مع دنو الذكرى السنوية لمولد النبي الأطهر يكثر السؤال حول حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف في الأوساط العربية والإسلامية وهو الأمر الذي يجعل من المسلمين شقين، الأول محتفل بهذا المولد وآخر متحفظ عن الإحتفال بشمول وخصوص هذا المولد، ومن هذه النقطة التحولية كان حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي بإيجاز او السلب حاضر في الميدان بعد ان أوضح هذا الأمر العديد من العلماء الأجلاء بعد ان قاموا بالتنقيب والبحث عن كل ما يطمئن حول إباحة أو الإمتناع عن الإحتفال بهذا اليوم الذي ولد فيه النبي الأطهر محمد صلّ الله عليه وسلم، وما يدنوا منا الآن هو تفصيل معمق حول حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي.

من هو الرسول المُحتفل بمولده؟

نبدأ الآن على بركة الله في الإيلاج بموضوع حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي حيث وبهذا القدر نقول: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد : نتحدث إليكم في موضوعنا هذا عن ماهو حكم الاحتفال في المولد النبوي .

وعندما يحل ذاك المولد يستشعر المسلمون قوة ذاك الرسول حيث لا بد من الإحتفال بمولده ولكن حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي يبقى للعلماء، وفي ذلك نعلم أن رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) هو خير خلق الله، وهو من يحبه ويقدره ويعظمه المسلمون بما له قدر عظيم، إلا أن الدليل الحقيقي لهذه المحبة هو الإقتداء به واتباع سنته، عليه أفضل وأزكى الصلاة والسلام .

وللتدليل أكثر حول ما يشمل حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي في خضمه قال الله سبحانه وتعالى : ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ . ( سورة آل عمران – الآية : 31 )

حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي بات في ايديكم واضح المعالم وطن التفاصيل لا تشوبه أي شائبة حيث وعن النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : ” لاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ـ ما هي الثلاث؟ ـ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما” [ متفق عليه ]، وقال تعالى : “إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ” (سورة الحجر : الآية 9)، قال الله تعالى : ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” (سورة المائدة : الآية 3)، أما بعد، فإن محبة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هي محبة دائمة عند المسلمين، مع محاولة التفاني في حبه من خلال قراءة المدونات في كتب السنة والسيرة . نسال الله عز وجل أن يوفقنا في قراءة واتباع السنة .

ماهو حكم الاحتفال في المولد النبوي ؟

خلجات حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي تتضح مع الدليل من القرآن والسنة النبوية حيث وأما عن حكم الاحتفال في المولد النبوي، فإن هذا الإحتفال هو بدعة منكرة، وذلك لأنه لم يثبت عن نبينا (صلى الله عليه وسلم) ولا عن الصحابة، ولا عن التابعين بأن أحد منهم كان يحتفل بيوم مولده، على الرغم من توافر أسباب الاحتفال بالمولد، ومع ذلك لم يقوموا بهذا الإحتفال، كما لم يفعل التابعين بعده في هذا الأمر . ويعد هذا الإحتفال من الأمور المحدثة، وأول من أحدث هذه الإحتفالات هم الفاطميون وذلك في القرن السادس الهجري عند ظهور الدولة الفاطمية . أما عن (العبيديون) فكانت تصرفاتهم مشبوهة . نسأل الله العافية والثبات على سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع البعد عن البدعة، وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) . والله تعالى أعلم

حكم الاحتفال في المولد النبوي برأي العلماء

نؤكد على كل ما ذُكر سابقاََ بشمولية حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي ونستمر حيث وأما عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وكما ذكرنا فإن هذا الإحتفال لم يكن موجودا في حياة رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم)، ولا يمكننا العمل على التأليف في كتاب الله وسنته بعد قول الله تعالى “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” .

كما وللعيان فلا خلاف في حكم الاحتفال بعيد المولد النبوي لانه بائن وكذلك ولا خلاف على أن من يقوم بهذا الإحتفال، هم من يسعون إلى تعظيم الإحتفال بولادة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، إلا أن إظهار محبته ينبغي أن تنبثق نحو اتباع سنته دون اللجوء إلى الأمور المستحدثة . إذاً فإنه لا يجوز الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أجل التقرب إلى الله أو لتعظيم رسولنا صلى الله عليه وسلم كعبادة، وإنما هي عبادة غير جائزة، بل وإن هذا الاحتفال هو بدعة محرمة .