إنّ البطالة أحد أخطر المُشكلات التي تُعانِي مِنها الكثير من دول العالم، وهي ظاهرة اقتصادية واجتماعية لها أثرٌ كبير في المُجتمع، وتُعرف البطاله بأنّها وجود شريحة كبيرة من فئة الشباب القادرين على العمل ولكنّهم لا يجدون فرصة مناسبة للالتحاق بالعمل المناسب لتخصّصاتهم أو غير مناسب حتّى، الأمر الذي يعمل على تدمير قوى المجتمع الشبابية ولجوئهم للمخدرات والتسكّع في الطرقات وإهدار الوقت بلا جدوى.

ومن أهمّ الأسباب المُؤدّية للبطالة هو الوضع الإقتصادي السيء التي تمرّ بِه الدوله أو النّقص في رأس مال الدولة، وتدنّي المستوى التعليمي، جميعها مِن أسباب ظهور البطاله، وهُناك أسباب أخري مُتمثلةً فِي عَدم المساواة في توزيع فرص العمل بين الشباب وتخصصاتهم.

موضوع تعبير عن البطاله

إنّ مفهُوم البطاله بشكلٍ عَام هو عَدم إيجاد فرصة للعمل، وهَذه الظاهرة مُنتشِرة بشكلٍ كبير في الدول النامية، وهِي ظاهرة تُصيب فئة الشباب والشابات، وهِي من الظُواهر السلبية التي تُجسّد عِبء كبير على المجتمع، وإنّ طبيعة الأنشطة التي يُمارسها الفرد هي التي تُحدّد نوع وطبيعة عمله، فهذا السبب يُجبر الدوله على عدم توفير فرص العمل لافراد المجتمع، كما أنّ تفشّي الجهل والأُميّة بين أفراد المجتمع يساهم في إرتفاع نسبة البطاله، وتدنّي المستوى التعليمي يساهم أيضًا في ازدياد نسبة البطاله، ويَمنعُها من مواكبة مُتطلّبات سوق العمل المتجدد، والمتغيرة في ظل التقدم التكنولوجي الذي يشهد العالم بأستمرار.

ويُذكر أن البطالة تُساهم بشكل كبير في خلق الجريمة، فإنّ الفقر يلجأ الإنسان إلي السرقة والنصب والتحايل على الآخرين، وهَذا يُعدّ من أخطر الأمور السلبية التي نواجهها بسَبب ارتفاع نسبة البطالة في المُجتمع، وعند ازدياد مُعدّل الجريمة في المجتمع يمكن أن نقُول بأنّ المُجتمع بات في تهديد مُستمر من حيثُ الضَياع الأُسري والأخلاقي، ويُعتبر عُنصر الشباب الفئة الأكثر عُرضةً للانحراف بسبب الفراغ، وهُناك مقولة شهيرة لعمر بن الخطاب قال فيها لو كان الفقر رجلًا لقَتلتهُ.

وما نُشاهده اليوم من مظاهر التطرف الغير أخلاقية لبعض الشباب، هو مَن عانى من الفراغ، وكان التوجه لطريق التطرّف هو الخيار الأنسب باعتقادهم، ويَعتبرهُ مَخرج له من الأزمة النفسية التي يعيشها، مع العلم أنّ ذلك ليس بمبرر لتعطيل العقل وإنسداد الأُفق أمامه.

والبَطاله هِي التوقُّف عن العمل، حيث يكُون العاطل عن العمل قادرًا عليه ولا يجده، فهو يبحث عن فرصه من العمل دون جدوى، ومن المعروف أنّ البطاله تشمل الأشخاص الذين سَبق لهم العمل ولم يجدوا فُرصة أخرى، وتزداد وتيرة وظاهرة البطاله في وقت فراغ فئة الشباب، وهَذا أمر خَطير جدًا يُهدّد مُستقبَلهم الأسري والإجتماعي، ورُبّما يُلجأهم إلي الإنخراط في طريق الجريمة، المتمثّلة في السرقة والنصب إلى الآخرين، وأمور أخرى مثل تناول المُخدّرات باحثين عن تغير لنفسياتهم التي دمّرت بفعل الفراغ.

وهناك نوعان من البطاله الأولى هي بطاله دورية وهي أحد أهمّ أنواع البطاله التي تقدمها الدولة لرعياها من الشباب، وهي بطاله احتكاكيّة تتشكّل بين العاملين عند انخراطهم في العَديد من مجالات العمل التي تحظَى بها الدولة، والنوع الثاني من البطاله هي البطاله الهيكليّة التي تفرضها المُؤسّسات الحكومية نتيجة إقالة بعض من الموظفين، فتضع المؤسسة بعض من العاملين لفترة محدودة لا تتجاوز العام، لكي يقوم باعمال الموظف فهرس، لحين تعين موظف جديد.

وهناك بعض الدول النامية تُحاول إيجاد حل لظاهرة البطاله في بلادها من خلال تشجيع الاستثمار الداخلي، وتحسين مجالات التعليم، والعمل على طرح المشاريع الصغيرة للشباب، والحرص على منع الوسطات والمحسوبية عند احتياج الدولة لبعض من الشواغر لديها.

بهذا نكون قد قدّمنا لكُم مقال عن البطالة جمعنا فيه أسبابها وتعريفها وأهمّ أنواعها التي تنتشر في بلادنا العربية اليوم.