شعر عن السفر حَزِين ومُعبّر للفيس بوك وتويتر، فَفِي الكَثير من الأحيان تُجبرنا ظُروف الحياة على التّفكير فِي السفر، لنبحث عن حياة كريمة وطُموحات وأحلام نَسعى إلى تحقيقها، ولكن عِند السفر والرحيل، نَترك ورائنا بَشرََا كانُوا لنا سندََا وعونََا وأحبة تَقاسمنا معهم أجمَل الّلحظات والمَواقِف، وبنينا معهم أحلى الأحلام والآمال، يتألّمون على فراقنا ونتألّم على فراقهم، ولكن الحَياة تُجبرنا على ذلك، لهذا نقول في حَقهم أجمل شعر عن السفر والرحيل في هذه السطور.
شعر عن السفر
عندما يُشاركك الأحبّة فِي حَياتك، وتكُون لهم مصدرََا للسعادة ومنبعََا للأمل والتفاؤل، وفجأة تتركهم وترحل، فإنّ فراقك يكون صعبََا عليهم، لذلك اخترنا لكم شعر عن السفر معبر جدََا.
- فإِن قيلَ في الأسفارِ ذلٌ ومحنةٌ
وقطعُ الفيافي وارتكابُ الشدائدِ
فموتُ الفتى خيرٌ له من قيامِه
بدارِ هوانٍ بين واشٍ وحاسدِ
- تَبَـدَّت لَنَا وَسْطَ الرُّصافَةِ نَخْـلةٌ
تَنَاءت بأرضِ الغَرْبِ عن بَلَدِ النَّخْل
فقُلـتُ شَبِيهي في التَغَرُّبِ والنَّوَى
وطُولِ التَّنَائي عن بَنِيّ وعن أهلي
نشَأتِ بأرضٍ أنتِ فيها غَريبةٌ
فمِثْلُكِ في الإقصاء والمُنْتأى مثلي
سَقَاكِ غَوَادِي المُزْنِ مِن صوبها الذي
يَسُحُّ ويستمرِي السِّماكَين بالوّبْلِ
- يا من وداعه كنَّه موادع الروح
لو هو بكيفي عنك ما أروح ساعة
ساعة وداعك دمع الأعيان مسفوح
منك وعليكم من المحاجر ضياعه
الحب يجبر يا حبيبي على البوح
والشوق يفقد في القلوب المناعة
ألعي كما تلعي الحمامة على الدوح
لا ألوم قلبٍ ما ضرى بالقطاعة
سافرت قلبي بين الأضلاع مجروح
يا غالـيٍ لرضاه سمعٍ وطاعـة
إن غبت انشفَّت عيوني على النوح
من حيث والله ما تحمَّل وداعه
- يا بلاد الإنجليز والخضرة والمطر
أعيش فيكِ صورة وشكل وجسد
قلبي تركني ورجع ليته بس انتظر
فرحنا سوا يومين .. ثم شدّ وقصد
رجع يم خلّاني ما فاده حسن النظر
رجع يذكر الأيام ويرصدها رصد
أحيان يحضر وأحيان كثير ما يحضر
عنادي له يعيش معي لقى ما حصد
داريته مرّات بخلّان تسلّي ما تضر
ما فاده شي، ومشكلته تعلّق وفسد
- في غربتي عارضت أنا ركب الأغراب
أشد وأنزل والليالي ركايب
أضداد وأقران وعدوان وأصحـاب
متناقضات الخلق ما غاب غايب
وقامت تجاذبني على درب الأسباب
نفس الشباب حدّها عقل شايب
- سافرت ودروب الأماني مسافات
ليل الشقا دربي وهمّي عباتي
سافرت مجروحة على كثر ما فات
أحمل معي جرح يكدّر حياتي
وقبل السفر سجيت بالعمر لحظات
عن ماضي ما شفت فيه الأماني
ما شفت للفرحة ولو بعض لمحات
يحدني همّي من أربع جهاتي
وماشفت في دربي رفيق المعانات
إلا قصيد لا جرى الدمع ياتي
وسافرت ما بي في حياتي ملذّات
ودّي ألاقي في رحيلي حيّا.
