الوحدة مِن المَشاعِر الأقسى التي يُمكِن أن تُجلِب للإنسان الحُزن والكآبة، لذلك نطرح شعر عن الوحدة للتّعبير عن ألم الوحدة، فالعَدِيد مِن الأمور والمشاكل الحياتية المؤثّرة والمُتكرّرة فِي حَياة كُل شَخص لها التّأثير الكَبِير عَلى حَياة الفرد، فالهم والحُزن والغَم مِن الأمُور التِي تُؤدّي بالإنسان إلى الشعور بالوحدَة، ممّا يلجأ الإنسان إلى الوحدة وعدم الإختلاط بأيّ أحد سَواء مِن الأهل أو الأصدقاء، ويَفقِد تواصله مَع العَالم الخارجي، وفيه مُمكِن أن يَصِل الإنسَان إلى الإحباط والكآبة، وهو أمر يُؤدّي إلى الإنتحار، فهنا فِي مقالنا نستعرض بَعض شعر عن الوحدة المُعبّر عمّا بداخل الإنسان من ألم وحزن.

شعر عن الوحدة

الوحدة أيضاً ألّا تجد صديقاً يحبّك ويكون عوناً لك، وأن تمضي العمر بلا حبيب يفهمك تشكو له الآمك ومعاناتك وتتقاسمان هذه الآلام معاً، هي ألّا تجد السّعادة والهناء في علاقتك مع من تحبّ إذا قابلك بالصّد والهجران.

  • أنا اللّي مالي خليل، أنا اللّي وحيد بدنيتي

أنا اللّي في الهمّ ابتليت، أنا من البعد عانيت

يا رب وين أروح بهمّي؟

يا رب من غيرك يساندني بوحدتي؟

أنا من هالحياة ملّيت

لا صديق، ولا خليل، أجل، وش أبي بدنيتي

ما ابي غير أنيس يونسني بوحدتي

يكفي إنسان يفهمني وأفهمه

يا رب مالي غيرك يساندني بوحدتي.

  • تقتل الوحدة بعد فرقة الأحباب

ينزف لها دمعي والجرح ما طاب

يشتكي قلبي الوجع بعد ما غاب

غيبته خلّت الهمّ دايم.

