قصة زواج وليد وهدى من القصص التي أثارت الإهتمام عند الكثير من الأشخاص الذين قرأوها، فهي من القصص الجميلة والمُعبّرة عن الوفاء والصبر، والتي نتّخذ منها العبر الجميلة والحسنة التي حثنا عليها ديننا الحنيف، ان القصص الحقيقية التي نقرأُها بشكل دوري هي التي تبث بنا روح الثقة والامل، كما أنّها مفيدة وتعلمنا بعض من الدروس التي تحملها لنا الحياة.

وهناك الكثِير من القصَص التي يرويها لنا آباؤنا وأجدادنا عن الحياة بغضّ النظر عن مأسيها، لكي نتعلم منها العبرة والعمل على تخطّي المخاطر التي اقتبسناها من القصة، هتى وإن كانت القصة في أصلها خيالي أو حقيقي، فلا بُدّ أن نهتم بها ونتخذ محاسنها قدوة لنا في الحياة، بمُختلف مناحيها.

قصة زواج وليد وهدى كاملة

نبدأ قصتنا بأنه كان هُناك شاب خلوق يُدعى وليد، تزوج بشابة جميلة جدًا اسمها هدى وفي ليلة الزفاف، وفي ليلة دخلته كأي عريس نظر وليد الى زوجته هدى التي كانت أحد أجمل فتيات المدينة، وحاول الاقتراب منها لكي يضعُ يَده على شعرها الناعم كالحرير، وقام ليقبلها وهنا تبدا القصة المؤثرة فبعد تقبيلة لها، فوجىء وليد ببكاء زوجته هدى صارخة في وجهه قائله له ابتعد عني ارجوك، فبتعد عنها وليد، مندهشًا قائلًا: لها ما الامر يا هدى لماذا تبكين كل هذا البكاء الشديد، فكان هنا الصدمة، حيث ردت علية وقالت له بكل ألم وحسرة، انها قد اخطات واضاعت شرفها.

وراوية له ما حدث معها انها مانت تعرف احد الاشخاص، وغدر بها، فصعق وليد واحس وكان الدنيا ترطمة بالارض،وسرعات ما اختطف وجهة، وتسارعت ضربات قلبه بشده، ولكنه كان حكيما جدا وتعامل مع الامر بصلابة وقوة، وتمالك نفسه، وبعد ذلك خرج من غرفته ونام بأحد غرف المنزل الاخرى تارك خلفة زوجته وهو حزين جدا، وفي الصباح الباكر جلس وليد مع زوجته هدى وقال لها ماذا افعل بكي يا هدى لو طلقتكي الان فستصبحين على لسان الكثير من الناس، ولكني سأدعكي تعيشين معي عام كامل ومن ثم اطلقكي.

واتفقى بالفعل الزوجين على ذلك، واتفقاه ايضا على ان ينام كل منهما في غرفة، كما ان وليد لم يكن يتحدث مع زوجته الا قليلا جدا ونادرا بداخل المنزل،برغم من ان هدى كانت تنظر الب زوجها وليد بحب،كونه يمثل كافة صفات الرجوله والانسانية، وهو بنظرها رجل عصامي ماتت والدته، وهو في سن صغير، وتزوج والده بعد امه، وبرغم من معاملت زوجة والدة القاصية والحقودة الا انه كان يبادلها الحب والاحترام دوما برغم من قساوتها علية، وكان وليد متسامع مع عامة الناس.

ويعر عن وليد انه موهوب بالرسم، وفي احد الايام كان هناك لوحه فنية له مخفيه بالمنزل، ولطريقة اخفائها زاد فضول زوجته هدى لمعرفة ما بداخلها،فقامت برفع الغطاء عنها، فصعقت هدى عندما شاهدتها، ويذكر ان اللوحة كانت تجسد صورة وليد ويحيط به بعض من الاطفال، فانهالت هدى من البكاء الشديد واحست انها ضلمت وليد بزواجها منه، وحرمته من نعمه الاطفال، وفي يوم من الايام كان الجو شديد البرودة، والامطار تتساقط بشدة مصطحبة البرق والرعد، وفي هذه الاجواء كان وليد خارج المنزل، واثناء قيادته لسيارته فجأ تعطلت السيارة عن السير، محاولا وليد اصلاحها ليعود الي البيت بسلام، الا انه لم يستطع، فأجبر على تركها والعودة الي المنزل سيرا على الاقدام.

وعندما وصل وليد الي المنزل طرق الباب بصوت هادئ يكان لا يسمع، ولكن زوجته هدى كانت قلقة علية وفي انتظاره، ففتحت هدى الباب، واذ بزوجها وليد يتأفأف من شدد البرد، فسقط وليد على باب الشقة من التعب والبرد القارص، فقامت هدى مسرعة بحملة الي داخل البيت، وقامت بتغير ملابسة المبلله بفعل مياة الامطار، محاولة تدفأته من البرد، ومن كثر خوفها علية حضنته كالام عندما تحضن طفلها، باكية علية لما اصابه، وفي كل مرة يستيقذ وليد يجدها تبكي علية بحزن وقهر شديد مستغربا من فعلها معه.

وبقيت هدى على هذا الحال طيلة الليل، تبكي وتضع له الكمادات لاخفاض حرارته المرتفعة، فأحس وليد بعد هذا الموقف ان زوجته تحبة بصدق، فتعافى في اليوم التالي وليد، مستكملا اتفاقة معها، ومع مرور الايام انتعت المدة التي حددها وليد مع زوجته وهي ان يطلقها بعد مرور عام كامل، قامت هدى بجمع امتعتها واغراضها، لتوفي ما اتفقع علية مع زوجها وليد، ولكن قبل خروجها من المنزل لكي تتوجه الي منزل اهلها، وقف لها وليد قائلا، اريد منكي ان تفعلي شيا قبل ان تغادري، وهو اريد منكي الذهاب الي صالون السيدات فتعجبت هدى من طلب زوجها، ولكنها بالفعل توجهت الي الصالون دون ان تعرف ما السبب في ذلك.

وعد وصول هدى زوجت وليد الي صالون السيدات، تفاجأت من استقبال العاملات بالصالون، واحدهم قال لها اهل بكي يا عروسه، وقدمة هذه العاملة فستان زفاف ابيض جميل جدا قائله لها ارتديه، لقد سامحك وليد وغفر لكي، وهو يحبك جدا ولا يستطيع ان يتركك.