فِي صفعةٍ كانت الأقوى على وجهِ الاحتلال الاسرائيلي مُمثَّل برئيس حكومته الحالي بنيامين نتنياهو، حيثُ صدر قرار وقف الاستيطان في فلسطين بَعد أن تمّ طرحه في مجلس الأمن، حتى بات ذلك على طاولة التشاور بين الأقطاب المختلفة في المجلس مُناقش، وبين التأييد تارةً والمعارضة تارةً أخرى كان سيد الموقف هو حبس الأنفاس، كيف لا وبندقية الإستيطان مُصوّبة على أراضي الضفة الغربية التي بات الاحتلال يسيطر على القسمة الأكبر منها في ظل تجاهل عربي ودولي لذلك، حتى أنّ محكمة الجنايات الدولية الواقعة في لاهاي باتت تتهرب من الاستحقاق القضائي بحقّ دولة الاحتلال.

تفاصيل قرار وقف الاستيطان في فلسطين

التفاصيل تَواردت عُقب الانتهاء من جلسة الحوار المُفصّلة في مجلس الأمن في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي أعقبت هذا القرار والذي صدر بالإجماع بالعديد من الأخبار التي تفيد بزيادة الاهتمام بالشان الاستيطاني كرد فعل طبيعي عمّا تم الاتفاق عليه، حيثُ أكّدت الرئاسة الفلسطينية الجمعة 23 ديسمبر/كانون الأول، أنّ قرار مجلس الأمن بوقف الاستيطان “صفعة كبيرة للسياسة الإسرائيلية”، فيما قالت تل أبيب إنها لن تنفذ القرار.

حيثُ ونَقلت مَصادر صحفية مُطّلعة عن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، قوله إنّ القرار “صفعة كبيرة للسياسة الإسرائيلية وإدانة بإجماع دولي كامل للاستيطان ودعم قوي لـحل الدولتين”.

هذا ومن جانبه، أكّد أمين سرّ مُنظّمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، أن “يوم 23 ديسمبر/كانون الأول هو يوم تاريخي وهُو انتصار للشرعية الدولية والقانون الدولي والمواثيق الدولية خاصة أنه يعتبر الاستيطان لاغيًا وباطلًا وغير شرعي”، يُشار إلى أنّ مجلس الأمن صوت في وقت سابق من الجمعة لصالح مشروع قرار يعتبر تاريخيًا يطالب بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وصوت لصالح القرار 14 دولة فيما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت دون أن تستخدم حق الفيتو ضد المشروع، كما ومن جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن تل أبيب لن تنفذ قرار مجلس الأمن بشأن الاستيطان، حسبما أفادت صحيفة “يديعوت أحرنوت”.

هذا وقال مكتب نتنياهو: “في الوقت الذي لا يستطيع مجلس الأمن فعل أي شيء لوقف المذبحة بحق نصف مليون إنسان في سوريا، فإنه اختار بشكل مخزي إصدار قرار ضد إسرائيل”.

واستمرت الردود الغاضبة من هذا القرار في الأوساط الاسرائيلية، حيث انتشرت المظاهرات الغاضبة في الكثير من المناطق والنواحي الاسرائيلية والتي كانت شعلتها من مدينة تل ابيب، والتي سرعان ما انتقلت إلى مستطونات الضفة الغربية.

حيث وفيما سبق إيراده أضاف مكتب نتنياهو قوله: “إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لم تكتف بعدم الدفاع عن إسرائيل وحسب، بل تعاونت (ضدها) خلف الكواليس.. إسرائيل تتطلع إلى العمل مع الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لإبطال أضرار (هذا) القرار السخيف”.

هذا ويعد الموقف الأمريكي هذا تحركًا نادرًا من واشنطن التي عادة ما تدافع عن إسرائيل أمام مثل هذه القرارات، فيما اعتبر مراقبون هذا الموقف “طلقة الوداع” من الرئيس الأمريكي، باراك أوباما الذي ازدادت علاقته توترا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث ومن جانبه، عبر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، عن رفضه لعدم استخدام واشنطن لحق النقض الفيتو، تجاه قرار مجلس الأمن بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، كما وكتب ترامب على صفحته الرسمية في تغريدة على موقع “تويتر”، “الأمور ستكون مختلفة بعد أن أتولى مهام منصبي في 20 يناير/كانون الثاني المقبل”.

وعلى بعد العديد من الامتار من المظاهرات الواقعة في مستوطنات الضفة الغربية كان الخيار مفتوحًا أمام الفلسطينيين الذين عبّروا عن الاستياء الكامل لما تقدم عليه دولة الاحتلال دومًاَ من مشاريع استيطانية تلتهم بيوتهم وممتلكاتهم، وهو الحدث الذي بات يشاهده الكثير من الأفراد عبر قنوات التلفزة.

وبدأت العناويين الاسرائيلية عُقب هذا القرار بالتلويح لحرب على قطاع غزة، حيثُ ورد في العنوان البارز من صحيفة هآرتس “النهاية الهدوء الحذر في غزة بات وشيكًا وسوف تشتعل الحرب في الوقت القريب”.