شعر عن الدنيا والنّاس قَاله أصدق الشّعراء رَسمُوه بأقلامِهم بأحدَاث وقصص عاشُوها في أيّام هَذِه الحَياة الفَانِية، والدّنيا هِي مُجرّد أيّام زائلة نَعيشُها فِي اختِبار مِن الله سبحانه وتعالى، فإن أحسنّا التّعامل مع هَذا الاختبَار وأخذنا منهُ جَمِيل العبر والدروس، فقد فُزنا فِي الحَياة الدائمة الباقية ألا وهي حَياة الآخرة، فالدّينا أيام نَعيشُها بِحُلوها ومرّها، بفَرحِها وحُزنِها، بِخَيبتِها وإنجازاتها، ولكِن لَيس كُل مَا نُقدّمه يَرقى لأن نَفُوز بِجنّة الآخرة، فالأعمال التِي نُقدّمها والشّهرة التِي نُحقّقها رُبّما يكُون الله سُبحانه وتَعالى راضي عنا أو غَاضِب عَلينا، لِذَلك يتوجّب منّا أن نَفهم الهَدف مِن وجودنا فِي الدّينا، فمَن عاشها وأدّى الواجبات المفروضة عليه؛ فقَد نَعِم برِضَى الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم في الحياة و الآخرة، هُنا اخترنا لكم شعر عن الدنيا والناس مُعبّر جدََا.
شعر عن الدنيا
الله سُبحانه وتعالى خَلقنا في هذه الدنيا ليس للتّمتع بِملذّاتها وشَهواتها، وإنّما هُو اختباٌر مِنه سُبحانه وتعالى للتقوى والإيمَان، والقُدرة على الاستمرار في عبادته، وتعلم تعاليم وأحكام ديننا الحنيف الذي يجب أن نتّبعه.
شعر عن الدنيا والناس
قال الشّعراء في الدنيا والناس أبيات مِن الشعر جميلة ومُعبّرة وثّقُوها بأقلامِهم على صفحاتهم من خلال أحداث عاشُوها ومَشاهد رأوها وسمعوها:
النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت
إِنَّ السَلامَةَ فيها تَركُ ما فيها
لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها
إِلّا الَّتي كانَ قَبلَ المَوتِ بانيها
فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها
وَإِن بَناها بَشَرٍّ خابَ بانيها
أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً
حَتّى سَقاها بِكَأسِ المَوتِ ساقيها
أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها
وَدورُنا لِخرابِ الدَهرِ نَبنيها
كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت
أمسَت خَراباً وَدانَ المَوتُ دانيها
لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ
مِنَ المَنيَّةِ آمالٌ تُقَوّيها
فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها
وَالنَفسُ تَنشُرُها وَالمَوتُ يَطويها
شعر عن الدنيا والاخلاق
الدينا تُمثّل للإنسَان السّمعة الحسنة التي يفُوز بِها باحتِرام النّاس وتَقدِيرهم ورِضى الله ورسوله الكريم، والأخلاق هِي سِمة مَطلُوبة، وصِفة نَبِيلة يفُوز بِها الإنسان في الحياة وفي ذلك قال علي بن أبي طالب:
إن المكارم أخلاق مُطهرة
فَالدِّيْنُ أَوَّلُها والعَقْلُ ثَانِيها
وَالعِلْمُ ثالِثُها وَالحِلْمُ رابِعُها
والجود خامِسُها والفضل سادِيها
والبرّ سابعها والصّبر ثامنها
والشُّكرُ تاسِعُها واللِّين باقِيها
والنّفس تعلم أنّي لا أصادقها
ولست أرشد إلا حين أعصيها
شعر عن الدنيا حزين
ليسَ كُل الأيّام تحملُ لنا السعادة والفرح، وكما ذكرنا أنّ الدنيا هِي اختِبار من الله سبحانه وتعالى، والكُل منا مُعرّض للخطأ والحزن، ولكِن يَجِب عَلينا أن نتحلى بالإيمَان والصّبر حتّى نَفُوز بِرضَي الرّحمن وننعم بحياة كريمة بَعد كُل مُعاناة عشناهَا صبرنا وأوكلنا أمرنا لله الواحِد الأحد، وفي ذلك يقول الامام الشافعي:
دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَلُ مَا تَشَاءُ
وَطِبْ نَفْساً إِذَا حَكَمَ القَضَاءُ
وَلا تَجْزَعْ لِحَادِثَةِ اللَّيَالِي
فَمَا لِحَوَادِثِ الدُّنْيَا بَقَاءُ
وَكُنْ رَجُلاً عَلَى الأَهْوَالِ جَلْداً
وَشِيمَتُكَ السَّمَاحَةُ وَالوَفَاءُ
وَإِنْ كَثُرَتْ عُيُوبُكَ فِي البَرَايَا
وَسَرّكَ أَنْ يَكُونَ لَهَا غِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاءِ فَكُلُّ عَيْبٍ
يُغَطِّيهِ كَمَا قِيلَ السَّخَاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعَادِي قَطُّ ذُلاً
فَإِنَّ شَمَاتَةَ الأَعْدَاءِ بَلاءُ
وَلا تَرْجُ السَّمَاحَةَ مِنْ بَخِيلٍ
فَمَا فِي النَّارِ لِلظَّمْآنِ مَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُ التَأَنِّي
وَلَيْسَ يَزِيدُ فِي الرِّزْقِ العَنَاءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلا سُرُورٌ
وَلا بُؤْسٌ عَلَيْكَ وَلا رَخَاءُ
إِذَا مَا كُنْتَ ذَا قَلْبٍ قَنُوعٍ
فَأَنْتَ وَمَالِكُ الدُّنْيَا سَوَاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِ المَنَايَا
فَلا أَرْضٌ تَقِيهِ وَلا سَمَاءُ
وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ وَلكِنْ
إِذَا نَزَلَ القَضَا ضَاقَ الفَضَاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَمَا يُغْنِي عَنِ المَوْتِ الدَّوَاءُ
شعر عن الدنيا الغدارة
في الدّنيا يَعِيش الإنسَان بحُسن الصّفات والأسلوب الكريم بأخلاقه، وهُناك أيضََا الإنسَان الشرير الذي لا فَرق عنده في خداع الناس وغدرهم والتسبب بألمهِم، لذَلك يتوجّب علينا الحذر دومََا من هؤلاء الناس الذين لا رَحمةَ ولا شَفقة.
ماذا تريد من الدّنيا تُعنّيها
أما ترى كيف تفنيها عواديها
غدّارة ما وفت عهداً وإن وعدت
خانت وإن سالمت فالحرب توريها
ما خالصتك وإن لانت ملامسها
ولا اطمأنّ إلى صدقٍ مصافيها
سحرٌ ومكرٌ وأحزانٌ نضارتها
فاحذر إذا خالست مكراً وتمويها
وانفر فديتك عنها إنّها فتن
وإن دعتك وإن زانت دعاويها
كذّابة في دعاويها منافقة
والشّاهدات على قولي معانيها
تُريك حُسناً وتحت الحسن مهلكة
يا عشقيها أما بانت مساويها
نسعى إليها على علم بسيرتها
ونستقرّ وإن ساءت مساعيها
أمٌّ عقوقٌ وبئس الأمّ تحضننا
على غذاء سموم من أفاعيها
بئس القرار ولا ننفكّ نألفها
ما أعجب النّفس تهوى من يعاديها
تنافس النّاس فيها وهي ساحرة
بهم وهمهم أن يهلكوا فيها
يجنون منها على مقدار شهوتهم
وما جنوه ذعاف من مجانيها
من الذي لم ترعه من طوارقها
وأيّ نفس من البلوى تفاديها
كلّ البريّة موتور بما فتكت
لا ثأر يؤخذ لا أنصار تكفيها
شعر عن الدنيا وهمومها
الله سُبحانه وتعالي خَلق الإنسان فِي أحسَن تقوِيم، ومَيّزه عَن سَائِر المَخلُوقات بعقله الذي يُفكّر فِيه وقَلبه الذِي يَسع للمَحبّة والصفات النبيلة التي هي من شِيم الإسلام، فيجبُ علينا أن نَصبِر على ما أصابنا وأن نَعلم أنّ الله إذا ابتلى عبدََا أحبّه.
