مفهوم السياسة ووظائفها يتداوَلُه الكثير مِن السّاسة والكثير مِن الساعين والباحِثين عن تفصيلات لِهذا المُصطلح الّذي يحوي في طياته فقط على َسبع كلمات ولكن في مُحتواه فيه من التفصيلات والدّلالات والهواجس ما تنوء به كل العقول التي لم تتدرّج في التعرف على مفهوم السياسة ووظائفها من قبل، حَيْثُ إن مفهوم السياسة ووظائفها تحمل أعباء هذه الكلمة التي باتت ذو علاقة بين الدول حتى وبدلالاتها كذلك باتت تحمل على المدار العملاق كل التفصيلات التي على خضمها نرى دهاليس العلاقة بين كل الأحداث السياسية وعلى ذلك كان تفهم مفهوم السياسة ووظائفها لابد منه في تعداد مثل هذه التوضيحات.

مقدمة عن ماهو مفهوم السياسة ووظائفها :

مفهوم السياسة ووظائفها مِن أهمّ المُقتطفات لِهذا الموْضوع المُتلائِم مع هذا الخِضمّ حيْث إنّ السّياسة مِن الحُقول الهامة الّتي تُعنى بِتنظيم العلاّقات بِشكل أساسي بيْن الدّوَل في العالم، و نظرا لِأهمّيّة ذلِك الحقل في كوْنِه أساس لِاِستِقرار العالم، هي مُمارسة التّأثير على الآخرين، و تدرُس كِمادة في الكثير مِن الكُلّيّات الجامِعيّة في كُلّ أنحاء العالم بِاِعتِبارِها موْضوع مُتخصِّص، ويَنطوي عليها اِتِّخاذ قرار مُشترك لِمجموعة مِن النّاس، ويُمكِن تعريفُها أيضا على أنّها دِراسة أو مُمارسة توْزيع السُّلطة في داخِل مُجتمع مُعيّن بِشرط أن يمتلِك مُجتمع سكنيّ ذا تنظيم هرميّ .

مفهوم السياسة:

 الجزء الأول من مفهوم السياسة ووظائفهايتمثّل في مُصطلح السّياسة لُغويّ مأخوذ مِن الفِعل المُضارِع يسوس أيّ يُعالِج الأُمور، أو مأخوذ مِن الفِعل الماضي ساس أيّ سيْر، و نظم، ورتّب شئون أمر ما، أمّا بِالشّكل الاِصطِلاحي فتُعرف بِمفهومِها العام على أنّها مجموعة مِن الإجراءات والطُّرُق والأساليب الّتي تخُصّ اِتِّخاذ القرارات بِهدف تنظيم الحياة في جميع المُجتمعات البشريّة، بِحيْث تدرُس آليّات خلق التّوافُق بيْن كُلّ التّوَجُّهات الإنسانيّة الدّينيّة، و التّوَجُّهات الاِقتِصاديّة، و أيضاََ التّوَجُّهات الاِجتِماعيّة، وغيْرها مِن التّوَجُّهات الأُخرى، تضُمّ أيضاََ مجموعة مِن آليّات توْزيع الموارد، و القوَى، والنُّفوذ الخاصّة بِمُجتمع أو بِدوْلة ما، وتختلِف الأنظِمة السّياسيّة بيْن دوْلة وأُخرى على حسب دُستورِها و على حسب نِظامِها الدّاخِليّ و أيضا على حسب طبيعة الحُكم فيها، و مُدى تطبيق مبادىء الدّيمُقراطيّة فيها .

وظيفة السياسة:

وعن الشق الثاني من مفهوم السياسة ووظائفها حيْث يرى المُختصّون في عِلم السّياسة أنّها تمثُّل عمليّة صنع القرار الّتي يأخُذ بِعيْن الاِعتِبار القيِّم الجوْهريّة المادّيّة و المعنويّة، و هذا على حسب أيديولوجيّات مُحدّدة على جميع المُستويات المحلّيّة و المُستويات الإقليميّة والدّوْليّة، وتُنظِّم بِشكل رئيسي العلاّقة بيْن كُلّ مِن الحاكِم و المحكوم، أيّ بيْن السُّلطة المسئولة و بيْن الشّعب، و كذلِك أيضا العلاّقة بيْن الحاكِم و بيْن الدّوْلة و بيْن الدّوَل الأُخرى المُجاوِرة و الغير المُجاوِرة و هذا مِن مُنطلق أنّ الدّوْلة لا تعيش بِمعزِل عن الآخرين، وأنّها جُزء لا يتجزّأ مِن البيئة الّتي تُحيط بِها .