  • آه، وآه، ثمّ آه، ولا عتاب

آه وقلبي شكا وألسبه الأقراب

فاتح لهم قلبي فتح الكتاب

أهملوا حبّي وأهملوا إنّي هايم

قطعوا قلبي المحبّ تقطيع الأنياب

شرّدوه وضاع في دنيا الأغراب

ليه يا دنيتي الكلّ كذّاب

ولا في دنيتي للصدق جايب

ما غير قلبه الوفي بحبه ينساب

يروي ويشفي ألم ما كان منصاب

هو عديل الرّوح، هو كلّ الأحباب

قلبي يحبّه ومنه ما هو تايب

لاح نور الأمل بطرق الأبواب

أبواب ربّي وهو ربّ الأرباب

يعطي ويمنح ولا والله ما خاب

من قصد ربّي مجيب الطلّايب

  • جلست على السّكون

بانتظار انتهاء بؤسي انتظر الغدّ السّعيد يأتي

على المشارف العاليات أطوف نظري على السّنبلات المنهكات أحدّق بصمتي

أين الأمل؟ ماذا هناك؟ ما الأمر؟

لعلّي الآن أقضي الوقت لكن أين أمضي سنون عمري؟ تمرّ أمامي وهي تجري

أين الأمل ما الذي حدث لصبري؟ يا بحراً أسوداً يكاد يضيع في طيّاته الأمل

يا شخصاً أخرقاً لم يعرف كيف يتقن اللّعبة، يا عصفوراً مكسور الجناح أضناه السّهر

يا حلماً ضاع منّي، محي من قلبي، يا جبلاً أتاه الرّيح فتركه ثرى يسري

على جنبات الحقول وضفاف النّهر تلهث نفسي

يا شوقاً للماضي يدفعني ويمضي عليّ ليتركني بين الحسرة والشّوق

أين الأمل؟ ما زلت لا أدري

  • الوحدة اللّي شناها كل خلق الله

أنا أشهد أنّي بها متونّس وسالي

أسبح معها وأسلّي القلب وأدلّه

الصّدر لا منها ضاقت بي أحوالي

أرحل عن الواقع اللّي خاطري مَلَّه

وأسرح بدنيا الخيال وينشرح بالي

أبعد عن جموع ربعي وأترك الشّلة

وأغيب في عالمي وبجوّي لحالي

  • ما أصعب أن تبكي بلا دموع

وما أصعب أن تذهب بلا رجوع

وما أصعب أن تشعر بالضّيق

وكأنّ المكان من حولك يضيق

ما أصعب أن تتكلّم بلا صوت

أن تحيا كي تنتظر الموت

ما أصعب أن تشعر بالسّأم

فترى كلّ من حولك عدم

ويسودك إحساس النّدم

على إثمٍ لا تعرفه، وذنب لم تقترفه

ما أصعب أن تشعر بالحزن العميق

وكأنّه كامنٌ فى داخلك ألم عريق

تستكمل وحدك الطّريق

بلا هدف، بلا شريك، بلا رفيق

وتصير أنت والحزن والنّدم فريق

وتجد وجهك بين الدّموع غريق

و يتحوّل الأمل الباقى إلى بريق

ما أصعب أن تعيش داخل نفسك وحيد

بلا صديق، بلا رفيق، بلا حبيب

تشعر أنّ الفرح بعيد

تعانى من جرح لا يطيب

جرح عميق جرح عنيد

جرح لا يداويه طبيب

ما أصعب أن ترى النّور ظلام

ما أصعب أن ترى السّعادة أوهام

وأنت وحيد حيران

  • دعيني أنفرد بسماء الوحدة

وأتمتّع بجراحي وأحزاني

ولتكن دموعي هي شرابي

وليكن سواد اللّيل هو لوني

  • لا لست وحيداً

أنا هنا وسط أحزاني

كم فقدت من عمري

وأنا لازلت أجهل أين أمضي

هل ستنتهي الحياة وأنا هنا؟

إلى أين الطّريق؟

أنا واقع بين ابتدئي وانتهائي

ما تنتظر ولا تبالي

أنت محقٌّ، فليمت الحبّ فيّا ولتعش أحزاني.

  • أميل للعزلة وأبعد عن النّاس

ما بي عيون النّاس تنظر لحالي

قلبي من الأحزان تايه ومنحاس

وعيني تهلّ الدّمع يا عز تالي

ما عدت أواطن عقب فرقاه جلّاس

من حزني ياللّي ما عطاني مجالي

جوّ السّعاده لي تبّدل بالأتعاس

من يوم عني أبعدتك اللّيالي

أصيح باسمك كلّ ماهب نسناس

لجت بريحك لي هبوب الشّمالي

وأذرف دموع الوجد وأقول لا بأس

ومن القهر تصفق يميني شمالي

عزّت علي فرقاك يا عديم الأجناس

ما ني عقب فرقاك تايه وسالي

حبّك بقلبي ماله حدود وأقياس

حبّك حياتي وشوفتك رأس مالي

قصائد في الوحدة

نَستعرض باقة من قَصائِد مُعبرة عَن الوحدة للعديد مِن الشّعراء المُميّزين فِي التعبير عن مكنُونات النّفس والقلب بِقَليل مِنَ الكَلمات التي لها تأثِير كبير على مشاعرنا.

