اقليم باهيا اُحد الضّواحي الهامة والبارِزة الّتي نتّفِق على قيمتِها الجماليّة في وقتنا الحاضر وفي ماضيها بعد ان بات المسلمين باسطين سيطرتهم عليها بالكامل لتكون هذه المنطقة وَهِي اقلِيم باهيا مكان وتربة خصبة لتناول أبرز الحوادث التاريخية وهي التي شهدتها في فترَة مِن الفَتَرات، اجل عن وحول ومع الثورة التي قادها المسلمون في اقليم باهيا نتحدَث حَيث نتَابع بِكل شَغَف مَا حَدث وَمَا حَصَل فِي اقليم باهيا بعد ان بسط المُسلِمين السيطَرةِ عليه وباتوا ينقبون عن مشاغق الحدث وأهميته في ذلك الخضم التّتَابُعي الذِي نَنْشز عَنه وَنَعتبره أَحَد الحَوادث التّاريخيّة ذَات الأحقية للمسلمين به وفيه ضمن أراضي اقليم باهيا.

نبذة عن ثورة المسلمين فى اقليم باهيا وتاريخها:

في اقليم باهيا كَانت الحِكَاية حَيثُ وَمُنذ عامِ 1500م وإلي عَام 1800م، قَامَت الدول الأوروبية بالممارسَات المَأساوية والوَحشيّة المَعْروفَة باسم تجارة الرقيق، وخلال تِلك الفترة، استقل أكثر من 12 مليون أفريقي على متن السفن لمُسَلسلين، إمّا إلى أمريكا الشمالية أو أمريكا الجنوبية للعمل كعبيد .

وبَقيِت الحِكَاية فِي اقليم باهيا حيثُ وَنَتج عَن هَذِه المُعاملة اللّا إنسانية، في تشكل شكل من أشكال العنصرية والحرمان الاقتصادي للسود في الأمريكتين، والانقسام والحرب في أفريقيا، وجانب واحد من العبودية التي تم تجاهله في الدراسات التاريخية هو تأثير ثورات العبيد، وغني عن القول،فإنّ العبيد الأفارقة لم تذهب عن طيِّب خاطِر لِحياتِهُم الجديدة، وفي كثير مِن الحالات، كانوا يُكافِحوا ضِدّ أسيادِهُم، رافِضين قبول هذِه الحياة . ثوْرة باهيا كانت واحِدُه مِن أبرُز الثّوْرات النّاجِحة، والّتي وقعت في عام 1835م في البرازيل، وهذِه الثّوْرة، كانت على عكس الثّوْرات الآخرى.

نبذة عن اقليم باهيا:

في القديم كانت اقليم باهيا له قُصِّصها التّاريخيّة حيْث كانت البرازيل في الأصل مُستعمِرة برتغاليّة، حتّى نالت اِستِقلالُها في عام 1822م، ومع ذلِك، ظلّت تِجارة الرّقيق فيها بإعتبارها أقُدِّم المُستوْطنات البرتغاليّة خِلال أواخر عام 1800م في شرق ولايَة باهيا .

موقع الثورة:

وعن ثوْرة المُسلِمين في اقليم باهيا نستمِرّ حيْث وعندما وصل العبيد المُسلِمين في البرازيل، حملوا معهُم مُعتقداتُهُم الدّينيّة، بيْنما كان مُعظمُهُم يرفِض التّقدُّم إلى الكاثوليكيّة مِثل أسيادِهُم البرتغاليّين والبرازيليّين، وكانوا يرفِضوا التّقديم كعبيد ليَتمكّنوا مِن الاِستِمرار في المُجتمع الإسلاميّ مع الأئِمّة ” العُلماء ” بِجانِب المساجِد، والمدارِس، وصلاة الجماعة . في العاصِمة باهيا، بِسلفادور، الّتي ستجري التّمرُّد بِها، كان موْجود فيها أكثر مِن 20 مسجِد، والّتي بُنيت مِن قبل كُلّ العبيد المُسلِمين، والمُعتقون ” العبيد السّابِقين الّذين حُصِلوا عليّ الحُرّيّة ”.

