلم وغصن الزيتون )ــــ: شفيق… ،سليمة …،عفيفة ، وجدتها…وجدتها ( يسرعون في الدخول والوقوف بجانبها تستدير، نحو شفيق) .
- شفيق :أختاه … أختاه …( مستبشرا ) .
- غالية : أيها الشفيق …الرفيق …الشقيق ..مرحبا بك …هيا نبدأ المسير .
- عفيفة : غالية … غالية …هل قررت، هل عرفت موقعك …
- غالية : ( تشير إلى الكتاب والقلم وغصن الزيتون ..)ــــ : إنها رموز المجد والخلود ( تدور فرحة وجدتها و جدتها )
- سليمة : رموز المجد .
- غالية : إن أمنا ( المرأة الخالدة ) لم تخلد بضياعها، ولا باستهتارها، ولا بخروجها، عن أصلها، إنما خلدت ( تظهر الكتاب) بإسلامها. بعملها (تظهر القلم ) بتضحيتها، من أجل السلم والسلام ( تظهر غصن الزيتون ) هذه طريقنا . .. بدونها لا وجود لنا في الكون .
- عفيفة : بورك فيك يا غالية …كنت متأكدة من أصالة معدنك …ومن سلامة باطنك ،فأنت من سلالة
الأجداد الأشداء، والأبطال الأحرار. - غالية: هيا بنا إلى الخلود… هيا بنا إلى الفلاح .
- شفيق : أول خطوة تبدأ من هنا .. (من إعداد البحث ) نعم
- الجميع : غالية .. هيا بنا .. هيا ، هيا بنا ( يقتربون من فهرس بشكل هلالي جميل ( في غمرة التصفيق تصعد بنت صغيرة ترمز لامرأة المستقبل، وهي تسلم زهرة إلى غالية وتقبلها )
- غالية : ما اسمك ؟ .
- البنت : أنا أيضا اسمي غالية مثلك .
- غالية: إذن خذي هذه الأمانة ( تسلمها الأمانة , الكتاب، غصن الزيتون ,و القلم )