الحول هو حالة طبية تتميز بعدم توازي العينين، حيث تتجه كل عين إلى اتجاه مختلف، مما يتسبب في عدم رؤيتهما لنفس الهدف في نفس الوقت. تعد هذه الحالة من المشاكل البصرية الشائعة التي يمكن أن تؤثر على جودة رؤية الفرد.
تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 3% من الأطفال يعانون من أنواع مختلفة من الحول، ومن المقلق أن 50% من هؤلاء الأطفال قد يتعرضون لفقدان البصر إذا لم يتم علاج الحالة في مراحل مبكرة.
أنواع الحول
يمكن تصنيف الحول إلى أربعة أنواع رئيسية بناءً على اتجاه انحراف العين، وهي الأعلى، والأسفل، والخارج، والداخل. في ما يلي توضيحات تفصيلية لكل نوع
الحول الإنسي (Esotropia – inward turning)
تتضمن الخصائص الرئيسية لهذا النوع ما يلي
- يمكن أن يحدث هذا النوع منذ الطفولة نتيجة لفقدان التناسق بين العينين، حيث تتجه كلتا العينين نحو الداخل.
- هناك نوع طفولي يصيب الأطفال في السنة الأولى من العمر ويترافق مع مشاكل أخرى مثل قصر النظر، والحركة الاهتزازية، ويمكن أن يكون العلاج فعالًا إذا تم التوجه إليه في مراحل مبكرة.
- قد يحدث الحول الإنسي أيضًا لدى الأشخاص الذين يعانون من العيون المتقاطعة، حيث تنظر إحدى العينين مباشرة إلى الأمام بينما تنحرف الأخرى نحو الأنف.
- يمكن أن يكون الحول مكتسبًا، أي يمكن أن يتطور في مراحل لاحقة من حياة الفرد نتيجة لحالات مرضية مثل السكري.
- يمكن أن يكون الحول الإنسي ثابتًا أي دائم الحدوث، أو متقطعًا حيث يحدث في أوقات محددة.
- من المهم ملاحظة أن أكثر أنواع الحول الإنسي شيوعًا هو التكيفي، والمعروف أيضًا بالحول الانكساري، حيث يحاول الشخص التركيز على الأشياء القريبة أو البعيدة، مما يؤدي أحيانًا إلى إمالة الرأس أو تغطية عين واحدة.
الحول الخارجي (Exotropia – outward turning)
تتضمن الخصائص الرئيسية لهذا النوع ما يلي
- يحدث عندما تنحرف العين للخارج، وقد يكون الانحراف متقطعًا ويُعرف أيضًا بالوحشي المتقطع، حيث تنحرف العين الأخرى للخارج عندما تركز إحدى العينين على هدف معين.
- يمكن أن يحدث هذا النوع في أي مرحلة عمرية ويكون مصحوبًا بأعراض مثل الصداع والرؤية الضبابية.
- قد يتسم الانحراف بالتحول المتناوب، حيث تنحرف العين للخارج بشكل متناوب.
انعطاف متصاعد (Hypertropia – upward turning)
تتضمن الخصائص الرئيسية لهذا النوع ما يلي
- يعد نوعًا نادرًا حيث يصيب نحو 2% من الأطفال.
- يحدث عندما لا تعمل العينان معًا بشكل متناسق.
- يمكن أن يحدث نتيجة شلل في الأعصاب المخية أو ضعف في عضلات العين، وقد يكون مرتبطًا بمشاكل مثل السكتات الدماغية أو متلازمة داون أو متلازمة براون.
- تظهر إحدى العينين وهي موجهة للأعلى بينما تكون الأخرى في الاتجاه الصحيح، وأهم الأعراض هي تحول العين أو كلتاهما نحو السقف.
تحول هابط (Hypotropia – downward turning)
ينتج عن انحراف العين نحو الأسفل، مما يتسبب في صعوبة في القراءة ومشاكل في التوازن واختلال محاذاة العين.
الحول الكاذب
هذا النوع شائع بين حديثي الولادة نتيجة لوجود جلد زائد يغطي العين، ويتلاشى مع نمو وجه الطفل.
الغمش أو العين الكسولة
تحدث هذه الحالة عندما لا تكون العينان متوازيتين، حيث تنحرف إحداهما نحو الداخل أو الخارج. يتسبب ذلك في تقليل الإشارات البصرية التي تتلقاها العينان، مما يؤدي إلى تكوين صورتين مختلفتين، وبالتالي يتجاهل الدماغ المدخلات من العين الأضعف.
متى يصاب الشخص بالحول؟
يمكن للحول أن يظهر في مراحل عمرية متعددة، ويبرز ذلك في ما يلي
- قد يظهر الحول في مراحل الطفولة المبكرة، عادة بعد ستة أشهر من الولادة.
- يمكن أن يظهر عند بلوغ الطفل ثلاث سنوات لأسباب مختلفة، بما في ذلك التهاب الدماغ أو متلازمات معينة مثل داون وبراون.
- قد يصيب الحول البالغين بسبب التعرض لصدمات في الرأس أو مشاكل في العين أو أمراض مثل السكري.
علاج أنواع الحول
تتوفر عدة خيارات لعلاج أو تقليل مضاعفات الحول، منها
- استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة.
- استخدام العدسات المنشورية التي تساعد في تقليل دوران العين.
- استخدام الأدوية والحقن، مثل تلك التي يمكن أن تعمل على إضعاف نشاط العضلات المفرط في العين.
- اللجوء إلى الجراحة لتغيير موضع عضلات العين.
- تقنية الترقيع، التي غالبًا ما تستخدم في حالة الغمش، حيث يتم وضع رقعة فوق العين الأقوى.
إن التأخير في علاج حالة الحول يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك فقدان البصر وتأثير على إدراك العمق.