تُعتبر الروماتويد (Rheumatoid Arthritis) واحدة من الأمراض المناعية الذاتية المزمنة، حيث لا يقتصر تأثيرها على المفاصل فحسب، بل يمكن أن تمتد لتشمل أجهزة الجسم الأخرى كالبشرة والرئتين والعينين والأعصاب والقلب والأوعية الدموية. يقدم هذا المقال تفاصيل حول الأسباب المحتملة لالتهاب المفاصل الروماتويدي.
أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي
في الجسم السليم، يقوم جهاز المناعة بإنتاج الأجسام المضادة (Antibodies) التي تلعب دورًا حيويًا في مهاجمة منافع الفيروسات (Viruses) والبكتيريا (Bacteria) التي تدخل الجسم.
لكن في حالة التهاب المفاصل الروماتويدي، يُخطئ جهاز المناعة في إرسال الأجسام المضادة إلى الغشاء الزللي (Synovium) الذي يغلف المفاصل، مما يؤدي إلى زيادة سمك هذا الغشاء نتيجة لتراكم الأجسام المضادة والسوائل. هذه الحالة تؤدي في النهاية إلى التهاب الغشاء وتورمه، بالإضافة إلى إطلاق مواد كيميائية تدمر الأنسجة المحيطة مثل العظام والغضاريف والأوتار والأربطة.
إذا تُرك التهاب المفاصل الروماتويدي دون علاج، فإن هذه المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي تدريجياً إلى تشويه المفصل وتدميره، مما يجعله عاجزًا عن أداء وظائفه الطبيعية.
ما هو سبب الاستجابة المناعية؟
حتى الآن، لم يتوصل الأطباء إلى الأسباب الدقيقة التي تؤدي إلى بدء الاستجابة المناعية المسببة لالتهاب المفاصل الروماتويدي. مع ذلك، يُعتقد أن هناك جوانب جينية قد تلعب دورًا في الاستجابة لعوامل بيئية معينة، مثل بعض الفيروسات والبكتيريا التي قد تؤدي إلى مرض التهاب المفاصل، إلا أنه ليس هناك دليل علمي قاطع يثبت ذلك.
عوامل تحفز بدء التهاب المفاصل الروماتويدي
هناك عدة عوامل محتملة قد تُحفز بداية التهاب المفاصل الروماتويدي، منها
- التعرض لنوع معين من البكتيريا المرتبطة بالإصابة بأمراض اللثة (Periodontal disease).
- التاريخ المرضي للإصابة بالتهابات فيروسية، مثل فيروس إبستين بار (Epstein Barr Virus).
- التعرض لإصابات في الأوتار أو الأربطة.
من المهم ملاحظة أن وجود أحد هذه العوامل لا يعني بالضرورة الإصابة المؤكدة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. فقط الطبيب المختص هو القادر على تشخيص الحالة المرضية وتقديم العلاج المناسب.
عوامل خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي
توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. ويؤدي تجمع عامل أو أكثر من هذه العوامل إلى زيادة احتمالية الإصابة، ومن بينها
الجنس
تُظهر الأبحاث أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي مقارنة بالرجال.
العمر
على الرغم من أن التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أن يصيب أي فئة عمرية، إلا أن الفئة الأكثر تعرضًا للإصابة تتراوح أعمارهم بين 40 و 60 عامًا.
التاريخ العائلي المرضي
وجود أحد أفراد العائلة مصابًا بالتهاب المفاصل الروماتويدي قد يزيد من احتمالية الإصابة في الجيل التالي.
التدخين
يمكن أن يزيد التدخين من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، وقد يؤثر سلبًا على شدة المرض.
السمنة
قد تسهم السمنة في زيادة خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، لذا يجب الانتباه لوزن الجسم.
نصائح للوقاية من مرض التهاب المفاصل الروماتويدي
حتى الآن، لا توجد طريقة مؤكدة لمنع الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن يمكن اتّباع بعض الإرشادات للحد من خطر الإصابة، ومنها
- المحافظة على نظام غذائي صحي ومتوازن.
- الاهتمام بالمحافظة على وزن صحي.
- ممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، مثل السباحة.
كما ذُكر سابقًا، لا توجد ضمانات مطلقة لتجنب الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي. ومع ذلك، فإن اتباع عادات صحية جيدة واستشارة الطبيب في مراحل مبكرة من المرض يمكن أن يقلل من الأعراض ويحمي المفاصل من التشوهات.