الوطن هي البقعة التي نشأنا وترعرعنا فيها وإرتبطت فيه أجمل أيام حياتنا، وهذا ما يجعلنا نشعر بالإنتماء الشديد إليه والإرتباط العميق به، فهو الذي احتضننا على ثراه الغالي وساهم في نشأتنا وسطه وفي ظلال خيره ومن واجبنا الحفاظ عليه والتفاني في الدفاع عنه وحمايته، معظم الحروب والصراعات التي وقعت بين الدول والشعوب على مر التاريخ والأزمان هدفها السيطرة على الأرض ، أمبروطوريات  سقطت ، شعوب أبيدت ، مدن أصبحت ركام ، اقتصادات دمرت ، قبائل هاجرت ، لكن في المقابل جميع الأوطان التي وقعت فيها الحروب والصراعات دافعت عن نفسها وباسلت بكل ما تملك من قوة من أجل حماية وطنها وقاتلت وقٌتلت،  ليبقى لهم وطنهم الذي تربوا فيه وثابرو من أجله وشربوا واكلوا من خيارته ، نعم إنه حب الوطن فهو القلب لمن لا قلب له والسلاح لمن لا سلاح له والمأوى لمن لا مأوى له ، فهو حب أبدي لمن ولد فيه ولعب على أرضه وشربه من ماءه وأكل من خيراته.

موضوع تعبير عن الوطن قصير بالعناصر

ولا توجد أي ديانة او ثقافة أو معتقد في جميع أنحاء العالم من يحرض على وطنه مقابل بيعه أو استبدالها ، وهنا نستذكر حديث الرسول (صلى الله عليه وسلم) عندما هاجر من موطنه مكة إلى المدينة قائلا – واللهي إنكِ لأحب البلاد أو البقاع إلي ولو لا أن أهلكِ أخرجوني منكِ ما خرجت_ ، وبعد أن جمع الرسول عليه الصلاة والسلام الجيش والقوام والعتاد عاد
إلى بلاده فاتحاً مستبشراً برؤية موطنه الذي عاش فيه ، فالوطن هو المكان الذي ولدنا فيه، وعشنا في كنفه، وكبربنا وترعرعنا على أرضه وتحت سمائه، واحتمينا في أحضانه، فالوطن هو الأمّ التي ترعانا ونرعاها، وهو الأسرة التي ننعم بدفئها، فلا معنى للأسرة دون الوطن، وهو الأمن، والسّكينة، والحريّة، وهو الانتماء، والوفاء، والتّضحية.

الوطن هو الأمان من كل خوف، الثوب للجسد العاري، الطعام للجائع ،الحاضن لليتيم ، فهو البيت الذي يحلم كل شخص بالعيش فيه لما يوفرمن سبل الحياة الكريمة من مسكن ومأكل ومشرب والخدمات اللازمة لكل مواطن من تعليم وعمل وصحة بغض النظر عن إمكاناته وإن كانت فقيرة ، فهو غني بأعيننا ، وكيف لا يكون غني  وقد  حدد لنا جنسيتنا  التي تميزنا بها عن غيرنا ووفر لنا حرية ممارسة ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، فالوطن يولد مع المواطن منذ الولادة ويعتبر حبنا للوطن أمراً فطرياً ينشأ عليه الفرد، ولا يكون حب الوطن بشعاراتٍ وهتافاتً فقط فالوطنُ بناءٌ يحتاج الجميع للعمل في بناءه ، والتضحية في سبيله بكل ما أوتينا من قوة وعزيمة وإصرار، ويجب أن لا نتهاون لحظة في الدفاع عنه وبذل الغالي والنفيس لردع أي عدوان يستهدفه من الخارج والداخل.

شعر عن الوطن

هنالك العديد من الشعراء والأدباء من مدح وطنه وكتب من أجله أجمل الأشعار على مر العصور الماضية ، ومن هؤلاء الشعراء:

أحمد شوقي قائلاً:

إذا عظّم البلاد بنوها      أنزلتهم منازل الإجلال

توّجت مهامهم كما توجوها       بكريم من الثناء وغال.

وقائلاً أيضاً:

وبلا وطني لقيتك بعد يأس      كأني قد لقيت بك الشبابا

وكل مسافر سيؤوب يوماً      إذا رزق السلامة والإيابا

وكلّ عيش سوف يطوى       وإن طال الزمان به وطابا

كأن القلب بعدهم غريب      إذا عادته ذكرى الأهل ذابا

ولا يبنيك عن خلق الليالي     كمن فقد الأحبة والصّحابا

 

محمود درويش

وطني ! يا أيها النسرُ الذي يغمد منقار اللهبْ

في عيوني

أين تاريخ العرب؟

كل ما أملكه في حضرة الموت:

جبين وغضب.

و أنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرةْ

و جبيني منزلاً للقُبَّرهْ.

و طني، إنا ولدنا و كبرنا بجراحك

و أكلنا شجر البلّوط ..

كي نشهد ميلاد صباحك

أيها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سببْ

أيها الموت الخرافيُّ الذي كان يحب

لم يزل منقارك الأحمر في عينيَّ

سيفاً من لهب ..

و أنا لست جديراً بجناحك

كل ما أملكه في حضرة الموت:

جبين … وغضب !

