افضل موضوع عن دور الاسلام في المحافظه على البيئه حسب ما ورد في كتاب الله وسنة نبيه ، ان الدين الاسلامي له اثر كبير على توعية الانسان على اهمية الحفاظ على البيئه التي يعيش فيها، والله عز وجل خلق الانسان لعمارة الارض ووفق قانون الفطرة الذي على الانسان جعل الكون منضبطا وقد جعل الله كثير من الامور خاضعة لسيطرة الانسان من اجل ان يحافظ عليها لا ان يدمرها.

رب العالمين جعل الانسان مخيرا من اجل ان يقف وقفة المبدع في العمارة والبناء على الارض، وقد ورد في القران الكثير من الايات التي تبرز اهمية المحافظة على الارض والفطرة التي خلق الله الانسان لها ونرى ذلك في قوله تعالي:”{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا}”. لهذا على الانسان ان يحافظ على البيئه التي يعيش فيها، وفي مقالنا سوف نضع لكم موضوع عن دور الاسلام في المحافظه على البيئه.

دور الاسلام في المحافظه على البيئه

خلق الله الانسان لكي يعمر في الارض، من اجل ان يعيش حياة امنة وسليمة بعيدة كل البعد عن الخطر والملوثات والسموم، فالانسان حين يعلم ان الله خلقه لحكمة وجعله لعمارة الارض يجب ان يعلم ان الله خلق له بيئة امنة وسلمة وعليه الحفاظ عليها، وكثير من الايات القرانية التي تدل على الالتزام باومر الله بعمارة الارض والحفاظ على سلامة البية وقد قال سبحانه وتعالى في كتابه العظيم :{وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ. وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ. وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُوم. وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ} (الحجر، 19-22) ونجد ان هذه الايات القليلة تدعو لان يحافظ الانسان على التوازن الكوني .

والاسلام الحنيف نهى الانسان عن الافساد في الارض حتى لا يعرضوا انفسهم للخطر وافساد التوازن الكوني الذي خلقه الله عز وجل وقد قال الله في اياته الكريمة:{ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } (الأعراف، 85)، وهنا تحذير للانسان ان لا يفسد ويخرب في الارض والبيئة التي يعيش فيها .

ووردت الكثير من الاحاديث النبوية الشريفة التي تدعو للمحافظة على الارض والبيئه التي نعيش فيها وعدم الاسراف في الطعام والمياه حتى لا يقل الغذاء المياه، ويجب ان يقوم على زراعة الارض وادامة خضرتها ليساهم في المحافظة على البيئة سليمة ونقية . قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ” الإيمان بضع وستون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق” ، ودعا الاسلام الحنيف ايضا الى انه على الانسان المسلم ان يحافظ على النظافة والطهارة لنفسه وبيته واهله، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : ” ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ” وفي الاماكن المقدسة وظهر ذلك في قوله تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} (البقرة، 125) وهذا الامر يعني التطهر من النجاسة والقاذورات.

ان الدين الاسلامي حرص كل الحرص على نظافة الطرق والاماكن العامة، من اجل تواجد بيئة نقية وسليمة وصحية للانسان ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حذر من ايذاء الطرق او الاماكن التي يقصدها الناس للراحة وظهر ذلك بقوله: (اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ قَالُوا وَمَا اللَّاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ) وفي هذا يظهر الدور الكبير والحرص الاكبر من الدين الاسلامي على البيئة التي نعيشها، ويؤكد علينا ان الله عز وجل خلقنا من اجل عمارة الارض.

والانسان يعد هو المسبب الاول للتلوث في البيئة بسبب السلوكيات الخاطئة، وقد قال تعالي في كتابه الكريم (ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلّهم يرجعون ).