سُؤال عَلى صِيغة المُستقبل يتمثّل فِي سُؤال متى ستعرف كم اهواك ليفتح لنَا المَجال أمام الكثير من الأسئِلَة التِي تَحمِل لنا القُوّة والأصالة في هذه الخضمّات التعريفية والمُتثاقِلة دَوماََ لما نحمِلُه ولِمَا نُفضّله، حتّى بات تساؤل متى ستعرف كم اهواك على الأرق بمكان وحَاملاََ معه الكثير من الجنَبات التِي وبِكُل قوّة لها أصالة تعريفية وقُوّة جُنونيّة في فتح التساؤلات التي تثِير الإهتمام وتُنقّح المفردات لتكون ذات وقع أسمى على القلب، وعلى الروح بما تشتمله مِن عبارات الجمال والغزل والحب، والمميز في هذا الأمر هُو أنّ ما نُلاحظه يَخُص العام الجديد 2025.

تعريف بقصيدة متى ستعرف كم اهواك

أجل، متى سوف تُبلِغُني بِحُبك ومَتى سوف أرتَشِف مِن إكسير حَياتك التي سوف تنمحُنِي إيّاها بعمق التعرّف على ما في خلجات الغزل تارة وثنايا الحب تارات، هذه القصيدة للشاعر نزار قباني، ونعلم خباياها في تَالي السطور.

كلمات قصيدة متى ستعرف كم اهواك

متى ستعرف كم اهواك يا رجلاً ابيع من أجله الدّنيا وما فيها

لو تُطلب البحر في عينك اسكبه او تطلب الشمس في كفيك ارميها

انا احبك فوق الغيم اكتبها وللعصافير والاشجار احكيها

انا احبك فوق الماء انقشها وللعناقيد والاقداح اسقيها

انا احبك حاول أن تساعدني فإن من بدأ المأساة ينهيها

وإن من فتح الأبواب يغلقها، وإن من اشعل النيران يُطفيها

يا من يدخن في صمت ويتركني في البحر ارفع مرساتي والقيها

ألا تراني ببحر الحُب غارقة والموج يمضغ آمالي ويرميها

انزل قليلاََ عن الأهداب يا رجلاً ما زال يقتل احلامي ويُحييها

كفاك تلعب دور العاشقين معي وتنتقي كلمات لست تعنيها

كم اخترعت مكاتيباً سترسلها واسعدتني ورود سوف تهديها

وكم ذهبت لوعد لا وجُود له وكم حلمت بأثواب سأشريها

وكم تمنيت لو للرقص تطلبني وحيرتني ذراعي أين أُلقيها

ارجع الىّ فأن الأرض واقفةٌ كأنما الأرض فرّت من ثوانيها

ارجع فبُعدك لا عقد أعلقه ولا لمست عطوري في أوانِيهَا

ارجع كما أنت صحوََا كُنت أم مطرََا، فما حياتي أنا إن لم تكُن فيها

من هو نزار قباني

لعلّ هَذِه الشّخصية لَها أثر واضح في الأدب وفِي الكَثِير من المواقف السياسية، كَذلِك حيثٌ أن نزار بن توفيق القباني (1342 – 1419 هـ / 1923 – 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري مُعاصِر، وُلِد في 21 مارس 1923 من أسرة دِمشقيّة عَربية، إذ يُعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي.

دَرس الحقوق في الجامعة السورية، وفور تخرّجه منها عام 1945 إنخَرط في السلك الدبلوماسي مُتنقلًا بين عواصم مُختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان “قالت لي السمراء”، وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها “طفولة نهد” و”الرسم بالكلمات”، وقَد أسّس دار نشر لأعماله في بيروت باسم “منشورات نزار قباني”، وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما “القصيدة الدمشقية”، و”يا ست الدنيا يا بيروت”.

أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب “النكسة” مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه “شاعر الحب والمرأة”؛ لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته “هوامش على دفتر النكسة” عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام، وقال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا)، وعلى الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ إنتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت، حيث كانت تعمل، وصولاً إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته “الأمير الخرافي توفيق قباني”.

عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن، حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة “متى يعلنون وفاة العرب؟”، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.