تنظيم الثورة.

اقليم باهيا شهدت الثورة ولكن التنظيم له حكاية حيث وخلال عام 1814 وعام 1816 حاول المسلمون بباهيا تنظيم ثورة ضد البرتغاليين، حيث أرادوا إسقاط تنفيذ القانون المحلي، لإطلاق سراح جميع العبيد، واغتصاب السفن إلى أفريقيا . وللأسف، كان بعض العبيد يعملون كمخبرين للشرطة المحلية، وسحقت الثورة حتى قبل أن تبدأ، حيث قتل قادتهم .

وعلى مدى السنوات ال 20 المقبلة، قامت ثورات صغيرة متقطعة من قبل المسلمين وغير المسلمين على حد سواء ولكن دون جدوي في النجاح لتحقيق الحرية لأرقاء باهيا

وبقي الحال في اقليم باهيا على حاله حيث قبل مناقشة الثورة في عام 1835، يجب علينا أن نفهم أن عامل توحيد الإسلام في تنظيم العبيد كان بين الولوف، والهوسا، والنوبي، واليوروبا وجميعهم يتحدثون لغات مختلفة، في حين أن بعض الناس كان لديهم أفكار جاهلة عن كون أفريقيا تتآلف من كيان واحد، فهي قارة متنوعة تتكون من مختلف الناس والثقافات والأمم، وكان العبيد المسلمين في باهيا متنوعة، فمنهم مجموعة من الناطقين بالفرنسية والألمانية والروسية، واليونانية، وعلى الرغم من الاختلافات العرقية، كان الإسلام هو العامل المشترك بين كل منهم، وقدم الإسلام لهم لغة مشتركة للحديث وهي “العربية”، والعادات المشتركة، والعادات الغذائية، والسلوكيات، حيث ان المسلمين في باهيا يكونوا أكثر تواصلا لإخوانهم المسلمين من مختلف الاعراق من غير المسلمين الذين يتكلمون لغة واحدة، على مر التاريخ الإسلامي، وقد أدت هذه الوحدة إلى المزيد من القوة والتضامن .

العبيد المسلمين في باهيا بالبرازيل:

كان العبيد في اقليم باهيا هم الشرارة حيث هناك الثورات الفاشلة التي قامت خلال عام 1814 و1816، والتي أجبرت المسلمين في باهيا إلى الاختباء، حيث قمعت السلطات تعبيرات الخارجين للإسلام، وعلى الرغم من هذا، خلال عام 1820م إلي عام 1830م، ركز قادة المسلمين والعلماء إلى حد كبير على تحويل الأفارقة الآخرين “سواء كانت كاثوليكية أو الوثنية” إلى الإسلام، ولاحظت السلطات البرازيلية زيادة في عدد الأشخاص الذين يمارسون الإسلام، ولكنها لم تدفع الكثير من الاهتمام.

الثورة:

ولنتلاقى على ذات نسق اقليم باهيا حيث كانت السلطات قد تلقت بعض المعلومات عن وجود بعض حركات التمرد، فإتخذت خطوات استباقية لنفي Bubakar قبل 6 أشهر من التمرد، وعلى الرغم من ذلك، فقد تم التخطيط للثورة، حيث تم توزيع نسخة من سورة القدر من القرآن الكريم، إلى كل فرد من أفراد العبيد المسلمين في باهيا، مكتوبه بأسلوب غرب افريقيا لتقليد اللغة العربية .

وكان بدأ قيام الثورة بعد صلاة الفجر يوم 25 يناير عام 1835، الموافق 27 رمضان عام 1250 في التقويم الإسلامي” الهجري ”، الذي من وجهة نظر بعض مسلمي أن تكون ليلة 27 هي التاريخ الأكثر احتمالا لليلة القدر، التي نزل فيها القرآن على النبي محمد ﷺ .

