لعلّ موضوع حقيقة سحب الاعتراف من الجامعات السورية من المواضيع الحسّاسة التي جرَت العادة على البحث عنها والاهتمام بها بشكلٍ مُنقطع النظير، جاء ذلك من خلال مَوجة العنف التي تشهدُها البلاد مُنذ العديد من السنوات ولا تزال قائمة، فلا التعليم باقٍ كما هُو ولا الحياة وفي كل مرة ينتظر الكثير مِن المُتعلّمين إصدار وثيقة رسمية تفيد بمَدى قُوّة هذا التعليم، أجل هَذا ما يحصل في أعتى الجامعات في المنطقة العربية وفي سوريا، والحقيقة المرة أنّ هَذا الأمر كُلّه بسبب الأزمة السياسية والعسكرية، ولهذا كان الحديث عن حقيقة سحب الاعتراف من الجامعات السورية مهم.

سحب الاعتراف من الجامعات السورية

في الفترة الأخيرة تَمّ الحديث بالتفصيل عن شأنٍ جَديد يخُصّ حقيقة سحب الاعتراف من الجامعات السورية، وهُو الأمر الذي أثار مَوجة من الأسئلة المُثارة بهذا الخصوص في المناطق السعودية خاصة، بغضّ النظر عن الحالة السياسية التي تشهدها البلاد، حيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الإشاعات التي تتحدّث عن سحب الاعتراف العالمي بالشهادة الجامعية السورية كون تصنيف سوريا بات محذوفًا مِمّا يُسمّى بتصنيف الجامعات العالمي QS، حيث يُعد تصنيف QS واحدًا من العديد من التصنيفات المنتشرة حول العالم ومنها تصنيف شركة Quacquarelli Symonds Limited، هو ذاته (QS) وتصنيف Ebometrics وتصنيف UniRank وتصنيف مَجلّة التايمز للتعليم العالي وتصنيف ال UNISCO المهم عالميا والذي تناقلت وسائل إعلام، معلومات تفيد بأنّه رُبّما تسحب اعترافها بالجامعات السورية والذي يعد انتشار الجامعات الخاصة إحدى أهم الأسباب في اتخاذ ذالك الأجراء بالإضافة لعوامل أخرى.

هذا ومِمّا لا شَكّ فِيه أنّ خِضمّ التعرف على توضيحات التعرف على السبب الأول والأخير لهذه المعضلة لا يزال قيد البحث والتنقيب من الجهات التعليمية الخاصة، حيثُ وتَتمّ عمليات التصنيف أصلًا من خلال عِدّة نقاط تتعامل بها كُل جهة تقوم بالتصنيف من وجهة نظر مُعيّنة، فمنها من يقُوم بالتصنيف على أساس الاختصاص، فمثلًا يتمّ تصنيف جامعة ما على اساس تطور وأهمية كلية الهندسة المعلوماتية فيها، ومنها من يصنف على أساس أهمية كليات التاريخ مثلًا، ومنها من يُصنّف على أساس تعداد المدرسين الطلاب فيها أو على أساس استطلاع آراء لجهات التوظيف من مُؤسّسات وشركات حول أداء وجاهزية خريجي الجامعة وغيرها الكثير، كما وتختلِف التصنيفات أيضًا بحسب عدد الطلاب الأجانب الذين تستقبلهم الجامعة وحتى بالمستوى الذي يصل له الطالب بدراسته، فبعض الجامعات تحصل على تصنيف أعلى في منح شهادات الماجستير والبعض في الدكتوراه، وتتنافس الجامعات والمعاهد مجتمعة في التصنيفات، فالعديد من المعاهد تنافس أهم جامعات العالم كمعهد ماساتشوستس الاميركي للتقنية فهو يتقدم بتصنيفه على جامعتي هارفارد وكامبريدج ولكن هذا بحسب تصنيف QS.

ما حقيقة سحب الاعتراف من الجامعات السورية

أمّا الردود التي أقدَمت الحكومة السورية على الإعلان عنها قادِرة على التقديم الكامل لكُل هذه التفصيلات التي من المُمكن التعرف من خلالها على هَذا الخبر وهذه الحقيقة بالتفصيل، حيثُ نَفى مصدرٌ مسؤول في وزارة التعليم العالي كل ما يُشاع حول سحب الاعتراف في الخارج بالشهادة الصادرة عن الجامعات السورية ، مشيرًا إلى أنّه يبقى ضمن سياق الأخبار والاشاعات التي تتبناها معظم مواقع التواصل الإجتماعي والتي تنعدم من الدقة والمصداقية.

كما ومن خلال المتابعة للموضوع تبيّن بالفعل أنّ موضوع سحب الاعتراف بالشهادة السورية هو كلام يبقى ضمن سياق الحرب على سورية، وما يؤكّد ذلك ما أشارت إليه بعض وسائل الإعلام بقبول العديد من السوريين المهاجرين إلى أوربا لاسيما ألمانيا وهولندا، من سجلوا بشهاداتهم الجامعية ويكملون دراستهم الجامعية في أوربا على أساس أنها سورية الأصل، أي أن الشهادة السورية معترف فيها في أوربا.