سبب تناقص اعداد السكان في القرى والمناطق العشوائية المُتواجدة في العديد من الدول العربية خاصة معروف، حيثُ يأتِي هذا التناقُص والهجرة من القرى بسبب ضِيق الوضع الاقتصادي المُحمّل بالفقر ونقصِ الامكانيات بكافة سبل الحياة، ممّا يُجبر الكثير من سكان القرى على تركِها متوجهين إلي الدول المتقدمة والمدن المُزدهرة، وتسعى الدول العظمى باتخاذ العديد من المقطرحات بشكل دوري للحد من هجرة السكان من هذه المناطق، بينمَا هناك تهميش واضح بخصوص القرى البعيدة عن مركز الدولة ومدنها النامية.

وهناك العديد مِن الأسباب التي تُساهم في افتقار القرى المُهمّشة إلي السكان، ومن أهمّها عدم تمتّعهم بالخدمات العامّة التي تُتيحها الدولة لكافة رعاياها، ومن بين هذه الخدمات إمدادات المياه والكهرباء تكادُ لا تتوفر في بعض من الأحيان، والخدمات الصحية التي تكادُ معدومة أيضًا، وشبكات الصرف الصحي والطرقات وغيرها من مناحي الحياة الاساسية الأُخرى، فكل هذه الأمور تُشكّل تهديدًا في تناقص اعداد السكان في هذه القرى المهمشة، واصبحت ظاهرة الهجرة من الظواهر الخطيرة التي انتشرت في الاونة الاخيرة بشكل كبير.

وفي وقتنا المُعاصر يشهَدُ العالم بأسرة نسبةَ هجرة كبيرة وخاصّة فئة الشباب، باحثين عن قوت يومهُم بعيدًا عن هموم الحياة التي فُرضت عليهم، والحروب والازمات التي تمُرّ بها غالبية الدول العربية في الوقت الحالي، دفع الشباب والعديد من العوائل من الهجرة تارِكين كُل ما يملكون خلفهم من أجل البحث عن حياة جديدة بعيدة عن الصراعات التي تشهدها بلادهم، ومن جانب آخر يعد الفقر والجهل من أحد العوامل التي تساهم في نقص التعداد السكاني في القرى والدول المهمشة.

ويمكننا القول ختامًا أنّ الظروف التي تُخيّم على هذه القرى المُتمثّلة في الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي هي التي تجبر العديد من سكان القرى لتركها، وذلك سعيد للعيش بحياة كريمة يحُفّها الأمن والسّلام، بعيدًا عن الصراعات والنزاعات التي تجوب عامة الدول العربية في الوقت الراهن، وهجرتهم الي البلاد النامية ام لا يرغبون فيه وانما لتحسن ظروفهم المادية وللتغلب على ما فرض عليهم، ولا يعتقد هؤلاء ان الهجرة من الامور الخطيرة، والدول تقف مكتوفة الأيدي تجاه هذه الظاهرة لعدم توفير البديل لهم.