دوايت أيزنهاور السّلام والحرب مزيج يتمّ إستخدامه لتخفِيف مُعادلة السّلام أو للتعبِير عن الحُرب والسلام بمَعني أن يَبقى الحال على ما هُو عليه لحين وجُود حلول أو يُنهي أحده بمُبادرة السلام أو ينقَضُّ طرف على الآخر، السّلام مَنالُ كُلّ البشر للعيش فِي حياة رغِيدة يسُوده الحب و التآلف و السلام ، وكان أيزونهاور قائد سياسي مُحنّك وقائد عسكري ناجح أيضًا، فطالما كان رجل القرارات السليمة والمبادئ الراسخة، فقد كان عنده بُعد نظر وأثّر تأثيرًا كبيرًا في صُنع مُستقبل الولايات المُتحدة الأمريكيّة.

مسيرة ايزنهاور في السلام والحرب

نسرد لكُم مسيرة أيزنهاور في السلام والحرب بشكلٍ مُوجز لما تحمِله من عبر سياسة وعسكرية تستحق المعرفة.

حتى قبل تنصيبه رئيساً كان أيزنهاور قد وافق على طلب الحكومة البريطانية بعودة الشاه للسلطة، ومن ثَمّ فقَد صرّح للمخابرات المركزية بمُساعدة الجيش الإيراني على الإطاحة برئيس الوزراء محمد مصدق، أدّى هذا إلى زيادة التحكم الاستراتيجي للولايات المتحدة والشركات البريطانية بالنفط الإيراني.

العدوان الثلاثي وايزونهاور

كان لهذا الرئيس الأمريكي أثر كبير في العدوان الثلاثي على مصر، فقد اشتركت بهذا العدوان كُل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وشنّت هجوًا على مصر.

أيزنهاور ووزير خارجيته جون فوستر دلس يتحدثان إلى الأمة حول أزمة السويس في 4 أغسطس 1956.
في نوفمبر 1956، أجبر أيزنهاور القوات البريطانية، الفرنسية والإسرائيلية بإنهاء عدوانها على مصر أثناء أزمة السويس. ولذلك تنصل علناً من تحالفه مع الأمم المتحدة، واستخدم الضغط المالي والدبلوماسي للضغط عليهم للانسحاب من مصر. الجدل الذي أحاط باللقاء السري لأيزنهاور مع هارولد ماكميلان في 25 سبتمبر 1956، قل بعدها لرئيس الوزراء أنطوني إيدن أن أيزنهاور وعد بدعمه للغزو.عام 1965 دافع أيزنهاور صراحة في مذكراته عن موقفه المتشدد ضد إسرائيل، بريطانيا وفرنسا.

الرؤية الأمريكية لأزمة السويس … وكيف غيرت ميزان القوى في الشرق الأوسط
صدرت عن وزارة الخارجية الأمريكية مجموعة مقالات سياسية-تحليلية وتأريخية تتعرّض لما أسمته الخارجية بأحداث هامة في علاقات أمريكا الخارجية خلال القرن العشرين، وتحديدا في الفترة الممتدة مابين 1900 و2001، وقد شَمِلت قائمة هذه الأحداث أحداث تاريخية هامة ذات أبعاد دولية إستراتيجية مثل أزمة قناة بنما والحرب الباردة وزيارة نكسون للصين و… أزمة السويس. والأخيرة هي الوحيدة التي تخص منطقة الشرق الأوسط، واختيارها نابع حسب مُؤلّف فهرسة التي تتناولها من كونُها نقطة تحول هامة في علاقة أمريكا بالمنطقة ومن ثَمّ ما حدث من تغيير في ميزان أو موازين القوي فيها.

عنوان فهرسة: أزمة السويس أزمة غيرت ميزان القوي في الشرق الأوسط. وصاحب فهرسة هو بيتر هان Peter Hahn أستاذ التاريخ الدبلوماسي في جامعة ولاية أوهايو Ohio State University ويعمل حاليا كمدير تنفيذي لجمعية مؤرخي علاقات أمريكا الخارجية، وهو متخصص في تاريخ أمريكا الدبلوماسي في الشرق الأوسط مُنذ عام 1948، وقد تناول الكاتب في مقَاله ما جرى من أحداث وتطورات في أزمة السويس وكيف تفاقمت الأمور ومن ثم كيف تشكل الرد الأمريكي عليها.

الرد الامريكي على العدوان الثلاثي
لقد عالج الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور أزمَة قناة السويس من خلِال مواقف ثلاثة أساسيّة تبنّاها وعمل بها وهي:

أولًا: رُغم تعاطف الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور مع رغبة بريطانيا وفرنسا في استعادة شركة قناة السويس، إلا أنّه لم يُجَادل حول حق مصر في الشركة علي أساس أن مصر ستدفع المُقابل المادي لها كما هو مطلوب في القانون الدولي، وأيزنهاور بالتالي سعي للتفادي صدام عسكري وأن يجدَ للنزاع حول القناة حلًا دبلوماسيًا قبل أن يستغل الاتحاد السوفيتي الوضع من أجل مكاسب سياسية، مِن ثَمّ كلف أيزنهاور وزير الخارجية جون فوستر دالاس لفض الأزمة بحلول مقبولة لبريطانيا ولفرنسا من خلال بيانات عامة ومفاوضات ومؤتمرين دوليين في لندن وتأسيس جمعية مستخدمي قناة السويس Suez Canal Users Association (SCUA)، بالإضافة الي تشاورات عديدة في الأمم المتحدة. ولكن مع نهاية أكتوبر 1965 تبين أنّ هذه الأمور لم تكن مجدية واستمرت الاستعدادات الانجلو ـ فرنسية لخوض الحرب.

