نُضِيف كُل جَديد بِخصوص القَانون الدولي، ولكن هنا ليست إضافة بل إنها مجرّد توضيح بخصُوص حق الفيتو الذي نعتَريه الأحقية والفضولية الذي نهتم به ونتَفاهم على إثره بكل جديد أمر وبكل توضيح وبكل خصوصيّة قد تَشمل الجديّة وقد تشمل النوعيّة في مثل هذه التفصيلات التي تَخص حق الفيتو، وهذا الحق الذي نَستمد المعرفة به عَبر ما يُطرح به وفيه وعنه وعليه جرّاء إستخدام حق الفيتو في مجلس الأمن حَيث إن حق الفيتو بات كالورقة الأخيرة التي يتم الحَديث عن تفصيلاتها بشيء من الجديّة والقوة المنقطعة النَظير بلا أدنى شك وبِلا أي ريب على الإطلاق وهذا بخصوص حق الفيتو نشمله.

مقدمة عن ما هو حق الفيتو الدولي:

لنتحدث بافضلية وإتّساع عن ما هو حق الفيتو الدولي حيث إن حق الفيتو، كثيراً ما نسمع في الأخبار السياسية، استخدام دولة حق الفيتو على قرار معين، فما معنى كلمة فيتو، سنوضح لكم فيتو هي كلمة لاتينية الأصل، وقد ظهرت هذه الكلمة بشكل كبير، بعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية، ومعنى كلمة فيتو هو ” أنا أعترض أو أنا لا أوافق وأنتقد “، وقد تم ظهورها بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تأسست هيئة الأمم المتحدة والتي انبثق منها مجلس الأمن، ودوره هو اتخاذ القرارات المصيرية و الهامة، على المستوى الدولي، وأعضاء مجلس الأمن يتم تغيرهم كل فترة، و يوجد خمسة دول تم تعينهم حيث أن الخمسة دول دائمة العضوية، أي أن وجودها مستمر وأبدي في مجلس الأمن وهذه الدول هي التي تمتلك حق الفيتو أي لها الحق في النقض .

وبصدد التعرّف على حق الفيتو الدولي نَجِد التوضيح حيثُ إن حق الفيتو، هو أحد الحقوق التي تمتلكها الدول العظمى في العالم، وبتعريف أدق هو أحد الحقوق الظالمة الموجود في مجلس الأمن، و حق النقض هذا الذي يكون في يد الدول العظمى التي تستخدمه لخدمة مصالحها فقط، دون النظر لأي اعتبارات أخرى، قد سيفقد مجلس الأمن مصداقيته كاملة، حيث أن الدول العظمى تتحكم في قرارات مجلس الأمن، وهذه الدول التي تتحكم في أي قرار يصدر عن مجلس الأمن هي الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، هؤلاء هم الدول المتحكمة في صدور أي قرار، حيث أنها تعترض على أي قرار يتعارض مع مصالحهم أو مصالح أصدقائهم “الدول الصديقة”، حيث تقوم بإيقاف القرار دون أن تداوله أو تمريره، حتى ولوكان هذا القرار يحظى بموافقة الجميع، مادام هذه الدول قامت باستخدام الفيتو يعني ذلك أنه تم إجهاض هذا القرار، و انتهى إلى الأبد.

ما هو المقصود بالفيتو:

ولنتعرّف على تَوضيحات حق الفيتو لا بدّ من إنتماء للتفاصيل حيثُ إن الفيتو هو حق الاعتراض من الدول الدائمة العضوية برفض أي قرار دون تمريره لمجلس الأمن ليتم التصويت عليه، وبذلك يتم إلغاؤه وعدم مناقشته وبذلك عدم تنفيذه، ويكون ذلك لرفض دولة واحده  من الخمسة الدائمين هذا القرار.

سَلَفَ التّوضِيح عَن حَق الفِيتو كما ونجد الآن هناك عدد من الأصوات ينادي بتغيير هذا الاستثناء الظالم وغير العادل، حيث أن الدول الخمسة دائمي العضوية يستخدمون حق الفيتو، مما نتج عنه موازين قوى جديده، و ظلم لا يليق بالأمم المتحدة التي أنشئت أساساً من أجل إعلاء الحق ولكن أين الحق أو العدل و أين المساواة في وجود هذا الحق الاستقوائي والغير منصف والذي يطلق عليه حق الفيتو،  وحتى إن قبلنا هذا الفكر والمنطق المتعجرف فإن هناك دول كبرى و  لها تأثير أكبر من الدول التي تملك عضوية دائمة في مجلس الأمن.

والحِساب لَم يَنْتَهي عَبر حَق الفِيتو حَيثُ إن حق الفيتو ليس اعتراض على قرار فحسب، بل هو إجهاض وإنهاء القرار دون رجعة، وهذا يعتبر عيباً كبيراً على الديمقراطية التي تنادي بها الدول، و المشكلة ليست في القرار نفسه ولكنها في طريقة اختيار أعضاء الفيتو و الذين يتم اختيارهم من مجلس الأمن ويكون هؤلاء أعضاء الفيتو أو أعضاء مجلس الأمن، لم يتم اختيارهم بانتخابات ولكن هو تشكيل قوى، ولذلك فقد طالب العديد من الدول بإلغاء حق الفيتو، وطالبت دول أخرى أن يتم تعديل نظام حق الفيتو وأن يتم ضم دول كبرى مثل ألمانيا واليابان و البرايل.

وكل جديد في خصوصيات حق الفيتو نراها ماثلة في هذا الحق ومنذ أن تم استخدام حق الفيتو 1945، قامت روسيا ( الاتحاد السوفيتي ) استخدام حق الفيتو 123 مرة، و أما الولايات المتحدة فقد استخدمته 76 مرة، بينما بريطانيا قد استخدمت حق الفيتو 32 مرة، و فرنسا استخدمته 18 مرة، بينما الصين استخدمته 7 مرات فقط، وقد قامت روسيا باستخدام حق الفيتو بكثرة، خلال الحرب الباردة مع معسكر الغربي، وقد عرف وزير خارجية روسيا وقتها أندريه غروميكو ” بالسيد لا ” من كثرة القرارات التي يرفضها ويستخدم حق الفيتو ضدها، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وقيام روسيا قل استخدام الفيتو، فقد استخدمته أربعة مرات فقط بينما نجد منافستها، أمريكا استخدمته وكان في أغلبية المرات من أجل إسرائيل، حيث أن أمريكا قد أجهضت 45 مشروع بإستخدامها حق الفيتو.

وحول الإستخدام الأكبر مع حَق الفيتو نَجِده مَاثِل مَع واشنطن حيثُ أن أمريكا، قامت برفض مشروع إدانة إسرائيل بشأن الجرائم التي تقوم بإرتكابها ضد الشعب الفلسطيني، وتقوم بالدفاع وحماية إسرائيل، وتظهر أمريكا رفضها لإدانة العنف وعمليات الاغتيال الذي تقوم به إسرائيل وتستهدف بها قادة الشعب الفلسطيني، كما رفضت أن تدين العنف ضد المسجد الأقصى، كما وقفت أمريكا ضد القرارات التي تطالب إسرائيل بوقف الاستيطان و بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية، ورفضت قرارات تدين إسرائيل في حروبها ضد لبنان في عام 2006، وفي حربها ضد غزة عام 2008، وهذا يوضح أن إسرائيل ليست في حاجه لأن تنضم أو تكون من ضمن أعضاء الفيتو حيث أن الولايات المتحدة تقوم بحماية إسرائيل على الوجه الأكمل كما لو أن إسرائيل هي التي تملك حق الفيتو.