فِي التّاريخ رأينَا العَجائب مَع نزار قباني، وحَول هذا الخِضَمّ وجَدنا أنّ شعر نزار قباني هو الأكثر أهميّة ودَيمومة وحُباََ فِي النّشر والإقتِنَاء والتّأريخ في صَفحات القبول الجمالي بهذا القدر من الجمال الامبراطوري الذي لنتلافَى أيقونة المَلل منه وفيه، وكَم من ناشز يُنشز الجمال بعينيه والقُوة بكلتَا يَديه لينعم في كُل تِلك الأبجديّات بعَرِيق المدح والذم، ولأنّ كوبكة شعر نزار قباني لا وقُوف لها على الإطلاق، فَقد آثرنا أن نُوجِد لنا ولكُم مَكانة كبيرة وعريقة مِن هذا الخضم الذي يجدُر بنا الاهتمام به والمكوث على ساحل جماله للغوص في مياه شعر نزار قباني حتى الغرق في كلماته.
حول شعر نزار قباني
للحيلولة دون المُكوث على تفاهة الأمر مِن شعر نزار قباني نقِف ونُجدّد الثّقة بكُم وللأبد، لأنّ هَذا الشّعر قلّما تَجِد له نَظِير عَلى الإطلاق، وهُو شعر نزار قباني الحائز على الإعجاب دوماََ.
شعر نزار قبانى
للطعم القباني مَذاق قلما تجده في أي مكان، حيثُ أنّ نزار قباني الشاعر الدمشقي المذهل ولد في 21 مارس 1923 ، عرف بأنه مدرسة شعرية وسَببََا فِي نَهضة الشعر العربي ، كتب نزار عن الحب والتحرر و كتب العديد من القصائد السياسية، ممّا أثار الجدل الكبير حوله ، كما عُرفت قصائده بالجرأة في وصفها للمرأة والغزل الصريح في مفاتنها ،عمل نزاز سفيرا في مِصر ومن هُناك أصدر أول ديوان له بإسم طفولة نهد كتب فيه العديد من القصائد الرّائعة والخالدة إلى يومِنا هذا.
غنى عديد كبير من الفنانين الكِبار فِي العَالم العربي من قصائده مثل :
قصيدة أصبح عندي الآن بُندقيّة، غنتها كوكب الشرق أم كلثوم و وعدتك ماجدة الرومي، عبد الحليم حافظ رسالة من تحت الماء، و نجاة الصغيرة اسألك الرحيل.
لكن حصّة الأسد من أشعار نزار كانت مِن نَصِيب القيصر كاظم الساهر.
هذه بعض أشعار الشاعر الكبير نزار قباني
من مفكرة عاشق دمشقي
فرشت فوق ثراك الطاهـر الهدبـا فيا دمشـق… لماذا نبـدأ العتبـا؟
حبيبتي أنـت… فاستلقي كأغنيـةٍ على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعاً.. ما من امـرأةٍ أحببت بعدك.. إلا خلتها كـذبا
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسـوار مدرسـتي وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنزٍ طمرت بها وكم تركت عليها ذكريات صـبا
وكم رسمت على جدرانها صـوراً وكم كسرت على أدراجـها لعبا
أتيت من رحم الأحزان… يا وطني أقبل الأرض والأبـواب والشـهبا
حبي هـنا.. وحبيباتي ولـدن هـنا فمـن يعيـد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلـة عشـاقٍ بكامـلـها ومن دموعي سقيت البحر والسحبا
فكـل صفصافـةٍ حولتها امـرأةً و كـل مئذنـةٍ رصـعتها ذهـبا
هـذي البساتـين كانت بين أمتعتي لما ارتحلـت عـن الفيحـاء مغتربا
فلا قميص من القمصـان ألبسـه إلا وجـدت على خيطانـه عنبا
كـم مبحـرٍ.. وهموم البر تسكنه وهاربٍ من قضاء الحب ما هـربا
يا شـام، أيـن هما عـينا معاويةٍ وأيـن من زحموا بالمنكـب الشهبا
فلا خيـول بني حمـدان راقصـةٌ زهــواً… ولا المتنبي مالئٌ حـلبا
وقبـر خالد في حـمصٍ نلامسـه فـيرجف القبـر من زواره غـضبا
يا رب حـيٍ.. رخام القبر مسكنـه ورب ميتٍ.. على أقدامـه انتصـبا
يا ابن الوليـد.. ألا سيـفٌ تؤجره؟ فكل أسيافنا قد أصبحـت خشـبا
دمشـق، يا كنز أحلامي ومروحتي أشكو العروبة أم أشكو لك العربا؟
أدمـت سياط حزيران ظهورهم فأدمنوها.. وباسوا كف من ضربا
وطالعوا كتب التاريخ.. واقتنعوا متى البنادق كانت تسكن الكتبا؟
سقـوا فلسطـين أحلاماً ملونةً وأطعموها سخيف القول والخطبا
وخلفوا القدس فوق الوحل عاريةً تبيح عـزة نهديها لمـن رغبـا..