أَلْهَتْكُمُ الدُّنْيَا عَنِ الآخِرَهْ
وهِي َ مِنَ الجَهلِ بِكُم ساخِره
وَغَرَّكُمْ مِنْهَا وَأَنْتُمْ بِكُمْ
جُوعٌ إِلَيْهَا قِدْرُهَا الْبَاخِرَهْ
يَمْشِي الْفَتَى تِيهاً، وَفي ثَوْبِهِ
مِنْ مَعْطِفَيْهِ جِيفَة ٌ جَاخِرَهْ
كَأنَّهُ فى كِبرهِ سادِراً
سَفينَة ٌ في لُجَّة ٍ ماخِرَه
كَم أنفسٍ عَزَّت بِسلطانِها
فِيما مَضَى وَهْي إِذَنْ داخِرَهْ
وعُصبة ٍ كانَت لأِموالِها
مَظِنَّة َ الْفَقْرِ بِها ذَاخِرَهْ
فَأَصْبحَتْ يَرْحَمُهَا مَنْ يَرَى
وَقَدْ غَنَتْ في نِعْمَة ٍ فَاخِرَهْ
فَلا جَوَادٌ صَاهِلٌ عَزَّهُمْ
يَوْماً، وَلاَ خَيْفَانَة ٌ شَاخِرَهْ
بَل عَمَّ دُنياهُم صُروفٌ، لَها
مِنَ الردَى أودِيَة ٌ زاخِره
يأيُّها النَّاسُ اتَّقوا رَبَّكم
وَاخْشَوْا عَذَابَ اللَّهِ والآخِرهْ
أنتُم قعودٌ ، والرّدَى قائمٌ
يُسْقِيكُمُ بِالْكُوبِ وَالصَّاخِرَهْ
فانتبِهوا مِن غَفلاتِ الهوى
وَاعْتَبِرُوا بِالأَعْظُمِ النَّاخِرَهْ
شعر عن الدنيا الفانية
يَجبُ عَلينا أن نتحلّى بالإيمَان والتّقوى ومخَافة الله، وأن نَبتعِد عَن ملذّات وشَهوات هذه الدنيا لأنّها فَانِية، وفي الحياة الآخرة يعوضنا الله خيرََا عن صبرنا.
تزوّد من التّقوى فإنّك لا تدري
إذا جُنّ ليلٌ هل تعيشُ إلى الفجر
فكم من عروس زينوها لزوجها
وقد قبضت أرواحهم ليلة القدر
وكم من صغار يُرتجى طولُ عُمرِهم
وقد أدخلت أرواحهم ظلمة القبر
وكم من صحيح مات من غير علّة
وكم من سقيم عاش حيناً من الدّهر
وكم من فتى أمسى وأصبح ضاحكاً
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم ساكنٍ عند الصباح بقصره
وعند المساء قد كان من ساكن القبر
فداوم على تقوى الإله فإنّها
أمان من الأهوال في موقف الحشر
تزود من التقوى فانك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
شعر عن الدنيا قصير
قال نُخبةٌ مِن الشّعراء والصحابة في الدّنيا الكثير من الأبيات الشعريّة، ومنها:
شعر أبو العتاهية
- أصبحتُ والله في مضيق
هل منْ دليلٍ على الطّريقِ
أفٍّ لدنيا تلاعبتْ بي
تلاعبَ الموج بالغريقِ
أصبتُ فيها دُريهماتٍ
فبغضتني إلى الصّديقِ
- وقال أيضا :
نظرت إلى الدّنيا بعين مريضة
وفكرة مغرور وتدبير جاهل
فقلت هي الدّنيا التي ليس مثلها
ونافست منها في غرور باطل
وضيمت أحقاباً أمامي طويلة
بلذّات أيّام قصار قلائل
- وقال أيضا :
عش ما بدا لك سالماً
في ظل شاهقة القصور
يسعى عليك بما اشتهيت
لدى الرَّواح وفي البكور
فإذا النّفوس تقعقعت
في ضيق حشرجة الصّدور
فهناك تعلم موقنا
ما كنت إلا في غرور
شعر عن الدنيا والموت
الدنيَا هِي أيّام وليالي وعُمر طَوِيل نَعيشُه، وهِي اختِبار مِن الله لإيمَاننا وعبادتنا له والالترام بِتعالِيم الدين الإسلامي الحَنِيف، وبَعد الدّينا يأتي المَوت، وفِيه نَجنِي ثمرة عيشنا في الدنيا.
