ولاية الرجل على المرأة مِن دينِنا الحنيف اِنبثق حتّى بات وكاد أن يصِل إلى مشارِق الأرض ومغارِبها بل ووَصل، وعلى ذات النّسق نتبادر بِكُلّ جزيئات ولاية الرجل على المرأة التي أمر بها الإسلام والدين الحنيف لتكون ولاية الرجل على المرأة أكثر الموضوعات أهمية في حياة الكثير من الأفراد الباحثين في مُعترك القضايا مِن منظورِها الإسلاميّ حيْث وفي سابِق الأمر مِن ظُهور الإسلام كانت المراة تعيش حياتها بِكُلّ ظُلم وهوان حتّى جاء الإسلام وأُخرِجُها مِن كُلّ هذا العُنف والظّلِم الّذي بات فيه عُنوان ولايَة الرّجُل على المرأة هو أساس العلاّقة ما بيْن الرّجُل والمراة .

مقدمة عن مفهوم ولاية الرجل على المرأة في الإسلام:

على منوال البداية نَفتتح الحديث عن ولاية الرجل على المرأة فبسم الله والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين، أما بعد . .نتحدّث إليكُم في موضوعن هذا عن مفهوم القوّامة أو ولاية الرجل على المرأة :

وعلى الدين الحنيف كان الواجب في تحديد ولاية الرجل على المرأة حيْث جاءت شريعة الله تبارُك وتُعالى بِتكريم المرأة، مع اِحتِرامِها واِحتِرام كيانِها، مع التّأكيد على أهمّيّة الإعتناء بِها وبِأُمورِها . المرأة هي الأُمّ والزّوْجة، وهي البِنت الرّقيقة ؛ فالمرأة هي نهر الحُبّ ونُبع الحنان، ومصدر الأمان، ورمز العطاء والعِرفان . خصّ اللّه سُبحانه وتعالى سورة كاملة بإسم النساء، كما كان نبي الله محمد من يرفع قدرها، ويعلي من شأنها، كما كان يجعلها في مكانتها التي تليق بها، فقال عليه الصلاة والسلام: ( إنما النساء شقائق الرجال ) رواه أبو داود، وصححه الألباني .

وقد كان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس حرصًا على المرأة، فكان صلى الله عليه وسلم يرفع من شأنها ويكرمها، ويشاور زوجته في أموره، ويأخذ برأيها، كما حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من ظلمها أو من ممارسة أي نوع من أنواع القهر والتسلط عليها . قال تعالى {ولهُن مِثلُ الذِي عليهِن بِالمعرُوفِ} [سورة البقرة : أية 228 ]

 واستمر الرسول الأكرم محمد صلّ الله عليه وسلم في تحديث البيان لموضوع ولاية الرجل على المرأة حيث ولم يكتفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم بتكريم المرأة الكبيرة السن، بل كرم إبنته الصغيرة وأكرم زوجته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اتقوا الله في النساء” رواه مسلم، وقال أيضاَ : “استوصوا بالنساء خيرًا” رواه البخاري ومسلم، وقال: “خَيْرُكُمْ خَيْرَكُمْ لأهلِهِ وأنا خَيْرُكُمْ لأهلِي “رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

مفهوم ولاية الرجل على المرأة:

ولحسابات التوجه الديني نتفقه بما نتناوله من موضوع ولاية الرجل على المرأة حيث أقرت الشريعة بولاية الرجل على المرأة، بل ومنحته حق القوامة عليها، بأن جعل الرجل هو الراعي للمرأة وهو من يقوم على شؤونها، ولذا فقد وهب الله عز وجل للرجل لخصائص الولاية والقوامة على المرأة، قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} [سورة النساء : الآية 34 ] .

قال البغوي – رحمه الله – : “القوام والقيم بمعنى واحد، والقوّام أبلغ، وهو القائم بالمصالح والتدبير والتأديب” .

مفهوم القوامة في الشريعة الإسلامية:

قال تعالى {الرجالُ قوامُون على النساء} [سورة النساء من الآية 34] مما يعني أن العناية بالزوجة دون التطاول عليها بالشتم والضرب وغيره من الوسائل المبرحة للزوجة .

لياتي بعد خضم التحدث عن ولاية الرجل على المرأة ما هو أعمق من ذلك حيث القوامة بعد ان أتى مفهوم ولاية الرجل على المرأة في آلية التنظيم التي تفرضها الضرورة بوصلة الأسرة المسلمة القائمة بين كلا من الرجل والمرأة، وما ينتج عنهما من ذرية صالحة . فالرجل هو من يعطي الولاية للأسباب الآتية :
السبب الأول : أن الرجل ذو قدرات جسمية، وعقلية أكبر بكثير من المرأة (مع وجود بعض النساء الأذكياء)، وأنا عادة ماتكون المرأة أقل قوة وحجما، كما ان قدرة الرجل في امتلاك أعصابه وعواطفه الإيجابية والسلبية وأفعاله أكثر بكثير من النساء لأن المرأة يغلب عليها العاطفة لتتناسب مع حنانها على أسرتها وتربية وأحتواء أبنائها، والسبب الآخر، في مفوم ولاية الرجل على المرأة، ليكون هو المنفق على زوجته ؛ حيث جعل الله سبحانه وتعالى الإنفاق من الرجال على النساء سببًا لقوامتهم عليهن في أمور التدبير والإنفاق والحفظ والصيانة بالمعروف، مع الإشراف على حق القوامة، والإشراف والتربية .

ولا تعني قوامة الرجل في الاستغنائه عن الزوجه، فالله عز وجل قال : {هُن لِباسٌ لكُم وأنتُم لِباسٌ لهُن} [سورة البقرة : آية 187 ] .