الفرق بين الحب والعشق، كالفَرق بَين المَشرِق والمَغرِب أو أكثَرُ ضَراوةََ، حيثُ السّعادة تدُكّ فِي مَيادين الجَمال والحُب والمَودّة، والتي علا شأنِها نَعلُوا ونَعلُوا مُقدّمين أبرَع ثَكلات الحُب والعِشق والتّوضيح والجمال، وعلى مُغترَبِ الأمر نَجِد أنّ الفرق بين الحب والعشق ليس بكثِير ولَيس بعديد، حيثُ وممّا لا شكّ فيه أننا نعتبر هذا الأمر واحد من المدهلسات التي نهتم بها ونجد لها الجمال والمودة في الإثراء، والفلسفة الغربية قائمة على الفصل بين الحب وبين العشق، ولكن الأمر المشاهد هو أن العشق أعلى مراتب الحب وما الحب إلا بداية تلك الطرق التي نهتمّ بِها ونَشتمل فيها على معترك المودة.

 الفرق بين الحب والعشق

قِيعان النّبيذ تتلاقى على الحُب وترتشِف مَع سامِق الوَجل مِن الذّهب من عبارات الحُب والعشق، وما بَينهما من سلسلة من الفلسفة الصّائلة الجائلة في الميادين.

الحب

الحُب وما أدراك ما كَلمة الحب، وما فِيها من حَاء ومِن بَاء، حيثُ هُو ذَلِك الشّعور الداخلي الذي يُوجَد في كُلّ مَكان وزمان يَبحثُ عَن الفُرصه ليتسلّل إلى قلب وفكر الإنسان.

فالحُب يُداعِب الإحساس، ويَجعل العين لا ترى إلا مَا فِي دَاخِل قَلبة، فبإمكَان الحُب أن يَترُك بَصمة فَرح أو حتّى بصمَة حُزن شبه الحب في البحر؛ لأنّه يغُوص في قلب حبيبة ويغرق دون أن يعلم ولا يرى نفسة إلا في وسط البحر.

الحُب له معاني وتَعارِيف عديدة تختلف من شخص لآخر، ومِن عَاشِق لآخر، فكُل حبيب له تفسير جديد للحُب على حسب ما يعيشه من حياة الحب، قيل في الحب جنون، أشواق، لَهفة وفُتون، أهازيج، ضحكات….إلخ، حيثُ أنّ الحُب غَيث لصحراء قَاحله، بَدر لسماء مِلأتها الغُيوم، نُور لِعَين أغشتها الهُموم، الحُب إحسَاس سما عَلى الكلمات وصفا، رُوحين جمعتهما أشواق، مودّة، احتِرَام و حَنِين، قَلبين أصبح كِلاهما للآخر حصنٌ أمين الحب هو انتعيش حياة محبوبك بفكرك و قَلبك و شعورك كما يعيشُها هو، الحب أن يرى المُحبّان الحياة كلاهما بعين محبوبه، الحب انصِهَار قَلبين و اتحاد روحين لتكُون قلب وروح يجمعهما جسدين.

العشق

وما العِشق إلَّا العشق المجنُون، حيثُ هُو مَسلك خطير لا يُنصح بالدخول فيه، لأنّه من المعروف أنّه يأتِي مِن غَير سَابِق إنذار ولا يدُق الأبواب، وأيضََا يُقال أن العشق داء ليس له دواء، فهو يودي إلى الهلاك، فهو مليء بالألم والأمال والأخطار والأهوال.

فللعشق أنواع لأنّه يَقع بين طرفين عاشق ومعشوق فله أربع أنواع
أولاََ :
عشق الرّجال للنساء: وهَذا العِشق الأغلب، لأنّ الرجال عشقهم لا حدّ له، ولا مشكلة أن يودي بنفسة الخطر من أجل معشوقته.
ثانياََ :
عِشق النّساء للرجال: وهَذا النوع من العشق قليل لمَا فِيه من صِفَات النساء (الخجل والتمنع).
ثالثاََ :
عِشق الرجال للرجال: وهَذا العِشق مُنتشِر إلّا أنّه يُعرف بالشذوذ الجِنسي.
رابعاََ :
عشق النساء للنساء: كان هَذا العشق نادرآ جدآ، إلا أنه في هذه العصور منتشر بشكل واسع.

اسباب العشق

هناك أسبَاب عدِيدة للعِشق، حيثُ تَالي البُنود من أهمّ أسباب العشق:

  1. الإعراض عن الله عزوجل.
  2. الجهل بأعراض العشق.
  3. الفراغ.
  4. وسائل الإعلام.
  5. التقليد الأعمى.

الفرق بين الحب والعشق

وإلى هُنا نَصِل إلى نِهايَة الخُلاصة، وهى أنّ الذي يُحبّ يَستطِيع التّحكم بِعَقله وقَلبه، والذِي يَعشق لا يَستطِيع التّحكم لا بعقله ولا بقلبه، ويصعُب عليه التحكم فيه.