أبجَديّات شعر قباني في الحب تَغرق فِي مِياه الغزل والعتَاب والشّوق والرومانسية، ولا سَبِيل للنّجاة، حيثُ القُوة والأصالة في هذا الشّعر تتمركَز فِي أنّ نامقها وكاتبها شَاعر قد خَاض تَجرُبة قاسِية قَبل أن يكُون قَلبُه قاذِف لتلك الأبيات الشّعرية بِحق بلقيس التي وافتها المنيّة إثر إنفجار في بيروت، وهذا ما شكّل ضَغط على نزار قباني لأن يفتح مصراعىّ يَديه عَلى الشّعر، وعلى الغزل في الحب، وممّا لا شكّ فِيه أنّ الحب هو لحظة يشعر فيها الشخص بأنّه معزول تمامََا عن هذا العالم ليعيش وحده مع شخص يحبه في عَالم من الأحاسِيس والمشاعر التي يكنّها نزار قباني في كلماته وعباراته.

اجمل شعر قباني في الحب

الحُب مِن الأشيَاء الجَمِيلة التِي تَدُوم وتبقى بالصّدق والوفاء، فالحُب فرصة ليُصبح الإنسان أفضل وأجمَل وأرقى الحُب هُو عطر الحياة، نزار قباني استغلّ ذلك وكتب الشعر.

من هو نزار قباني

قَد تقرأ شعره ولا تَعلم شَخصيّته، هو نزار قباني شاعر عربي سوري ولد في مدينة دمشق عام 1923 وتعتبر عائلة (قباني ) من العائلات العريقة في الشام وله واحد واربعون مجموعه شعرية حيث انه ابتدأ بكتابه الشعر العَامودي، ثُمّ انتقل الى الشعر الحر عرف عنه باحساسه العالي في الحب والعزل فهو من اشهر مِن كُتب الشّعر فِي الغزل وجَسد المرأه في قَصائِده.

شعر قباني في الحب قصير

في هَذا الطرح كان سيّد الموقف يتمثّل في قصيدة حب بلا حُدود كما يلي:

يا سيِّدتي:

كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي

قبل رحيل العامْ.

أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ

بعد ولادة هذا العامْ
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ

أنتِ امرأةٌ

صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ

و من ذهب الأحلامْ

أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي

قبل ملايين الأعوامْ

يا سيِّدتي:

يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ

يا أمطاراً من ياقوتٍ

يا أنهاراً من نهوندٍ

يا غاباتِ رخام

يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ

و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ

لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي

في إحساسي

في وجداني..في إيماني

فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ

يا سيِّدتي:

لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ
أنتِ امرأةً تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ

سوف أحِبُّكِ

عد دخول القرن الواحد و العشرينَ

و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ

و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ

و سوفَ أحبُّكِ

حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ

و تحترقُ الغاباتْ

شعر قباني في الحب والغرام

أبيات شعر خَطّتها كلتا يديّ نزار حِين أعلَم النّاس بأنّه عاشق، حَيثُ كتب ما يلي:

و وردةُ كلِّ الحرياتْ

يكفي أنت أتهجى إسمَكِ

حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ

و فرعون الكلماتْ

يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ

حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ

و ترفعَ من أجلي الراياتْ

لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ

لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي

لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ

لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ

لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ

حين يكون الحبُ كبيراً

و المحبوبة قمراً

لن يتحول هذا الحُبُّ

لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ

شعر قباني في الحب والغزل

أعلى مراتب الغزل كانَت بالحب سامقة ومِنه راشِفة، وعليه باحِثَة؛ لتكون واحدة من أجمل الخلجات كما يلي:

ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني

لا الأضواءُ

و لا الزيناتُ

و لا أجراس العيد

و لا شَجَرُ الميلادْ

لا يعني لي الشارعُ شيئاً

لا تعني لي الحانةُ شيئاً

لا يعنيي أي كلامٍ

يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ

شعر قباني في الحب والعشق

العِشق خط مُتوازي مِن الحُب ومعه، قد لا يَلتقِيا، ولكن لا يفترقان، وهو ما نَهذي به ونهتم.

حين تدقُّ نواقبس الأحيادْ

لاأتذكرُ إلا عطرَكِ

حين أنام على ورق الأعشابْ

لا أتذكر إلا وجهكِ

حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ

و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ

ما يُفرِحُني يا سيِّدتي

ن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ

بين بساتينِ الأهدابْ

ما يبهرني يا سيِّدتي

أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ

أعانقُهُ

و أنام سعيداً كالأولادْ

يا سيِّدتي:

ما أسعدني في منفاي

أقطِّرُ ماء الشعرِ

و أشرب من خمر الرهبانْ

ما أقواني

حين أكونُ صديقاً

للحريةِ.. و الإنسانْ

يا سيِّدتي:

كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ

و في عصر التصويرِ

و في عصرِ الرُوَّادْ

كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً

في فلورنسَا

أو قرطبةٍ

أو في الكوفَةِ

أو في حَلَبً

أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ

يا سيِّدتي:

كم أتمنى لو سافرنا

نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ

حيث الحبُّ بلا أسوارْ

و الكلمات بلا أسوارْ

و الأحلامُ بلا أسوارْ

يا سيِّدتي:

لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي

سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ

و أعنفَ مما كانْ

أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ

و في تاريخِ الشعْرِ

و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