للمزاح أدابه و شروطه التي يجبُ أن لا تتخطى قواعد الإحترام وخصوصيّة الآخرين، فما هي الشروط الواجبة في المزاح حتّى لا يكُون منبوذًا أو محرمًا، فلا يجوز أن نعتدي على خُصوصية أي كان بحُجّة المزاح، كما أنّه لا يجوز أن نستهزىء بالأشخاص بحُجّة المزاح لنتسلى أو لنضحَك، فلا يجوز الإعتداء على الأشخاص سواء جسديًا أو لفظيًا أو نفسيًا من خلال أيّ أفعال نقُوم بها لأيّ غرض كان، فقد حرم الإسلام مثل هذه الأعمل التي تضر وتؤذي البشر، لذا فمن الواجب إتباع الشروط الواجبة في المزاح حتى نتجنب الوقوع في المحرمات.

شروط المزاح الواجب اتباعها

وجبَ علي المُسلمين أن يكون حذرين بالمزاح مع من حَولهم وعند الدخول فيما يغضب الله عزوجل، فمن الشروط الواجب توافُرها في المزاح، فمنها الابتعاد عن ما يضر بسمعة وهيبة الإسلام والدليل قول الله عزوجل في سورة التوبة ( ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون – لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم ).

وكذالك الابتعاد عن الكذب في المزاح بين الناس وتحري الصدق قدر الإمكان ، والدليل قول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام إن الرجل ليتكلم بالكلمة ليُضحك بها جلساءه يهوي بها في النار أبعد من الثرى ) .

والابتعاد عن الإخافة في المزاح مع الآخرين ، كلبس ملابس تشبه الميتين والدليل ما ورد في حديث أبو داود: عن أبي ليلى قال : ( حدثنا أصحاب محمد أنهم كانوا يسيرون مع النبي ، فنام رجل منهم فانطلق بعضهم إلى حبل فأخذه ففزع ، فقال رسول الله عليه وسلم : ( لا يحل لمسلم أن يروع مسلماً ) .

وأيضا من شروط المزاح اختيار الأوقات المناسبة للمزاح ، وعدم الإكثار من المزاح ، والابتعاد عن الهمز والمز والسخرية من الآخرين ، والابتعاد عن الإنقاص من شخصية الآخرين ، والابتعاد عن الغيبة والنميمة .
فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال عن كثرة المزاح: ( من كثر ضحكه قلت هيبته، ومن مزح استُخف بهي ، ومن أكثر من شيء عُرف به ) .