قبر وحيد عامر الدبك

ولي وجع

كمن رحلت أحبّته

فأُفرد بين جدران

من اليتم

وحيداً في شوارع حزنه

يمضي

بلا مصباح من عينيه

يدخل فجوة الحلم
أحاول أن أضيء

أصابعي شعراً

فتأخذني مسافات

من العتم ِ

يدي حزنٌ

تيّبس في أصابعها

وحائطُ كي أريح عليه وجهي

حين أنكسرُ

خذيني من يدي

فالوقت حولي

مثل وجه الموت ينتظرُ

يحاصر رحلتي

يختالُ في روحي وينصهرُ

أمرّ

كأنّني ظلّ لصمتي

في مدار الموتْ

أُصلّي

خلف أشلاء النّشيد

فلا أرى في البحر لي أهل

ولا صحراء

تصهل في وريدي

في مدار البردْ

خذيني من دمائي

واسحبيني كي أرى موتي

وردّيني إلى

قبرٍ وحيدٍ في ثرى الصّمت

وردّي

فوق أحلامي تراباً

واكتمي صوتي

فلست أرى خيولاً

في مدى رؤياي

قد تأتي

وحيد –إبراهيم ناجي

إنّي على كاسي أُعيد السّنين

وأبعثُ الماضي البعيدَ الدّفينْ
وما الذي يُجدي طعينَ الهوى

لَمْسُكِ يا هندُ جراحَ الطّعينْ
كم أزرع السّلوانَ في خاطري

وكيف ينمو في مَحيلٍ جديبْ؟
الجامُ يبكي لوعةً أم أنا

جامي غريبٌ وفؤادي غريبْ
لم يَجْرِ همسٌ لك في خاطرٍ

إلّا جرى عندي كأنّي صداكْ
أصونُ حزني لك حتّى اللّقا

وأحبسُ الفرحَةَ حتّى أراكْ
حَبَستُ هذا الصّوتَ لم ينطلقْ

إلّا على حزنكِ أو فرحتِكْ
وَافرَحِي اليومَ بحريَّتي

بأيِّ ليل مدلهمٍّ أطير
كم شُعَبٍ لاحتْ فلم تختلفْ

لأيِّها نغدو وأنّى نسيرْ
هيهات تدرين انطلاقَ الهوى

كجمرةٍ نضّاحةٍ بالدّمِ
وصارخاً كبحتُه في فمي

وطاغياً كبّلتُه في دمي
لا أنت تدرين وما من أحدْ

بواصف حسنَكِ مهما اجتهدْ
أو مدرك عمق المعاني التي

في لمحةٍ عابرةٍ تحتشدْ
أنكرتُها طُرّاً ولم أعترفْ

إلاّ بطيبٍ جاء من جنّتك!
وَافرَحِي اليومَ بحريَّتي

بأيِّ ليل مدلهمٍّ أطير
رُدِّي على قلبي قيودَ الأسير

وذلك الصّبحَ الوضيءَ المنيرْ
كم شُعَبٍ لاحتْ فلم تختلفْ

لأيِّها نغدو وأنّى نسيرْ
بعد سِني الأنوار خلّفتِ لي

جهم المساعي وخفِيَّ المصيرْ
علمتِ حالي؟ لا وحقِّ الذي

صيَّرني أشفِق أن تعلمي
هيهات تدرين انطلاقَ الهوى

كجمرةٍ نضّاحةٍ بالدمِ
هيهات تدرين وإن خِلتِه

وثبَ الهوى الضّاري وفتكَ الظّمي
وصارخاً كبحتُه في فمي

وطاغياً كبّلتُه في دمي
لا أنت تدرين وما من أحدْ

بواصف حسنَكِ مهما اجتهدْ
أو بالغٍ سرَّ الذكاءِ الذي

يكادُ في لحظِكِ أن يتّقِدْ
أو مدرك عمق المعاني التي

في لمحةٍ عابرةٍ تحتشدْ
أو فاهم فنّ الصّناع الذي

أبدع الاثنين: الحِجا والجسدْ

قصيدة رجل وحيد- نزار قباني

لو كنت أعرف ما أريد

ما جئت ملتجئاً إليك كقطةٍ مذعورة

لو كنت أعرف ما أريد

لو كنت أعرف أين أقضي ليلتي

لو كنت أعرف أين أسند جبهتي

ما كان أغراني الصّعود

لاتسألي: من أين جئت؟ وكيف جئت؟ وما أريد؟

تللك السّؤالات السّخيفة ما لدي لها ردود

ألديك كبريت وبعض سجائر؟

ألديك أيّ جريدة ما همَّ ما تاريخها

كلّ الجرائد ما بها شيء جديد

ألديك-سيدتي- سرير آخر

في الدّار، إنّي دائماً رجل وحيد

أنت ادخلي نامي

سأصنع قهوتي وحدي

فإنّي دائماً رجل وحيد

تغتالني الطّرقات، ترفضني الخرائط والحدود

أمّا البريد فمن قرون ليس يأتيني البريد

هاتي السّجائر واختفي

هي كلّ ما أحتاجه

هي كلّ ما يحتاجه الرّجل الوحيد

لا تقفلي الأبواب خلفك

إن أعصابي يغطّيها الجليد

لا تقفلي شيئاً فإنّ الجنس آخر ما أريد

قصيدة يا صميم الحياة- ابى القاسم الشابي

هي قَصيدة مشهوُرة لأبى القاسم الشّابي، ومُميزة لتُظهر الوحدة في الحياة والبحث عن الأمل فيها والخروج من الوحدة.

يا صَميمَ الحياة ِ إنّي وَحِيدٌ

مُدْبجٌ، تائهٌ، فأين شروقُكْ؟
ضَائعٌ، ظامىء ٌ، فأَيْنَ رَحِيقُكْ؟
يا صميمَ الحياة ِقد وَجَمَ النَّايُ

وغام الفضا، فأين بروقُكْ؟
يا صميمَ الحياة إنّي فؤادٌ

فتحت النّجومُ يُصغِي مَشوقُكْ
كُنْتُ في فجركَ، الموشَّحِ بالأحلامِ

عِطْراً يَرِفُّ فَوْقَ وُرودِكْ
حالماً، ينهل الضياءَ، ويُصغي

لكَ في نشوة ٍ بوحي نَشِيدِكْ
ثمَّ جاءَ الدّجى ، فَأمسيتُ أوراقاً

بداداً من ذابلاتِ الورودِ

بين هولِ الدُّجى وصمتِ الوُجودِ
كنتُ في فجرك المغلَّف بالسِّحرِ

فضاءَ من النّشيد الهادي
وسحاباً من الرَّؤى يتهادى

في ضميرِ الآزال والآبادِ
يا صميمَ الحياة كم أنا في الدُّنيا

غَريبٌ أشقى بغُرْبَة ِ نفسي
بين قومٍ لا يفهمونَ أناشيدَ

فؤادي ولا معاني بؤسي
فاحتضِنِّي، وضُمَّني لك كالماضي

فهذا الوجودُ علَّة ُ يأسي
وأمانيَّ، يُغرق الدّمعُ أحلاها

ويُفنى يمُّ الزّمان صداها
وأناشيدَ يأكُلُ اللَّهَبُ الدّامي

مَسَرَّاتِها، ويُبْقِي أَساها
وَوُروداً، تموت في قبضةِ

الأشْواكِ ما هذه الحياة ُ المملَّة ْ؟
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ

وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً

شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!
سأَمٌ هذهِ الحياة ِ مُعَادٌ

وصباحٌ، يكرُّ في إثرِ ليلِ
ليتني لم أزل- كما كنت- ضوءاً

شائعاً في الوجود، غيرَ سجين!