وقائلاً أيضاً:

وطني ! يعلمني حديدُ سلاسلي

عنف النسور، ورقة المتفائلِ

ما كنت أعرف أن تحت جلودنا

ميلادَ عاصفةٍ … وعرس جداولِ

سَدُّوا عليَّ النور في زنزانةٍ

فتوهَّجتْ في القلب … شمسُ مشاعل

ِ كتبوا على الجدار.. مرج سنابلِ

رسموا على الجدار صورَ قاتلي

فمحتْ ملامحَها ظلالُ جدائلِ

وحفرتُ بالأسنان رسمك دامياً

وكتبتُ أُغنية العذاب الراحلِ

أغمدت في لحم الظلام هزيمتي

وغرزت في شعر الشموس أناملي

و الفاتحون على سطوح منازلي

لم يفتحوا إلاّ وعود زلازلي!

لن يبصروا إلاّ توهُّج جبهتي

لن يسمعوا إلاّ صرير سلاسلي

فإذا احترقت على صليب عبادتي

أصبحت قديساً.. بِزَيّ مُقاتلِ.

إبراهيم طوقان

يا موطناً في ثراه غاب سادته     لوكان يخجل من باعوك ما باعوا

فكر بموتك في أرض نشأت بها    واترك لقبرك أرضاً طولها باعُ

 

وقائلاً أيضاً :

تلك البلاد إذا قلت: اسمها «وطن»      لا يفهمون، ودون الفهم أطماعُ

يا بائع الأرض لم تحفل بعاقبة         ولا علمت بأن الخصم خدّاعُ

 

أعرابي

ذكرت بلادي فاستهلّت مدامي

بشوقي إلى عهد الصّبا المتقادم

حننت إلى أرض بها إخضرّ شاربي

وقطّع عني قبل عقد التمائم.

 

ومن أقوال محمود درويش وغسان كنفاني عن الوطن ما يلي \

محمود درويش:

  • ما هو الوطن.. ليس سؤالا تجيب عليه وتمضي.. إنه حياتك وقضيتك معاً.
  • ما هو الوطن.. هو الشوق إلى الموت من أجل أن تعيد الحق والأرض.. ليس الوطن أرضا.. ولكنه الأرض والحق معاً.. الحق معك، والارض معهم.
  • فارسٌ يُغمد في صدر أَخِيِه خنجراً بإسم الوطنْ ويُصَلِّي لينال المغفرةْ.
  • سنصير شعباً حين لا نتلو صلاة الشكر للوطن المقدَّس، كلما وجد الفقيرُ عشاءَهُ.. سنصير شعباً حين نشتم حاجبَ السلطان والسلطان، دون محاكمة.
  • عام يذهب وآخر يأتي وكل شيء فيك يزداد سوءاً يا وطني.

 

غسان كنفاني:

  • أموت وسلاحي بيدي، لا أن أحيا وسلاحي بيد عدوي.
  • خُلقت أكتاف الرجال لحمل البنادق، فإما عظماء فوق الأرض أو عظاماً في جوفها.
  • إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية، فالأجدر بنا أن نغير المدافعين لا أن نغير القضية.
  • كلام الجرائد لا ينفع يا بني، فأولئك الذين يكتبون في الجرائد يجلسون في مقاعد مريحة وفي غرف واسعة فيها صور وفيها مدفأة، ثم يكتبون عن فلسطين، وعن حرب فلسطين، وهم لم يسمعوا طلقة واحدة في حياتهم كلها، ولو سمعوا، لهربوا إلى حيث لا أدري.
  • كل قيمة كلماتي كانت في أنها تعويض صفيق وتافه لغياب السلاح، وإنها تنحدر الآن أمام شروق الرجال الحقيقيين الذين يموتون كل يوم في سبيل شيء أحترمه.

موضوع تعبير عن الوطن بالعناصر والمقدمة والخاتمة

من أهم قضية حاليا متعلقة بالوطن هي القضية الفلسطينية ، القضية التي لا يكل أهلها وشعبها في الدفاع عنها ، القضية التي ترأست سلم القضايا في العالم وعقدت له العديد الكثير من الاجتماعات واللقاءات في المجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وغيرها من الأماكن ، قضية سطروا  لنا شعبها أبسل وأفضل صور الدفاع عنها وعن مقداساتها منذ احتلاله عام 1948م إلى يومنا هذا ، راح ضحيتها العديد من الشهداء الجرحى والأسرى والمشردين واللاجئين ، فقدموا أفضل صورة من التضحيات من أجل الوطن ، رافضين أي صفقات تستولي على أرضهم وتشرد أهلهم ، وهم بذلك يحملون شعار نعم من أجل الوطن ولا للاحتلال ، وقدوتهم في ذلك الشعب الجزائري بلد المليون شهيد عقب الاحتلال الفرنسي لبلدهم.

 

لذلك لا يوجد أي شعب في أي بقعة على وجه الأرض من يستغني عن وطنه ، بل يضحي من أجله بنفسه وأهله وماله ، والحرب العالمية الأولى والثانية خير دليل على ذلك ، فالوطن ملك لأصحابه لا يقاسمهم فيه أحد وإن ملك العدو القوة واحتله فسيعود إليهم في يوم من الأيام معلنين النصر ، ولهذا قد شرع ربنا جل علاه الجهاد والدفاع عن الوطن ضد الأعداء والغاصبين.