هل من فلسطين مكتوبٌ يطمئنني عمن كتبت إليه.. وهو ما كتبا؟
وعن بساتين ليمونٍ، وعن حلمٍ يزداد عني ابتعاداً.. كلما اقتربا
أيا فلسطين.. من يهديك زنبقةً؟ ومن يعيد لك البيت الذي خربا؟
شردت فوق رصيف الدمع باحثةً عن الحنان، ولكن ما وجدت أبا..
تلفـتي… تجـدينا في مـباذلنا.. من يعبد الجنس، أو من يعبد الذهبا
فواحـدٌ أعمـت النعمى بصيرته فانحنى وأعطى الغـواني كـل ما كسبا
وواحدٌ ببحـار النفـط مغتسـلٌ قد ضاق بالخيش ثوباً فارتدى القصبا
وواحـدٌ نرجسـيٌ في سـريرته وواحـدٌ من دم الأحرار قد شربا
إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبي على العصـور.. فإني أرفض النسبا
يا شام، يا شام، ما في جعبتي طربٌ أستغفر الشـعر أن يستجدي الطربا
ماذا سأقرأ مـن شعري ومن أدبي؟ حوافر الخيل داسـت عندنا الأدبا
وحاصرتنا.. وآذتنـا.. فلا قلـمٌ قال الحقيقة إلا اغتيـل أو صـلبا
يا من يعاتب مذبوحـاً على دمـه ونزف شريانه، ما أسهـل العـتبا
من جرب الكي لا ينسـى مواجعه ومن رأى السم لا يشقى كمن شربا
حبل الفجيعة ملتفٌ عـلى عنقي من ذا يعاتب مشنوقاً إذا اضطربا؟
الشعر ليـس حمامـاتٍ نـطيرها نحو السماء، ولا ناياً.. وريح صبا
لكنه غضـبٌ طـالت أظـافـره ما أجبن الشعر إن لم يركب الغضبا
ثقافتنا
إكليل من مزيج الكلمات نوردها على الملأ البصير لتعج بها قوة المسير
فقاقيع من الصابون والوحل
فمازالت بداخلنا
“رواسب من ” أبي جهل
ومازلنا
نعيش بمنطق المفتاح والقفل
نلف نساءنا بالقطن
ندفنهن في الرمل
ونملكهن كالسجاد
كالأبقار في الحقل
ونهذا من قوارير
بلا دين ولا عقل
ونرجع أخر الليل
نمارس حقنا الزوجي كالثيران والخيل
نمارسه خلال دقائق خمسه
بلا شوق … ولا ذوق
ولا ميل
نمارسه .. كالات
تؤدي الفعل للفعل
ونرقد بعدها موتى
ونتركهن وسط النار
وسط الطين والوحل
قتيلات بلا قتل
بنصف الدرب نتركهن
يا لفظاظة الخيل
قضينا العمر في المخدع
وجيش حريمنا معنا
وصك زواجنا معنا
وقلنا : الله قد شرع
ليالينا موزعه
على زوجاتنا الأربع
هنا شفه
هنا ساق
هنا ظفر
هنا إصبع
كأن الدين حانوت
فتحناه لكي نشبع
تمتعنا ” بما أيماننا ملكت ”
وعشنا من غرائزنا بمستنقع
وزورنا كلام الله
بالشكل الذي ينفع
ولم نخجل بما نصنع
عبثنا في قداسته
نسينا نبل غايته
ولم نذكر
سوى المضجع
ولم نأخذ سوى
زوجاتناالأربع