تعد الاعتداءات الجنسية من الأحداث المؤلمة التي تترك آثارًا نفسية واجتماعية عميقة على الضحايا. غالبًا ما يسعى الضحايا للانفصال عن أحداث الاعتداء، مما يؤدي إلى محاولة نسيانها تمامًا. ومع ذلك، تشير الدراسات إلى أن هذه الجهود غالبًا ما تفشل، مما يزيد من شعور العزلة والوحدة لدى الأفراد المتضررين.

نتيجة لذلك، توصي الهيئات المختصة ضحايا الاعتداءات الجنسية بالتوجه إلى مراكز المساعدة والدعم، حيث يمكن أن تسهم هذه المراكز في معالجة آثار الاعتداء. في هذا المقال، سنستعرض كيفية معالجة ضحايا الاعتداء الجنسي.

كيفية معالجة ضحايا الاعتداء الجنسي

تشجع مراكز المساعدة والدعم الضحايا على التواصل معها في أسرع وقت ممكن بعد وقوع الاعتداء، لتحسين فعالية العلاج والتقليل من تراكم المشكلات النفسية. توفر هذه المراكز برامج دعم شاملة، مما يساعد الضحايا على مواجهة تجربتهم المؤلمة بشكل غير منفرد.

إذا كانت الضحايا يشعرن بصعوبة في الكشف عن هويتهن، يمكنهن الاستفادة من خطوط الطوارئ التي تتيح الحفاظ على السرية. تقدم هذه المراكز المساعدة بطرق عدة، من بينها

  1. في حال كانت الضحية قاصرة، تقوم المراكز بمرافقتها إلى الجهات الأمنية لتقديم شكوى، وكذلك تساعد الضحايا الناضجين الذين يرغبون في الإبلاغ لكنهم لا يعرفون كيفية القيام بذلك.
  2. تقديم المساعدة الطبية متى اقتضت الحاجة.
  3. جمع المعلومات المتعلقة بالضحايا لتحسين استراتيجيات العلاج المستقبلية، حيث يمكن أن يرتبط العلاج بعوامل مثل
    • فئة عمر الضحية.
    • أنظمة الدعم المتاحة لها.
    • طبيعة الأذى الذي تعرضت له.
    • الصعوبات التي قد تواجهها الضحية في المستقبل، وغيرها من الجوانب.

أساليب العلاج قصير الأمد للاعتداء الجنسي

عندما يتعلق الأمر باعتداء جنسي حديث وقع لمرة واحدة، ويحيط بالضحايا نظام دعم قوى، مثل العائلة والأصدقاء، فإن المراكز تقدم مساعدة قصيرة الأمد. هذه المساعدات يمكن أن تكون حاسمة في مواجهة الأعراض المرتبطة بالاعتداء، مثل القلق، ذكريات الماضي المؤلمة، الكوابيس والخوف. من الطرق المتاحة للعلاج قصير الأمد ما يلي

  • التعرض المستمر للموقف.
  • العلاج السلوكي المعرفي.
  • إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR).

تركز هذه الأساليب على التعامل مع أعراض الصدمة النفسية، وتحليل التجارب الحسية، واكتساب مهارات التهدئة الذاتية، بالإضافة إلى تطوير فهم صحي للحياة الجنسية. أما في حالات الاعتداءات القديمة، فإن العلاج يمتد ليشمل تأثير الحدث على العلاقات الشخصية للضحايا.

عوامل مؤثرة في كيفية علاج الاعتداء الجنسي

في أعقاب الاعتداء الجنسي، قد يعاني أفراد الأسرة أيضًا من صدمة. قد يسهم التوجه للحصول على الاستشارة كعامل ذي أهمية كبيرة في التعامل مع الحدث. من الضروري أن ندرك أن الضحية لا تواجه الآثار بمفردها، بل يواجه أفراد عائلتها أيضًا تبعات هذه الأحداث منذ لحظة معرفتهم بها.

وينبغي مراعاة عدة عوامل تؤثر في كيفية التعامل مع الاعتداء، منها

  • هل كان الاعتداء لمرة واحدة أم لفترة طويلة؟
  • هل كان المعتدي شخصًا غريبًا أم معروفًا للعائلة؟
  • معرفة جنس وعمر الضحية.
  • الحالة الصحية والنفسية للضحية، وغيرها من الجوانب.

تؤثر هذه العوامل بشكل كبير على كيفية استجابة الأسرة للحدث، وكذلك على التركيبة الداخلية للعائلة. كما تعتمد استجابة الأسرة على الأمور الدينية، والنظرة الثقافية للأمور الجنسية، وأصول العائلة.

يمكن أن يمهد التوجه لتلقي الإرشاد العائلي الطريق نحو إعادة تأهيل الأسرة بشكل فعال، ويوفر بيئة داعمة لتحليل الحدث من الناحية العاطفية. خلال مرحلة الاستشارة، يتلقى أفراد الأسرة إرشادات ودعماً حول كيفية التعامل مع الحدث، وكيفية دعم الضحية سواء في الحاضر أو المستقبل.

تعتبر مرحلة الاستشارة العائلية حيوية، خاصةً في الأوقات التي تواجه فيها الأسرة نتائج هذا الحدث. تهدف الاستشارة إلى إعادة العائلة لحياتها الطبيعية في أسرع وقت ممكن، كما تعزز فهمهم للطرق الصحيحة للتعامل مع المشاعر والتجارب السلبية التي قد تظهر، مثل الشعور بالذنب أو الخجل، مما يسهم في تعزيز قدرتهم على مواجهة التحديات النفسية بشكل صحيح.