لا خلاف أن إبليس في الأرض بعد أن هبط من السماوات كما علمنا ذلك من القرآن الكريم الَّذِي تَحَدُّث بِكَامِلِ التَّفَاصِيلِ مِنْ يَوْم وُلْد سَيِّدَنَا وَأَبِينَا آدَم عَلَيهِالسّلَامَ وأمنا حواء عليها السلام وما عمل ابليس عليه من الله ما يستحق، ليهبط هو وهما إلى الأرض التي نحن عليها الآن، والسؤال الذي يرد الآن لنا هو أين بالتمام هبط إبليس في الأرض؟ هذا السؤال قد يكون من الأهمية بمكان لدى بعض العلماء والفقهاء الذين يبحثون ويستغلون كل ما هو متاج للتعرف على كل ما يخص إبليس في الأرض بعد ان هبط من السماء.

وبصدد الحديث عن إبليس في الأرض أم لا أو على أي بقعة يرضخ الآن نشير أنه يعد إبليس هُوَ مُصْدِرُ الشَّرِّ عَلَى الْأَرْضِ فَهُوَ عَدُوُّ الْإِنْسَانِ في الأرض فقد خلق إبليس ليوسوس للإنسان، وذلك كي يختبر الله أيمان كل أنسان فأصحاب النفوس الضعيفة هم من يتبعون الشيطان، أما أصحاب النفوس القوية والمؤمنين يتغلبون دائما على همزات الشيطان وينتصرون عليه  .

نشأة إبليس :

النشأة التي أنشأها الخالق لما يسمى إبليس في الأرض لا يعلم بها سوى الله حيث اختلفت الآراء حول أصل إبليس من دين ألى آخر وحتي بين أتباع الدين الواحد، فهناك أراء تقول بأن إبليس من الملائكة وقد دللو على ذلك بأيات من القرآن الكريم  في قول الله تعالى ” وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ” .

وهناك رأي آخر يقول بأن إبليس كان طاووس الملائكة .

وفريق أخر يؤكد أن إبليس ليس من الملائكة ولكنه من الجن ودللوا على ذلك بأيات من القرآن الكريم .

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ

ولم يقف الأمر في الحديث عن كون إبليس في الأرض أم لا عند هذا الحد بل تعداه ذلك لابعد الحدود حيث عن هناك فريق أخر يقول أن الجن كان يعتبر طائفه من الملائكة ولكن هذا الرأي بعيد تماما عن الصحة، فالملائكة لا تتزوج ولا تتناسل بينما ذكر الله في قرآنه الكريم بأن الجن يتناكح ويتناسل، لذا فأن هذا الرأي بعيد تماما عن الصحة .

أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي

نبقى الآن مع خضم ذكر التفصيل المعمق عن كون إبليس في الأرض ولكن على سياق آخر حيث هناك رأي آخر يقول بأن إبليس هو أصل الجن وكان في البداية لا يعيش في السماء، وقامت الملائكة بأسر إبليس وعاش معهم في السماء وعندما طلب الله من الملائكة أن تسجد لآدم فسجدوا الا إبليس فقد رفض السجود لذا طرده الله من رحمته الواسعة وغضب عليه، وهناك رأي آخر يؤكد أن إبليس ليس من الملائكة فقد ذكر الله في كتابه العزيز أن الملائكة لا تعصي أوامر الله أبدا ” لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ”، كما أن خلق أإبليس يختلف عن خلق الملائكة، فالملائكة خلقت من نور بينما خلق إبليس من النار، ومن هذه الآراء نري أن الرأي الأكثر دقه والأكثر توثيق في القرآن الكريم والأحاديث النبوية هو أن إبليس من الجن وليس من الملائكة، وانه عدو الإنسان في الأرض .

خلق أدم وحواء:

ولا يعنينا كون إبليس في الأرض من عدمه بقدر ما نفضل التعرف على باقي الموضوعات حيث وبعد أن رفض إبليس أن يسجد لأدم أتخذ إبليس أدم عدو له، فبعد أن خلق الله أدم اسكنه الجنة وخلق له حواء وأمرهم الله بأن يأكلوا ويشربوا ما يشأوا في الجنه ولكن أمرهم الا يأكلوا من شجرة موجودة في الجنه، فوسوس إبليس الى أدم وحواء حتي أكلوا من الشجرة، وبذلك فقد عصوا أوامر الله لذا أنزلهم الله من الجنه .

هبوط آدم وحواء الى الأرض :

أما مع هبوط آدم وحواء من الجنة فقد كان الحديث عن كون إبليس في الأرض من عدمه غير واضح حيث قال المؤرخين أن الله عندما أمر أدم وحواء بالهبوط الى الأرض لم ينزلوا معاً في نفس المكان ولكن نزل كل منهما في مكان مختلف عن الاخر فيقال أن حواء هبطت إلى جدة، أمّا آدم فقد هبط الى الهند، وقد تلاقوا في مكة المكرمة عند جبل  عرفه  لذا أطلق هذا الأسم على هذا الجبل .

نزول إبليس إلى الأرض :

وها نحن نصل إلى عُقدة الحديث عن قضية وقصة إبليس في الأرض من عدمها حيث يقال أن إبليس بعد أن غضب عليه الله نزل الى الأرض بعد أن تعهد أمام الله أن يغوي هو وذريته أبناء آدم  ويوسوس لهم حتي يدخلهم النار، فنزل إبليس الى الأرض ويقال انه قد نزل في منطقه بالعراق قريبة من قرية البصيرة وتسمى منطقه دسْتُمِيسان، ومن وقت أن نزل الشيطان الى الأرض وهو يقع بين بني أدم الفتن والدسائس ويوسوس لهم كي يدخلهم النار، ولكن أصحاب النفوس القوية يستطيعوا أن يتغلبوا على الشيطان، وقد صح عن النبي صلي الله علية وسلم، بأن إبليس عرشه على الماء ويقوم بأرسال الشياطين كل يوم ليوقعوا بين بنى أدم ويشعلوا بينهم الفتن ، ومن أكثر الأماكن حباً للشياطين، الأماكن التي يتجمع فيها الناس كالأسواق والطرقات، حيث أن الشيطان يوسوس في الأماكن المزدحمة لعدد كبير من الناس ويشعل الفتنه بينهم، كما أن الشياطين توسوس للمؤمن أكثر من غيره حتي يبتعد عن طريق الهدى ويسير في طريق الضلال .