يشهد العالم في الآونة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في عدد الأفراد الذين يستعينون بالأنظمة الغذائية المختلفة كوسيلة للتحكم في مستويات السكر في الدم، وخاصة بين مرضى السكري. لذا، يمكننا طرح عدة تساؤلات ما هي أنواع مرض السكري؟ وما الفروقات بينها؟ ومن هم الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذه الأنواع المختلفة؟ في ما يلي، سنقوم بالإجابة على هذه التساؤلات.

أنواع مرض السكري

يمكن تقسيم مرض السكري إلى ثلاثة أنواع رئيسية، يتمثل كل منها بخصائصه وسماته الخاصة، وفيما يأتي تفاصيل هذه الأنواع

1. السكري من النوع الأول

يعتبر السكري من النوع الأول مرضًا ذاتي المناعة (Autoimmune disease)، حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا بيتا المسؤولة عن إنتاج الأنسولين (Insulin) في البنكرياس ويقوم بتدميرها. ومن أبرز خصائص هذا النوع التي يجب معرفتها

  • ينتج البنكرياس كمية ضئيلة جدًا من الأنسولين، أو قد يتوقف عن إنتاجه بالكامل.
  • يتطلب المرضى الذين يعانون من النوع الأول من السكري تناول الأنسولين بشكل يومي مدى الحياة.
  • عادةً ما يبدأ ظهور هذا النوع من السكري في مرحلة الطفولة أو الشباب، إلا أنه قد يظهر في أي مرحلة عمرية.

في حالة عدم تشخيص مرض السكري من النوع الأول ومعالجته بشكل مناسب، قد يتعرض المريض لمضاعفات خطيرة مثل الغيبوبة الناتجة عن الحماض الكيتوني السكري (Diabetic ketoacidosis). أما بالنسبة إلى أبرز أعراض هذا النوع وأسبابه، فهي كما يلي

  • أسباب الإصابة بالسكري من النوع الأول

على الرغم من عدم تحديد العلماء للأساب الدقيقة وراء اعتداء جهاز المناعة على خلايا بيتا، فإن هناك عدة عوامل يُعتقد أنها تساهم في الإصابة، ومنها

  1. العوامل المناعية الذاتية.
  2. الوراثة.
  3. العوامل البيئية.
  4. احتمالية ارتباط بعض أنواع الفيروسات.
  • أعراض الإصابة بالسكري من النوع الأول

تميل أعراض السكري من النوع الأول إلى الظهور بسرعة، على الرغم من أن تدمير خلايا بيتا قد يبدأ منذ عدة سنوات قبل ظهور العرض. من الأعراض الشائعة لهذا النوع

  1. شعور بالعطش الشديد.
  2. الجوع المستمر.
  3. فقدان الوزن غير المفسر.
  4. تشوش الرؤية.
  5. الإحساس بالتعب الشديد.

2. السكري من النوع الثاني

يشكل السكري من النوع الثاني النسبة الأكبر بين جميع أنواع السكري، حيث يُمثل حوالي 90 – 95% من إجمالي المصابين. وتظهر الخصائص المرتبطة بهذا النوع كما يلي

  • يرتبط السكري من النوع الثاني عادةً بالتقدم في السن، وزيادة الوزن، والعوامل الوراثية، وتاريخ العائلة الطبي، بالإضافة إلى حالات سابقة من سكري الحمل.
  • يعاني حوالي 80% من مرضى السكري من النوع الثاني من زيادة الوزن قبل الإصابة.
  • يُنتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين، ولكن الجسم لا يمكنه استخدامه بفعالية، وهو ما يُعرف بمقاومة الأنسولين.
  • مع مرور الوقت، قد يتعرض إنتاج الأنسولين للنقص، مما يجعل حالة المريض قريبة من حالة مرضى السكري من النوع الأول.

فيما يلي أهم المعلومات المتعلقة بالسكري من النوع الثاني

  • أعراض الإصابة بالسكري من النوع الثاني

تظهر أعراض السكري من النوع الثاني بشكل تدريجي، على عكس النوع الأول، ويمكن أن تشمل

  1. التعب أو الغثيان.
  2. زيادة التبول.
  3. شعور بالعطش غير الطبيعي.
  4. فقدان الوزن.
  5. تشوش الرؤية.
  6. الالتهابات المتكررة.
  7. تباطؤ شفاء الجروح والإصابات.

ومن الجدير بالذكر أن بعض المرضى قد لا تظهر عليهم أي أعراض.

3. سكري الحمل

سكري الحمل هو نوع من السكري الذي يظهر أثناء فترة الحمل، تمامًا مثل السكري من النوع الثاني، ويعتبر شائعًا بين النساء ذوات التاريخ العائلي للإصابة بمرض السكري.

غالبًا ما لا تظهر أعراض سكري الحمل، لذلك يُوصى بإجراء اختبار للغلوكوز خلال الفترة بين الأسبوعين الرابع والعشرين والثامن والعشرين من الحمل. وتشمل الأعراض المحتملة الشعور بالعطش، جفاف الفم، والإرهاق المستمر.

تشير الدراسات إلى أن حوالي 20 – 50% من النساء اللواتي أصبن بسكري الحمل معرضات للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني خلال فترة تتراوح بين 5 إلى 10 سنوات.

من يصاب بأنواع مرض السكري؟

مرض السكري هو حالة غير معدية، مما يعني أنه لا يمكن أن ينتقل من شخص إلى آخر. ومع ذلك، توجد عدة عوامل تؤثر على احتمالية الإصابة بالسكر، حيث يُصيب السكري من النوع الأول الذكور والإناث بالتساوي. فيما يتعلق بالسكري من النوع الثاني، فهو أكثر شيوعًا بين الأفراد الأكبر سنًا، وبشكل خاص بين الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.