الحَوَل هو حالة بصرية تؤثر على الأطفال، حيث يعاني الطفل من عدم توافق في اتجاه نظر العينين، مما يؤدي إلى تركيزهما على نقاط مختلفة في الوقت ذاته. غالبًا ما يظهر الحَوَل في مرحلة الطفولة المبكرة.
يستعرض هذا المقال أبرز المعلومات حول تشخيص وعلاج الحَوَل لدى الأطفال، والتي تشمل النقاط التالية
تشخيص وعلاج الحَوَل لدى الأطفال
فيما يلي تفاصيل حول تشخيص وعلاج الحَوَل لدى الأطفال
1. تشخيص الحَوَل لدى الأطفال
يمكن للأطباء عادةً التعرف على الحَوَل من خلال ملاحظتهم لأعين الأطفال، حيث قد يظهر واضحًا عدم توافق نظر العينين في الاتجاهات. كما يمكن للطبيب أن يطلب من الطفل النظر إلى جسم ثابت بينما يغطي إحدى العينين. يساعد هذا التمرين في تحديد العين التي تعمل بشكل طبيعي، ومدى حركتها، وكذلك الحالات التي تكون فيها الحركة غير طبيعية.
تساهم هذه الفحوصات في مساعدة الطبيب على تحديد ما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة الغمش (Amblyopia)، والتي تمثل حالة لا تعمل فيها إحدى العينين بكفاءة كافية لتطوير الجهاز البصري الدماغي.
2. علاج الحَوَل لدى الأطفال
تتعدد خيارات علاج الحَوَل، ومن أبرزها
- يمكن أن تصحح النظارات الحَوَل في الحالات الطفيفة من عدم التوافق بين العينين. أما بالنسبة للكمادات والأدوية، فيمكن أن تساعد في تحسين حالة العين المصابة بالغمش.
- يعزز علاج العين الغمشاء من استقامة عيني الطفل، حيث ستعمل العينان بتناغم، مما يسهل التركيز على نفس الجسم. في بعض الحالات، يمكن أن تساهم تمارين العينين في تحقيق تحسين كبير.
- قد تكون العملية الجراحية هي الحل الوحيد لعلاج الحَوَل الشديد، حيث يقوم الطبيب بتعديل موقع أو طول العضلات المحيطة بالعينين لتعزيز الاستقامة والوظيفة المناسبة.
أسباب الحَوَل لدى الأطفال
بعدما تناولنا تشخيص وعلاج الحَوَل، يجب أن نلاحظ أنه في بعض الحالات قد لا يكون هناك سبب واضح للإصابة به خلال الطفولة، على الرغم من إمكانية انتقاله بالوراثة.
في الظروف الطبيعية، تعمل العضلات المحيطة بالعينين بشكل منسق لتحريك العينين في الاتجاه ذاته في الوقت المناسب. ومع ذلك، يحدث الحَوَل نتيجة عدم قدرة عضلات العينين على العمل بالتنسيق المطلوب، مما يؤدي إلى فقدان التوافق بين العينين، ويصعب على الدماغ معالجة الصورتين المنفصلتين اللتين تستقبلانهما كل عين.
في بعض الحالات، قد يظهر الحَوَل نتيجة محاولة إحدى العينين التعويض عن نقص في الرؤية بسبب مشكلات بصرية أخرى.
هل يمكن للأطفال التغلب على الحَوَل؟
في بعض الحالات النادرة جداً، قد يتمكن الطفل من التغلب على الحَوَل الذي تطور بشكل نهائي. ومع ذلك، فإن عدم معالجة الحَوَل قد يؤدي إلى مشاكل دائمة في الرؤية. فمثلاً، إذا امتنع الطفل عن استخدام إحدى عينيه بسبب عدم استقامتها، فقد يتطور لديه اضطراب بصري في هذه العين، مما يؤدي إلى الإصابة بالغمش.
قد تبدو عيون الأطفال حديثي الولادة غير متناسقة، ولكن من المتوقع أن يسفر تنسيقها بين الثلاثة إلى الأربعة أشهر بعد الولادة. في بعض الأحيان، قد يُفهم عدم استواء العينين بشكل خاطئ نتيجة كبر حجم الأنف، مما يعكس في بعض الحالات الحَوَل الكاذب (Pseudostrabismus).
يستحسن إجراء فحص شامل لدى أخصائي العيون لكل طفل تجاوز أربعة أشهر وما زالت عيناه غير متناسقتين أو غير مستويتين. يتطلب الأمر إجراء الفحص لتشخيص وعلاج الحَوَل لدى الأطفال في أسرع وقت ممكن إذا كانت المشكلة واضحة وبينة.