ثانيًا: سعى أيزنهاور إلى تَفادي نُفور القوميين العرب وإلى استقطاب الزعماء العرب للمشاركة في محاولته الدبلوماسية لانهاء الأزمة، ورَفض أيزنهاور مُساندة استخدام القوة من جانب بريطانيا وفرنسا ضِد مصر كان بسبب إدراكه أن قرار تأميم ناصر لهيئة قناة السويس (والكاتب لا يستخدم تعبير تأميم بل تعبير استيلاء) كان له شعبية واسعة لدى شعبه والشعوب العربية الأخرى. وبلا شك فان زيادة شعبية ناصر قطعت الطريق على جهود كان يبذلها أيزنهاور لإيجاد حل للأزمة بالمُشاركة مع زعماء عرب، فالزعماء السعوديون والعراقيون رفضوا اقتراحات أمريكية فيما يخص انتقاد ما فعله ناصر أو تحدي سمعته.

ثالثًا: سعَى أيزنهاور لعزل اسرائيل من المُعضِلة التي نشأت ـ أزمة السويس ـ تخوُّفًا من أنّ مزج النزاعات الإسرائيلية المصرية والانجلوفرنسية المِصرية سوف تُشعِل الشرق الأوسط؛ لذا لم يعطِ دالاس لإسرائيل الفرصة في المشاركة في التشاورات الدبلوماسية التي تمت لحل الأزمة، ومنعَ مناقشة شكاوي اسرائيل تجاه سياسة مصر أثناء ما تم طرحه للنقاش في الأمم المتحدة، كما أنه عندما شعر بتزايد رغبة اسرائيل في القتال ضد مصر في شهرى أغسطس وسبتمبر رتب أيزنهاور امداد اسرائيل بكميات محدودة من السلاح من الولايات المتحدة وفرنسا وكندا على أمل تخفيف حدة شعور اسرائيل بعدم الأمان وبالتالي تجنب حرب مصرية اسرائيلية.

مبدأ أيزنهاور
المقَالة الرئيسية: مبدأ أيزنهاور
بعد أزمة السويس أصبَحت الولايات المتحدة حامِية للحُكومة الصديقة الغَير مُستقرّة في الشرق الأوسط بفَضل “مبدأ أيزنهاور”، والذي وضَعهُ وزير الخارجية دولس. ووضع أيزنهاور من خلاله السياسة العامة للولايات المتحدة في مِنطقة الشرق الأوسط ووافق عليها الكونجرس في 5 يناير 1957، والتي أطلق عليها مشرُوع أيزنهاور وتهدُف إلي حلول أمريكا لمليء الفراغ الاستعماري بدلاً من إنجلترا وفرنسا وتضمن هذا المشروع.

تفويض الرئيس الأمريكي سلطة استخدام القوة العسكرية في الحالات التي يراها ضرورية لضمَان السلامة الإقليميّة، وحماية الاستقلال السياسي لأي دولة، أو مجموعة من الدول في منطقة الشرق الأوسط، إذا ما طلبت هذه الدول مثل هذه المُساعدة لمقاومة أي اعتداء عسكري سافر تتعرض له من قبل أي مصدر تسيطر عليه الشيوعية الدولية.
تفويض الحكومة في تفويض برامج المساعدة العسكرية لأي دولة أو مجموعة من دول المنطقة إذا ما أبدت استِعدادها لذلك، وكذلك تفويضها في تقديم العون الاقتصَادي اللازم لهذه الدُول دعمًا لقوتها الاقتصادية وحفاظًا على استقلالها الوطني.
كانت مُعظَم الدول العربية تُشكّك في “مبدأ أيزنهاور” لأنّهم يُعتبرون أن “الصهيونية الاستعمارية” هِي الخطر الحقِيقي، ومع ذلك فقَد استغلوا الفرصة للحُصول على المساعَدات الاقتصاديّة والعسكريّة، كان الاتّحاد السوڤيتي يدعم مصر وسوريا، التي عارضةً مشروع أيزنهاور بقوة في البداية، ومع ذلك فقد كانت مصر تحصل على مساعدات أمريكية حتى قيام حرب 1967.

بزيادة حدة الحرب الباردة، سعى دولس إلى عزل الاتحاد السوڤيتي عن طريق بناء تحالفات ضده، يُطلق بعض النقاد على تلك التحالفات مصطلح “پاكتو-مانيا”.