أنواع السياسة:

وبالبعد قليلاََ عن مفهوم السياسة ووظائفها نستمر في السرد حيثُ إن هناك أنواع عديدة من السياسات تختلف من دولة إلى دولة أخرى ومن نظام إلى نظام  آخر، فمنها :
سياسة الاحتواء:
والتي تتمثل في تحقيق ما يسمى بالاكتفاء من خلال ممارسة الضغوط  الاقتصادية و الضغوط الدبلوماسية، الضغوط المخابراتيةسياسة التكتل:
والتي تتمثل في السياسة التي يسعى كل طرف  عن طريقها إلى الانخراط و إلى التحالف مع الطرف الآخر وتشكيل حزب خاص بهم، و العمل على كسب أكبر عدد ممكن من الحلفاء لتحقيق أكبر قوّة ممكّنة و أواسع نفوذ ممكن و بالتحديد في المجالات الحربية أو المجالات  العسكرية، و الدعم الخاص بذلك الجانب للتمكّن من التصدي والانتصار على أي قوة معادية لها،،السياسة الاقتصادية والمالية:
وعلى نسق مفهوم السياسة ووظائفها نستمر حيث تتمثل في كونها مجموعة من التحالفات و مجموعة من الصفقات التي من شأنها أن تزيد من حصّة الدول في السوق العالمي، و تمكّنها من خلق ميزة تنافسية خاصة بها،
السياسة الأيدلوجية، وبناءا على اختلاف هذه الأنواع في السياسات هناك اختلاف في السلطات تبعاً لهذه السياسات، هناك أيضاً السياسة العامة و السياسة الاحتكارية و التي تحتكر وسائل السيطرة مثال الجيوش و الشرطة وغيرها من وسائل السيطرة  وهناك  السلطات التي تتمتع بالشرعية .

مفهوم السياسة في الفلسفة:
كانت السياسة و لا تزال  هي الشُغل الشاغل للعديد من الفلاسفة و المؤرّخين ونظرتهم إلى كيفيّة سريان المبادئ و الأنظمة تحت سلطة الدولة،  مدى قدرة سياسة تلك الدولة على تحقيق مقومات المساواة و العدالة بين كل أفراد المجتمع، وعليه فإنّ تلك الآراء اختلفت من فيلسوف إلى فيلسوف آخر ومن مذهب إلى مذهب غيره .

 
مفهوم السياسة عند ابن خلدون:
تعني تحمل مسئوليّة العامّة و الأفراد على مقتضى النظر الشرعيّ في مصالحهم الدنيويّة والأُخرويّة  الراجعة إليّها، حيث إنّ أحوال الدنيا وما فيها يرجع كلَّه  عند الشَّارِع على اعتبارها ترتبط بالمصالح الأُخرويّة،  وهي في الحقيقة خِلافة يضعها صاحب الشرع في الأرض لحراسة الدين و سياسة الدنيا به.
مفهوم السياسة عند ماكيافيل:
تعني مجال الصراع بين الأفراد و بين الجماعات الذي يؤدي إلى اللجوء لكل الوسائل المشروعة، و الغير المشروعة فالحاكم يجب أن يكون مُستعد لتوظيف و لتشغيل كل الأساليب و كل الطرق لحل ذلك الصراع .
مفهوم السياسة عند أنجلس:
يبقى مفهوم السياسة ووظائفها وطن حيث ينطلق من تصور تاريخيّ ماديّ ليوضح كيف أنّ الدولة هي  نتيجة للصراع الطبقيّ، وأنّ وجودها يعني مدى محافظتها على النظام والتقليل من حدة ذلك  الصراع، كما أنّها تظل مُجسِدة  من أجل مصالح الطبقة السائدة المُسيطِرة التي تملك كل  وسائل الإنتاج، وزوالها يكون بزوال الطبقات الاجتماعيّة و تحقيق المساواة، العدل .
 مفهوم السياسة عند فوكو :-  قام فوكو على تأسيس مفهوم جديد للسياسة، فهي ليست مقتصرة على مجموعة من الأجهزة التي تُخضع الأفراد داخل سياسة دولة محددة  وإنّ السلطة ليست القوة التي تنبثق من سيادة  تلك الدولة و سلطة القانون فيها .