تُعرف المفاصل (Joint) بأنها نقاط التقاء بين عظمتين أو أكثر، حيث تلعب دورًا حيويًا في السماح بحركة العظام وجعل تلك الحركة سلسة وآمنة. ولكن يتبادر إلى الذهن كيف تعمل هذه المفاصل؟
كيف تعمل المفاصل؟
توجد أنواع متعددة من المفاصل في جسم الإنسان، حيث يتم تحديد وظيفة كل نوع بناءً على موقعه وتركيبه. بشكل عام، تساعد المفاصل في تحريك العظام المتصلة بها.
تحرك العظام نتيجة تفاعل معقد بين المفاصل والأجزاء العصبية والعضلية التي تؤثر عليها. تأتي أهمية هذا التفاعل من كونه يسهم في توجيه حركة الجهاز العضلي الهيكلي، وتوزيع الضغط الميكانيكي بين أنسجة المفصل ذاته. ولذلك، فإن أي ضرر يُصيب المفاصل يمكن أن يتسبب في تلف العظام، مما يؤدي إلى الإضرار بالمُبطّن الخاص بالمفصل. وفيما يلي توضيح لكيفية عمل المفاصل
1. السماح بالحركة
تتمثل الوظيفة الأساسية للمفصل السليم في الحفاظ على توازن أنسجة المفصل المختلفة مع السائل الزليلي (Synovial fluid). حيث يتوجب أن يكون الاتصال بين العظم والمفصل قويًا بما يكفي لتثبيت العظام، مع الحفاظ على مستوى مرونة يعزز من سهولة الحركات.
تعتمد اتجاهات حركة المفصل ومدى اتساعها على شكل الأسطح المفصلية والعضلات والأربطة المحيطة. على سبيل المثال، لا يمكن ثني الركبة إلا حتى نقطة محددة، نظرًا لأن الجزء الخلفي من الفخذ والساق يتعارضان مع بعضهما. كما أن مفصل الورك يسمح بتحريك الساق للخلف حتى نقطة معينة، حيث يحد الرباط في الفخذ من تحركها لأكثر من ذلك.
2. امتصاص الصدمات
تعمل المفاصل السليمة على امتصاص الصدمات؛ فعندما تلامس قدميك الأرض، لا تشعر بألم كبير في ركبتك نظرًا لدور الغضروف المحيط بالمفصل والسائل الزليلي الغني بالبروتينات والسكريات التي تنتجها خلايا المفصل. تعمل هذه المكونات على امتصاص الصدمات وتخفيف قوتها قبل نقلها من عظمة إلى أخرى، على غرار الضغط على زنبرك ثم تحرير الطاقة بشكل تدريجي.
مكونات المفاصل ودورها في عمل المفصل
تتكون المفاصل من عدة مكونات، حيث يُعتبر كل جزء منها ضروريًا لضمان الكفاءة في أداء وظيفة المفصل. وفيما يلي توضيح لمكونات المفصل
الغضروف (Cartilage)
الغضروف هو مادة ملساء تغطي نهايات العظام عند التقاءها بالمفصل، حيث تعمل على امتصاص الصدمات والحماية من الأضرار التي قد تلحق بالعظام.
العضلات (Muscles)
تعتبر العضلات أنسجة قوية تربط العظام ببعضها، وتعمل على توفير القوة المطلوبة لتحريك العظام.
الأربطة (Ligaments)
هي أنسجة قوية تربط العظام ببعضها، وتعتبر الغلاف الخارجي للمفصل (Capsule).
الكيسة الزليلية (Synoviocytes)
تتكون هذه الخلايا المتخصصة من الطبقة الداخلية للمفصل، وتعمل على إمداد المفصل بطبقة رقيقة من السائل الزليلي، الذي يُساهم في امتصاص الصدمات وحماية العظام.
الجراب (Bursa)
يمثل الجراب أكياس مملوءة بالسائل حول المفصل، وتعمل على تقليل الاحتكاك بين الجلد والمفصل، وبين العظام المختلفة وبين الأوتار والأربطة.
أنواع المفاصل
يمكن تصنيف المفاصل إلى عدة أنواع، ومنها
التصنيف النسيجي
توجد الأنواع التالية في هذا التصنيف
- المفصل الليفي الثابت (Immovable fibrous joint) حيث تكون نقطة الاتصال بين عظام ثابتة وغير متحركة، مثل الجمجمة.
- المفصل الغضروفي شبه المتحرك (Slightly movable cartilaginous joint) حيث تكون حركة العظام محدودة، مثل المفاصل بين الفقرات.
- المفصل الزليلي المتحرك بحرية تامة (Freely movable synovial joint) والذي تشمل معظم مفاصل جسم الإنسان.
التصنيف الوظيفي
وفي هذا التصنيف، نجد الأنواع التالية
- المفصل الرزي (Hinge joint) الذي يسمح بالحركة في اتجاه واحد، مثل مفاصل الأكواع والركبة.
- المفصل المحوري (Pivot joint) الذي يمكن من الدوران والالتفاف، كما في مفصل الرأس.
- المفصل الكروي (Ball-and-socket joint) الذي يسمح بالحركة بحرية، كما في مفاصل الفخذين والأكتاف.