شعر عن العلم والذِي يُعتبر الوسِيلة الوحيدة التي نُثري بها عقُولَنا ونُطوّر من خِلالها شخصيتنا ونرتقي عَن طريقه بمشاعِرنا الإنسانيّة، ونُواكِب به التطور والتقدّم الحَضاري والتراثي، والعِلمي لنعلُو بمجتمعاتنا نحو القِمم، حيثُ تغنّى شعراء الوطن العربي بالعلم وأهميّته التي عكست صورة واضِحة وصَريحة خَاطبت فِيها جميع العقول من الأعمار المُختلفة لضرورة العَلم والفَائدة التي يَعُود بها علينا، فالعلم هو النور الذي يُضئ لنا الطريق نحو النجاح ويقضي على الجهل، ويسهل علينا مواجهة الصعاب، والعلوم التي نتلقّاها في منابر العلم مختلفة وتتعدد مجالاتها وكل منها تكمل بعضها البعض وتكون حصيلة علمية ومعرفيّة من خلالها نُساعد بلادنا على التقدم والتطور ومُواكبة التكنولوجيا، في هذه فهرسة نعرض شعر عن العلم كتبه نُخبةٌ من شعراء الوطن العربي.
شعر عن العلم
جَمعنا لكُم فِي هذه السطور مجمُوعة مُميّزة من الأبيات الشّعرية التِي ألّفها وكتبها العديد من شُعراء الوطن العربي عن العلم، والذي له أهميّة كبيرة للفرد والمجتمع وقال الله تعالى في العلم: ” وقُل ربّي زِدني عِلمََا “، وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ” من سَلك طريقََا يلتمِسُ بِه علمََا سهّل الله له طريقََا إلى الجنة “.
شعر عن العلم وفضله
للعلم أهميّة وفضل كبير على الإنسان تتمثّل في مواكبة العلوم والمعرفة التي تُنمّي من شخصيته وتنير عقله وتجعله قادرََا على بناء مُستقبل زاهر ويبني لنفسِه أملََا مشرقََا يعيش عليه فِي جَميع مَراحِل حياته، وفي ذلك قال علي بن أبي طالب:
أَدَّبتُ نَفسي فَما وَجَدتُ لَها
- بِغَيرِ تَقوى الإِلهِ مِن أَدَبِ
في كُلِّ حالاتِها وَإِن قَصُرَت
- أَفضَلُ مِن صَمتِها عَلى الكَربِ
وَغَيبَةُ الناسِ إِنَّ غَيبَتَهُم
- حَرَّمَها ذو الَجَلال في الكُتُبِ
إِن كانَ مِن فِضَّةٍ كَلامُكِ يا
- نَفسُ فَإِنَّ السُكوتَ مِن ذَهَب
شعر عن العلم والجهل
الكُل منّا سَمِع بمقولة ” العلم يَبني بيوتََا لا عماد لها والجهل يَهدِم بيوت العزّ والكرم “، وهنا دلالة واضِحة على أهميّة العلم، وفي ذلك قال أبو العلاء المعري:
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيََا
- تجاهلت حتى ظن أني جاهلََا
وقال المتنبي:
فقر الجهول بلا عقل إلى أدب
- فقر الحمار بلا رأس إلى رسن
وقال الإمام الشافعي:
كم يرفع العلم أشخاصاً إلى رتب
- ويخفض الجهل أشرافاً بلا أدب
قال ابن الوردي:
في ازديادِ العلمِ إرغامُ العِدى
- وجمالُ العلمِ إصلاحُ العمل
شعر عن العلم والنجاح
الفرحة بالنجاح لا تُوصف، فهى تزرع سعادة في قلب ونفس الإنسان، وتبعث أملاً يَدفع صاحبه الى تحقِيق أحلامه وطموحاته.
ليس الجمال بأثواب تزيننا
- إنّ الجمال جمال العلم والأدب
وليس اليتيم من لا والدين له
- إن اليتيم يتيم العلم والأدب
كن ابن من شئت واكتسب أدباً
- يغنيك محموده عن النسب
حسود مريض القلب يخفي أنينه
- ويضحي كئيب البال عندي حزينه
يلوم علي إن رحت في العلم دائباً
- اجمع من عند الرواة فنونه
فيا عاذلي دعني أغالي بقيمتي
- فقيمة كل الناس ما يحسنونه
قد يجمع المرء مالاً ثم يسلبه
- عما قليل فيلقى الذل والحرب
وجامع العلم مغبوط به أبداً
- فلا يحاذر منه القوت والطلبا
شعر عن العلم نور
مَن يجمَع فِي عَقله العِلم والمَعرِفة يَقدِر عَلى مُواجَهة الصعاب، والظروف التي يواجهها في حياته بكل سهولة ويضع لها الحلول المناسبة، لذلك فالعلم نور يضئ لنا الطريق نحو الافضل دائمََا، وفي ذلك قَال المتنبي:
وما انتفاعُ أخي الدنيا بِناظِرِهِ
- إذا استَوَتْ عِندَهُ الأنوارُ والظُّلُمُ
أنا الذي نظَرَ الأعمى إلى أدبي
- وأسْمَعَتْ كلماتي مَنْ به صَمَمُ
أَنامُ ملءَ جفوني عَنْ شوارِدِها
- ويسهرُ الخلقُ جَرّاها وَيَخْتصِمُ
وجاهِلٍ مَدَّهُ في جَهْلِهِ ضَحِكي
- حتى أتتهُ يَدٌ فَرّاسةٌ وَفَمُ
إذا نظرتَ نيوب اللّيثِ بارزةً
- فلا تظنَنَ أَنَّ اللّيثَ يبْتسِمُ
ومُهْجَةٍ مُهْجتي مِنْ هَمِّ صاحِبها
- أَدْرَكتها بجَوادٍ ظَهْرُهُ حَرَمُ
رجلاهُ في الركضِ رجلٌ واليدانِ يدٌ
- وفعلُهُ ماتريدُ الكَفُّ والقَدَمُ
ومُرْهَفٍ سِرْتُ بين الجَحْفليْنِ بِهِ
- حتى ضَرَبْتُ وَمَوْجُ المَوْتِ يلتطِمِ
فالخيلُ و الليلُ و البيداءُ تعرفني
- والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
شعر عن العلم لاحمد شوقي
الشاعر أحمد شوقي من أشهر شعراء الوطن العربي الذين ألّفوا أشعاراً عن العلم والعلماء، وهُنا نعرض لكم بعضََا منها :
قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
- كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
- يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا
سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
- عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى
أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
- وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا
وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
- صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا
أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً
- وَاِبنَ البَتولِ فَعَلَّمَ الإِنجيلا
وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً
- فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا
عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا
- عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا
وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ
- في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا
مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت
- ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا
يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ
- بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا
ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم
- وَاِستَعذَبوا فيهاالعَذابَوَبيلا