تشكل الإصابة بسرطان الغدة الدرقية تهديداً صحياً متزايداً للعديد من الأفراد، حيث ترتبط هذه الحالة بوجود عوامل خطر متعددة. في هذا المقال، نستعرض عوامل الخطر المرتبطة بسرطان الغدة الدرقية ومناقشة إمكانية الوقاية من هذا المرض.
سرطان الغدة الدرقية
يُعتبر سرطان الغدة الدرقية أحد أنواع السرطانات التي قد تصيب الغدة الدرقية، التي تقع في قاع العنق أسفل تفاحة آدم. وتلعب هذه الغدة دوراً مهماً في إفراز العديد من الهرمونات الحيوية لجسم الإنسان. من الملاحظ أن هذا النوع من السرطان قد لا يظهر أعراضاً مبكرة، ولكن مع تقدم المرض، قد تظهر بعض الآلام والتورم في المنطقة المصابة.
عوامل خطر سرطان الغدة الدرقية
تتعدد العوامل التي تساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، ومن أبرزها
1. العلاج الإشعاعي للرأس أو الرقبة أو الصدر خلال مرحلة الطفولة
قد كان يُستخدم العلاج الإشعاعي في الماضي لمعالجة حالات متعددة مثل التهابات فروة الرأس الفطرية ولتقليص حجم اللحمية. وأظهرت الدراسات أن التعرض للإشعاع خلال مرحلة الطفولة، حيث تقل أعمار المصابين عن 15 عاماً، يعتبر أكثر خطورة مقارنة بالتعرض للإشعاع في مرحلة البلوغ.
كما زادت المخاطر نتيجة التعرض لمستويات عالية من الإشعاع، مثلما حدث عقب كارثة مفاعل تشيرنوبيل في عام 1986.
2. التعرض لمخلفات التجارب النووية
تتعلق هذه المخاطر بالتجارب النووية التي أجرتها الولايات المتحدة خلال الخمسينيات من القرن الماضي. ورغم أن مستويات الإشعاع كانت أقل بكثير من تلك التي نتجت عن الكارثة في تشيرنوبيل، لم يُثبت علمياً زيادة خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بسبب هذه المستويات المنخفضة.
3. التاريخ العائلي للإصابة بالمدمجة للغدد الصماء (Multiple endocrine neoplasia type 2)
تسبب الطفرات الجينية في تكوين حالات مدمجة للغدد الصماء، مما يزيد بصورة كبيرة من احتمالات الإصابة بالنوع النخاعي من سرطان الغدة الدرقية.
4. بعض المشاكل الطبية الوراثية الأخرى
تتضمن هذه المشاكل الوراثية متلازمة غاردنر (Gardner syndrome) التي تُعتبر عاملاً مساعداً في الإصابة بالسرطان.
5. العمر
يُشخص معظم حالات سرطان الغدة الدرقية لدى الأشخاص البالغين من العمر 20 إلى 55 عامًا، على الرغم من إمكانية حدوث الإصابة في أي مرحلة عمرية.
6. النوع
تظهر الدراسات أن سرطان الغدة الدرقية يصيب النساء غالباً أكثر من الرجال.
هل يمكن الوقاية من الإصابة بسرطان الغدة الدرقية؟
لا يمكن منع الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بشكل كامل، حيث إن معظم المرضى لا يمتلكون عوامل خطر معروفة تؤدي إلى الإصابة بالمرض.
تعتبر احتمالات الإصابة بالنوع النخاعي من سرطان الغدة الدرقية أعلى بكثير في حالة وجود التغيير الجيني المعروف باسم (Rearranged during transfection). يمكن أن يُورث هذا التغيير ضمن العائلة إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بالمدمجة للغدد الصماء.
يمكن أن يساعد الفحص الوراثي في تحديد إذا ما كانت هناك عوامل خطر عائلية للإصابة بسرطان القناة النسغية للغدة الدرقية (FMTC). وفي حال تم الكشف عن مخاطر متزايدة، يمكن اتخاذ إجراءات وقائية للحد من خطر الإصابة بالمرض في المستقبل.
إذا وُجد تغيير جيني محتمل، يجوز استئصال الغدة الدرقية في سن مبكرة للغاية لدى الأطفال لتفادي الإصابة بسرطان الغدة الدرقية النخاعي لاحقاً.