هل حَقّاََ مَا زِلتَ بَيننا بِما قُلته يَا شافِعيّ، وهَل هُناك ما هُو أكثرُ ضَراوةََ مِن شعر الامام الشافعي ليُسمع؟، لعلّ تِلك الأسئلة تَحمِل فِي طيّاتِها الحُب والمودّة للتعرف على ما يقتَنِيه ويحمله من شغفِِ ومِن أكاليلِ التّنوع التي سَبق وأن ذكرها الإمام الشافعي المَعرُوف بُورعِه والمَعرُوف بدقّة كَلِماته التِي لا شَبِيه له فِيها، وعَلى ذَلِك نَجِد أنّ شعر الامام الشافعي في عدّة مَجالات ومُتنوّع الأنواع حَاضرٌ بكُلّ دِقة، وبكُلّ شَغف، وبكل أمر ورِيد، ويُؤمن الكثير من الأفراد بما في شعر الامام الشافعي من كلِمَات تَصِف العديد من الحالات والحوادث والقَصص الواقعية التي حَدثت فِي تارةََ مِن التارات وفي يوم من الأيام.

نبذة عن شعر الامام الشافعي

ما يَخُص شعر الامام الشافعي، هُو بالأساس ما يخُص الوريد من دماء، حيثُ كَان هذا الشيخ العلّامة صَاحِب المَذهب الشّافعي واحد من الرّكائز الأساسية المُعتمدة في طرح كلمات الشعر والخاطرة.

حياة الامام الشافعي

لعلّ النّبذة الشخصية لهذا الشّيخ واضِحَة لعدّة أسُس نتعرّف عَليها ها هُنا، حيثُ أنّ أبوه هو محمّد بن إدريس بن العبّاس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد بن قصي بن كلاب بن مرة، وينتسب الشافعي إلى الرّسول عليه السلام من عبد قصي بن كلاب، أمّه هي فاطمة بنت عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهذا يدلّ على نسبه الطيّب.
كما وقد ذُكر بهذا الصدد أنه ولد الإمام الشافعي في عام 105 هجري، وهو العام العظيم الّذي توفّي فيه الامام أبو حنيفة في عسقلين الواقعة في فلسطين، ونشأ في أسرة فقيرة لم تكن قادرة على دفع تكاليف دراسته، إلّا أنّ الإمام كان يساعد المعلّم في تدريس باقي الطلاب ممّن كانوا معه وبالتّالي كان يدفع بهذه الطريقة رسوم دراسته عن طريق تدريسه لزملائه الطلّاب، وعندما كان في الثانية من عمره أخذته والدته إلى قبيلة في الحجاز كانت تسكن اليمن، وأبقته والدته هناك حتى أصبح عمره عشر سنوات، ثمّ جاء الوقت الّذي شعرت الوالدة فيه أنّ العائلة في خطر فأخذت ابنها إلى مكّة المكرّمة.

اساتذة الامام الشافعي

لم يصِل الإمام الشافي إلى ما وصل إليه أساتذته، فَقد كاَن لهُ الكثير من الأساتذة البارِزين، مِنهُم: مُسلِم بن خالد آل زنكي (مُفتي مكة المكرمة خلال سنة 180هجرية )، وسفيان الهلالي (واحِد من أهمّ أهل العلم في ذلك الوَقت في مكة المكرمة)، وإبراهيم بن يحيى (أحد علماء المدينة المنورة)، ومالك بن أنس ( وكَان الإمام الشّافعي يقرأ الحديث لمالك بن أنس بعد حفظه من كتابه )، ووكِيع بن الجراح بن مليح الكوفي، ومحمّد بن الحسن (هو باحث من البصرة، وطالب متميّز للإمام العظيم أبو حنيفة )، وحمّاد بن أسامة الهاشمي الكوفي، وعبد الوهاب بن عبد المجيد البصري.

السمات الفنية التي امتازت بها لغة الامام الشافعي

عدة وبوتقة من السّمات امتَاز بِها الإمام الشّافعي كَانت كَما التالي:

  1. له أسلوب بَلِيغ فِي الكَلام ومَعرِفة وفِيرَة فِي اللغة العربية.
  2. له بَصِيرة عَمِيقة في الحديثُ وفهم الرّوايات الحقيقيّة.
  3. الفِهم العَمِيق لمبادئ الفقه والحَديث.