- نبكي على الدّنيا وما من معشر
جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الأكاسرة الجبابرة الألى
كنزوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
من كل من ضاق الفضاء بجيشه
حتّى ثوى فحواه لَحْدٌ ضيّق
عجباً عجبت لغفلة الإنسان
قطع الحياة بذلّة وهوان
فكرت في الدّنيا فكانت منزلاً
عندي كبعض منازل الرّكبان
مجرى جميع الخلق فيها واحد
فكثيرها وقليلها سيّان
أبغي الكثير إلى الكثير مضاعفاً
ولو اقتصرت على القليل كفاني
لله در الوارثين كأنّني
بأخصهم مُتبرّم بمكاني
قلقاً يجهّزني إلى دار البلا
مُتحفّزاً لكرامتي بهوان
مُتبرّئاً حتّى إذا نشر الثّرى
فوفى طوى كشحاً على هجراني
ابيات شعر عن الدنيا
فِي الدّنيا تغنّى الشّعراء بأجمَل وأروع الكَلِمات والعِبارات التِي تَرقى لأسمي المعاني والحكم، وتُبيّن الجوانب الجميلة والسّيئة في الحَياة، وفي ذلك قال بعض الشعراء:
تزود من الدّنيا فإنّك لا تبقى
وخذ صفوها لمّا صفوت ودع الزّلقا
ولا تأمننّ الدّهر إنّي أمنتُهُ
فلم يبق لي خِلّاً ولم يرعَ لي حقاً
قتلت صناديد الملوك فلم أدَعْ
عدوّاً ولم أهمل على ظنّه خلقاً
وأخليت دار الملك من كل بارع
فشرّدتهم غرباً ومزّقتهم شرقاً
فلمّا بلغت النّجم عزّاً ورفعةً
وصارت رقاب الخلق أجمع لي رِقّاً
رماني الرّدى رمياً فأخمد حمرتي
فها أنا ذا في حفرتي مفرداً ملقى
فأفسدت دُنياي وديني جهالة
فما ذا الذي مني بمصرعِه أشقى
- هي الدّنيا تقول لمن عليها
حذار حذار من بطشي و فتكي
فلا يغرركم حسن ابتسامي
فقولي مُضحك والفعل مُبكي
- يا جامعاً لاهياً والدّهر يرمقه
مُفكّراً أيّ باب عنه يغلقه
جمعت مالاً فقل لي هل جمعت له
يا غافل القلب أيّاماً تفرقه
- طلبتك يا دنيا فأعذرت في الطّلب
وما نلت إلا الهمّ والغمّ والنَّصَبِ
وأسرعت في ذنبي ولم أقضِ حسرتي
هربت بذنبي منك إن نفع الهرب
و لم أرَ حظّاً كالقنوع لأهله
وإن يحمل الإنسان ما عاش في الطّلب
- إِذا امتحنَ الدّنيا لبيبٌ تكشفَتْ
له عن عدوٍ في ثيابِ صديقِ
- انظرْ إِلى لاعبِ الشّطرنج يجمعُها
مغالباً ثم بعدَ الجمعِ يرميها
كالمرءِ يكدحُ للدّنيا ويجمعُها
حتّى إِذا ماتَ خَلاَّها وما فيها
- إذا الدّنيا تأمَّلَها حكيمٌ
تبيّنَ أنّ معناها عبورُ
فبينا أنتَ في ظِلِّ الأماني
بأسعدِ حالةٍ إِذا أنتَ بورُ
- كنْ كيفَ شئتَ فما الدّنيا بخالدةٍ
ولا البقاءُ على خلقٍ بمضمونِ
- ليستْ حياةُ المرءِ في الدّنيا سِوى
حلمٍ يجرُّ وراءَه أحلاما
والعيشُ في الدّنيا جهادٌ دائمٌ
ظَبْيٌ يصارعُ في الوَغَى ضِرْغاما
- وما نيلُ المطالبِ بالتّمني
ولكن تُؤخذُ الدّنيا غِلابا
وما استعصى على قومٍ منالٌ
إِذا الأِقدامُ كانَ لهم ركاب
- خذ ما استطعت من الدّنيا وأهليها
لكن تعلّم قليلاً كيف تُعطيها
كم وردة طيبها حتّى لسارقها
لا دمنة خبثها حتّى لساقيها
- ليتَ لي أن أعيشَ هذهِ الدّنيا
سَعيداً بِوَحْدتي وانفرادي
أَصرِفُ العْمْرَ في الجبالِ
وفي الغاباتِ بينَ الصنوبّر الميّادِ
ليس لي من شواغل العيش ما
يصرفُ نفسي عن استماعِ فؤادي
أرقبُ الموتَ، والحياة
وأصغي لحديثِ الآزال والآبادِ
وأغنيّ مع البلابل في الغابِ
وأصغيِ إلى خرير الوادي
وَأُناجي النُّجومَ والفجرَ، و
الأَطيارَ والنّهرَ، والضّياءَ الهادي