عبد الرحمن بن عمر الصوفي ويُلقّب بأبى الحُسين عبد الرحمن بن عمر الصوفي وهُو أحد أشهر وأهمّ الفلكيين في الوَطن العربي، حيثُ أنه عالم فلك مُسلم، وُلِدَ في بلاد فارس في السابع من ديسمبر عام 903 ميلادي، وكان له بصمةََ فِي تاريخ علم الفلك فهو صاحِب المقولة الشهيرة أنَّ الأرض كَرويّة، بعد عالم الفلك العالمي اراتوستينس الذي سبق وأن أثبَت كرويتها قبل الميلاد، وعبد الرحمن بن عمر الصوفي وحَسب ما قال عنه المُؤرّخ الشهير جورج سارطون أنّه أعظَمُ فَلكيّ فِي الإسلام، وكان بن عمر الصوفي صديقََا مُقرّبََا مِن الخَليفة البويهي آنذاك، وكَان يَشغَل مَنصِب عَضُد الدولة، واتخذ الصوفي مُعلّمََا وفَلكيََا له مِن أجل أن يتعرّف على مَواضِع النجوم والأجرام الفلكية، حيثُ قَام ببناء مَرصِد خاص للصوفي في مَملكَتِه، وهذا ما ساعده على تأريخ انجازاته الفلكية وبَعد سلسلة من الانجازات التي قدمتها تُوفّي عن عمر يُناهز 82 عامََا.

من هو عبد الرحمن بن عمر الصوفي

قدّم الصوفي فِي علم الفلك إسهامات مُهمّة مِنها رصد النجوم، وعَدُّها وتحديد أبعادَها عرضََا وطُولََا فِي السماء، ولاحظ نُجومََا لم يسبقه إليها أحد مِن قَبل، ثُمّ رسم خريطة للسماء حسب فِيها مواضع النجوم وأحَجامها ودرجة لمَعان كُلّ منها، ووضع فهرسََا للنجوم لتَصحِيح أخطاء من سَبقُوه، وقد اعتَرف الأوربيون بدقّة مُلاحظاته الفلكية، حيثُ يصِفه ألدومييلي بأنّه: “من أعظَم الفلكِيين الفرس الذين نُدين لهم بسلسلة دقيقة من المُلاحظات المُباشرة”، ثُمّ يتابع قائلاً: “ولم يَقتصِر هذا الفلكي العظيم على تَعيين كثير من الكواكب التي لا تُوجد عند بطليموس، بل صحّح أيضاً كثيراً مِن الملاحظات التي أخطأ فيها، ومكّن بذلك الفلكيين المُحدثين من التعرف على الكواكب التي حدد لها الفلكي اليوناني مراكز غير دقيقة”.

نبذة تاريخية عن حياة عبد الرحمن بن عمر الصوفي وانجازاته الفلكية

وكان الصوفي أوّل من يَرصُد ويُلاحظ تَغيّر ألوان الكواكب وأقدارها وحدة لقياس السطوع، وأيضََا كان أول من رسمَ الحركة الصحيحة تمامََا للكواكب، ويعتبر الصوفي أوّل من لاحظ وجود مَجرّة أندروميدا، ووصَفها بلطخة سحابيّة، إضافةََ إلى ذلك كان أوّل من لاحظ وجُود سحابتيّ مَاجلان الكبرى والصغرى، وقد صحّح الكثير من الأخطاء في وصف بطليموس لمواضع النجوم، وذلك في كتابه صور الكواكب الثمانية والأربعين، وقام أيضََا في كتابه هذا بوضع حدود بدقة لكل كوكبة وللنجوم التي تقع فِي الصورة المُتخيّلة لها والتي خارجها، كمَا وصف فِيه مواقع كل النُّجوم وأقدارها، حيثُ كان القدماء يُصنفون النجوم ضمن ستة أقدار، وكانوا يُضطرون إلى تقدير لمعانها لعَدم توفر أدوات دقيقة لقياسه من رصده الخاص لها.

مؤلفات عبد الرحمن بن عمر الصوفي

ومِن أوّل مُؤلفاته الفلكية كَان كتاب الكواكب الثابتة، حيثُ كان العرب القدماء يُسمّون النجوم بالكواكب الثابتة، والكَواكب بالكواكب السيارة يعده سارطون أحد الكتب الرئيسة الثلاثة التي اشتهرت في علم الفلك عند المسلمين، بينما الكتَابان الآخران، فأحدهما لابن يونس، كمَا ويَتميّز كتاب الكواكب الثابتة بالرّسوم المُلونة للأبراج والصور السماوية، وتوجد نُسخ من بعض هذه المؤلفات في مكتبات عدد من الدول، مِثل الأسكوريال بمدريد، وباريس، وأكسفورد، ومن أهمّ مؤلفاته وهي كالتالى:

  • كتاب الأرجوزة في الكواكب الثابتة.
  • صور الكواكب الثمانية والأربعين.
  • رسالة العمل بالأسطرلاب.
  • كتاب التذكرة.
  • كتاب تطارح الشعاعات.