كتابات الامام الشافعي

وللشّافعي كذلك إلى جَانِب روايات عِدّة كتب كما يلي:

  • الرسالة القديمة.
  • الرسالة الجديدة.
  • اختلاف الحديث.
  • اختلاف مالك و الشافعي.
  • فضائل قريش.
  • كتاب السنن.
  • اعجازالقران الكريم.
  • فرض القانون.

شعر الامام الشافعي

هذا وقَد امتدّ شعر الإمام الشّافعي لكَثِير مِن المَواضِيع فألّف في الحبّ وحُبّ آل البيت، و الصداقة والحكمة.

شعر الامام الشافعي عن العلم

  • توكّلتُ في علمي على اللهِ خالقي
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكَّ رازقي
وما يكُ منْ رزقي فليسَ يفوتني
ولو كانَ في قاعِ البحارِ العوامقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُ بفضلهِ
ولوْ لمْ يكنْ مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيئٍ تذهبُ النفسُ حسرةً
وقدْ قسّمَ الرحمنُ رزقَ الخلائقِ
  • تموتُ الأُسودُ في الغاباتِ جوعاً
ولحمُ الضأنِ تأكلهُ الكلابُ
وعبدٌ قدْ ينامُ على حريرٍ
وذو نسبٍ مفارشهُ الترابُ

شعر الامام الشافعي عن الموت

والموت مِن المُفارقات التي اهتمّ بِها الإمام الشافعي، حيثُ ذُكِر بصَددِها ما يلي:

  • الدّهرُ يومان ذا أمنٌ وذا طرُ
والعيشُ عيشانِ ذا صفوٌ وذا كدرُ
أما ترى البحرَ تعلو فوقهُ جيفٌ
وتستقرُّ بأقصى قاعهِ الدررُ
وفي السماءِ نجومٌ لا عدادَ لها
وليسَ يكسفُ إلا الشمسُ و القمرُ

قصائد الشافعي في الحب

وللقَصائد مَوارد مِن الجَمال، ومِنها الحُب، حيثُ للشافعي أبيات شعريّة كثيرة عن الحب، ولعلّ أبرز قصص الشافعي عن الحب هي قصّته مع الشاب الّذي مات بسبب الحب، فقد كان الإمام الشافعي يمشي فى الطّريق حيث وجد حجراً مكتوبٌ عليه بيت الشّعر التالي:

يا معشر القوم بالله خبّروني

إذا حلّ العشق بالفتى كيف يصنع

فردّ الشافعي على كاتب البيت وكتب على الحجر

يُداري هواه ويكتم سرّه

ويخشع فى كلّ الأمور ويخضع

وبعد فترة عاد الإمام الشّافعي إلى نفس المكان فوجد الحجر مكتوباً عليه

إذا لم يجد صبراً لكتمان سرّه

فليس له شيء سوى الموت ينفع

وبعد فترة وجيزة كتب الشاب الأبيات التالية

سمعنا وأطعنا ثمّ متنا فبلّغوا

سلامي إلى من كان للوصل يمنع

هنيئاً لأرباب النّعيم نعيمهم

ولشقّ المسكين ما يتجرّع .

شعر الامام الشافعي عن الحسد

وعن خِضَمّ الحسد كان الرّونق مَشمُول بالكَثِير مِن الدّقة والهواس كما يلي:

و داريتُ كلَّ النَّاسِ لكنْ حاسدي * * * مُداراتُهُ عَزَّتْ و عزَّ مَنالّها
و كيف يُداري المرءُ حاسـدَ نعمةٍ * * * اذا كان لا يُرضيهِ الّا زوالُها

شعر الامام الشافعي عن الام

وهَل بَعد الأم مِن مَورِد نرتَشِف منه العبارات وأكاليل الورد، لربّما يكُون هناك، ولربما لا كما التالي:

وَاخْـضَـعْ لأُمِّــكَ وَارْضِـهَـا فَعُقُـوقُـهَـا إِحْـدَى الكِبَــرْ

ولعل هذا البيت الكثير من القصص الغريبة التي كانت حائل بين الامام الشافعي وبين أن تكون مجهولة لما في هذا البيت من أحقية ومن جمال بمدح تلك السيدة وهي الأم.

وفاة الامام الشافعي

وكنِهاية كُل فَرد المَوت بإنتِظار الجَسد، حيثُ مَرض الإمام الشافعيّ في نهاية حياته، ووافته المنيّة في مصر ليلة الخميس في آخر يومٍ من رجب، ودفن فِي القاهرة يوم الجمعة أي في 204 هجرية في عام (819/820 م)، ويمكن زيارة مسجده في القاهرة في حيّ الشافعي.