اختار المسلمون في باهيا هذا التاريخ على أمل أنها حالة روحية متزايدة للمجتمع التي من شأنها أن يؤدي إلى فرص أكبر للنجاح . ونظرا للحجم الهائل المخطط للثورة، كان لا بد وصول الأخبار إلى شرطة باهيا عن الثورة .

وفي الليلة السابقة التي كان من المقرر عقد الثورة، داهمت الشرطة أحد المساجد المحلية ووجدت المسلمون يحملون السيوف وغيرها من الأسلحة، وأدت المعركة التي تلت ذلك إلى وفاة ضابط واحد .

وهكذا الأمر بقس في اقليم باهيا،  بعدها قامت الثورة التي بدأت في وقت مبكر . ولو لبضع ساعات، وسار الثوار المسلمين من هذا المسجد استعداد لبدء الثورة في جوف الليل، وكانوا يرتدون أثواب بيضاء طويلة “الستر” وkufis “القلنسوة” التي حددت بوضوح أنهم المسلمين . لأنه كان من المقرر أن تبدأ الثورة في الفجر، وقامت جميع المساجد بالتمرد في نفس الوقت . بغض النظر، عن تلك التي لم تبدأ الثورة في حوالي منتصف الليل وساروا في شوارع سلفادور، وأنضم اليهم جمع العبيد الأخرى “سواء المسلمين وغير المسلمين” إلي ثورتهم، قبل بقية المساجد حتى بلغوا حوالي 300 من العبيد والمعتقون يسيرون عبر المدينة .

كما وفي نهاية المطاف، تمكن حاكم ولاية باهيا من تعبئة القوات المسلحة المحلية لمواجهة المئات من الأفارقة المتمردين، حيث اجتمع الآن أكثر من 1000 جندي مزود بالأسلحة المتطورة في شوارع سلفادور، واستمرت المعركة لمدة ساعة تقريبا، وأدت إلى مقتل أكثر من 100 افريقي و 14 جندي برازيلي، وفازت السلطات البرازيلية بوضوح في المعركة .

والامر المتعلق بتلك المنطقة وهي اقليم باهيا كان ذو بؤس شديد حيث وبعدها قدمت قادة التمرد، وعلماء المسلمين، إلي المحاكمة والقتل، وقدم العديد من العبيد الذين شاركوا في الثورة لعقوبات تتراوح بين السجن والإعدام، وبعد الثورة، سيطر الخوف العام علي الأفارقة وخاصة المسلمين من شعب البرازيل، وأصدرت الحكومة البرازيلية القوانين التي أدت إلى الترحيل الجماعي من الأفارقة إلى أفريقيا، وكان واحدا من الأهداف الأصلية لباهيا في الثورة هو عودتهم إلى أفريقيا، لذلك يمكن أن ينظر إلى هذا على أنه انتصار جزئي للتمرد، والأهم من ذلك، حفزت ثورة باهيا الحركة المناهضة للعبودية في جميع أنحاء البرازيل، على الرغم من أن العبودية استمرت في الوجود في البرازيل حتى عام 1888، وبدأت الثورة النقاش العام حول دور العبيد لصالح أو ضد مصلحة المجتمع البرازيلي، وينظر إليه على أنه واحد من أهم الأحداث في القيادة نحو الحرية للعبيد البرازيلية، ومن المهم أن نلاحظ أن العامل الحاسم الوحيد لثورة باهيا كان في الطابع الإسلامي، فقد نظمت بقيادة علماء المسلمين، وكان المخططين من مساجد المسلمين، وبدعم من السكان الأفارقة المسلمين إلى حد كبير، وتشير التقديرات إلى أنه في عام 1910 م، لا يزال هناك أكثر من 100،000 من المسلمين في جميع أنحاء البرازيل، وهذا دليل على قوة المجتمع الإسلامي في البرازيل .