بِسِلسلة التّناظُرات اللّيبِراليّة والإشتراكية والرّأسُماليّة وجدنا النظام الفيدرالي يقبع وكأنه أحد أكبر واضخم الأنظمة المعمول بها في هذا العالم في القرن الواحد والعشرين، ومع تتبع الأحداث الّتي بدأت تنشُّق وتُسيْطِر على الأوْضاع الرّاهِنة في القرن العشريْن ليَتبادر إلى أذهانِنا كم مِن القوّة وكم مِن الجراة نحتويها بِشأن التّعرُّف والتّعمُّق في النظام الفيدرالي وما هي الأقسام التي يحملها والنظرة التي يتبنّاها هذا النظام الذي أخذ بالإزياد حتى بات النظام الفيدرالي واحد من عناوين البحث والتنقيب عن أساسيات الحرية والديمقراطية المنشود التعرّف عليها والولوج إليها بفضل الإمتيازات التي يقدمها النظام الفيدرالي لاعوانه ولمن يتبنون نظرياته الكبرى.
مقدمة عن ماهو النظام الفيدرالي وأنواعه:
النظام الفيدرالي:
القاعدة الأولى:
أنَّ الأقاليم أو الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتوفر لكل ولاية أو إقليم نظام مستقل ذاتي، يكون لكل ولاية سلطة تشريعية، و سلطة تنفيذية، وكذلك أيضاً قضائية مستقلة، لها حق السيادة على حدودها الطبيعية،
أنّ تلك الولايات أو تلك الأقاليم تآلفت فيما بينها ببعض من الخصائص، و لقد تنازلت عن دوليتها لصالح حكومة أو لصالح هيئة موحدة تجمع كل الولايات الأخرى .
نشأة الفيدرالية:
لتكوين دولة قوية، و بتلك الطريقة تتألف أغلب الدول الفيدرالية، مثال الولايات المتحدة الأمريكية، و التي بدأت بتوحد ثلاثة عشر ولاية، ثم خلصت إلى اتحاد واحد و خمسون ولاية، و كذلك أيضاً دولة الإمارات العربية المتحدة .
التفكيك مع النظام الفيدرالي اقترن ببعض الأحداث حيث إن بعض من الدول الفيدرالية تنشأ من تفكك دولة موحدة، و هذا لأسباب متنوعة، فقد تكون تلك الدول المتفككة تكونت مع اختلاف اللغات، و اختلاف الأديان، و كذلك اختلاف القوميات، حيث يصعب إدارة تلك الدول بشكل موحد، فيتم تفكيك هذه الدولة إلى دول مستقلة، و من هنا قد تنشأ دول موحدة طالبت بالاستقلال بهدف انضمامها إلى دول أخرى.
أنواع الفيدرالية :
هناك أربع أنواع للفيدرالية وهي كالتّالي:
أولاً :- الفيدرالية المركزية:
ذلك النوع من الفيدرالية يقوم بإحكام السيطرة على جميع التفرعات المنطقية للسلطة، و في الغالب فإن النظام الفيدرالي يتحصن بالدستور، بحيث لا يمكن لأي طرف من أطراف السلطة أن يغيرها إلا بموافقة الطرف الآخر.
وثاني نوع من تلك الأنواع البراقة من النظام الفيدرالي ما جذبناه في تعداد الفقرة تلك حيث وهي على عكس النوع الأول، ففي ذلك النوع تكون الحكومة المركزية أضعف قليلاً وتتميز الكونفدرالية بالكثير من الصفات، منها: أنه للولايات المترابطة الحق القانوني في الانفصال، وأن لممثلي الولايات حق قانوني في اختيار السلطات التي يُسمح للحكومة المركزية بممارستها، الحكومة المركزية تكون معرضة بشكل مستمر للاعتراض، كذلك فإن الحكومة المركزية غير مستقلة في الجزء المادي، وكذلك ليس لها أي قاعدة انتخابية، الولايات التي تشكل النظام الكونفدرالية لا تتخلى إطلاقاً عن سلطتها المحلية للحكومة المركزية، النُظم الكونفدرالية عادةً ما تقوم بمهام جديدة، و هذا طبقاً للاتفاقيات، و من النظام الكونفدرالية الولايات المتحدة الأمريكية فيما بين عام 1776إلى عام 1787، و كذلك دولة سويسرا فيما بين عام 1291 إلى عام 1847م، والاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي.
والشق الثالث من النظام الفيدراليهم ما أسلفناه حيثُ أهمّ ما يمثل هذا النوع من الفيدرالية هي دولة الولايات المتحدة الأمريكية، ويتم اتخاذ القرارات في ذلك النوع بطريقة مركزية دون مراجعة الولايات المتحدة، حيث أن كل ولاية من الولايات يمثلها سيناتوران في السلطة التشريعية، و يتم اختيار هذان السيناتوران من قبل مواطنو الولاية، و ليس من قبل حكومة الولاية، فيقوم المواطنون بالاختيار من خلال الانتخابات، لذا فهما يمثلان قرار الولاية.
اما في رابع المحطات من النظام الفيدرالي فيختلف ذلك النوع عن النوع الأخر وهو الفيدرالية المدمجة في أنَّ الولايات المتحدة لها حق الاشتراك في عمليات اتخاذ القرار المتنوعة بشكل واسع المدى، حيث يقوم ممثلين الولاية بالانخراط و الاشتراك في الحكومة، وكذلك المجلس التشريعي، من خلال كتل تتفاعل مع غيرها من كتل الولايات الأخرى، ومن تلك الكتل ينشأ النظام المركزي للدولة؛ لهذا ذلك النوع يُعرف بالنظام التعاوني، وتشكل الكتل الممثلة للولايات مجموعة من المراقبات للعمل الحكومي المركزي، و أيضاً فإن لها الحق في انتقاض أي قرارات أو تشريعات وغير هذا بالأغلبية البرلمانية