- تغرب عن الأوطان في طلب العلا
وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة
وعلم وآداب وصحبة ماجد
فإن قيل في الأسفار هم وكربة
وتشتيت شمل وارتكاب الشدائد
فموت الفتى خير له من حياته
بدار هوان بين واش وحاسد
- وكيف يذوق النوم من عدم الكرى
ويسهر ليلاً والأنام رقود
وقد كان ذا مال وأهل وعزة
فأضحى غريب الدار وهو وحيد
له جمرة بين الضلوع وأنّةٌ
وشوق شديد ما عليه مزيد
تولى عليه الوجد والوجد حاكم
يبوح بما يلقاه وهو جليد
وحالته في الحب تخبر أنه
حزين كئيب والدموع شهود
شعر عن السفر حزين
فراق الأشخاص العزيزون على قُلوبنا، والذِين اعتدنا عَلى تواجُدهم في حَياتنا يُمثّل لنا حزنََا وألمََا كبيرََا، وفي ذلك يقوم الشاعر حمدان المري:
استأذنك..بسافر أيام..وآجيك
وإن طالت أيّام السفر..لا تحاتي
حتى ولو طوّلت..ماني بناسيك
ياللي بدونك..ويش تسوا حياتي
تامر على حاجة؟..بودّعك وإليك
عسى عوّض الأيام..في المقبلاتي
حتى يدي..ما ودّها تفارق يديك
ساكت..وأنا اشوف البلا في سكاتي
ما شفتني لا رحت منك..التفت فيك
بلاي والله (روحتي والتفاتي)
لكن قبل ماروح..ودّي أوصيك
وأنت الوحيد اللي يقدّر وصاتي
لأحدٍ سألك..وقالك وين مغليك؟
قله لوازم لا قضاها بياتي
وإن طروا النسيان..ماني بناسيك
يا رأس مالي في الحياة..وغناتي
وإن طروا السلوان..ماني بساليك
طيفك معي حتى وأنا في صلاتي
قلبي..وهو قلبي إذا مرّ طاريك
لولا ضلوعي..كان عزوا مماتي
لو جض صدري..كان يمديه ياتيك
ويبات عندك..ويهنى بالمباتي
أنا..وقلبي..والغلا..ساكنٍ فيك
وإنت..وقلبك..والغلا..وسط ذاتي
غلاك..مثل الحكم عند المماليك
أكبر طموحي..لا..كل أمنياتي
شف في غيابي أيّ حاجة تسليك
لأني بعدك..أسلى مع (ذكرياتي)
أحاول اذكر..أي شيٍ يطريك
وأقول هو سوا..وأنا ذي سواتي
كني موادع..كل شيٍ حواليك
وكني حسبت حساب (حزة وفاتي)
أحب … لأني مقدر انساك … وأبيك
ولا أقدر أخليك..ياللي تحاتي
معنى أحب..وما قدر أنسى وأخليك
يعني بدونك ويش تسوا حياتي؟
شعر عن السفر والوداع
شعر عن السفر والوداع معبر جدََا للشّاعر كريم العراقي:
تعال من السفر كافي من الفراق
ما هزك حنين ولا يوم تشتاق
قلت يومين لكن صارن سنين
لا قلبك يسألك صاحبك وين
كثر حزني بغيابك ليش الفراق؟
أريد اتباهى بيك ويا المحبين
أنا روحي غريبة وبين عشاق
بكت يمه وقلت باكر تفرحين
وأصبرها وأقول … تجيبه الأشواق
وأشوف بعيني جيّات المبعدين
أنا لجيتك حبيبي هواي مشتاق
ولك في القلب شايل حب مجانين
أريد أشفق حبيبي بروحك شفاق
وأريد انقلب كل لشوفتك عين
ذكرتك والسما مغيمة
وعليك الروح محتارة
وينك ما إلك عنوان؟
واسمك ضاعت أخباره
دلني وآجيك اليوم
ودمع العين يا الجاره
البحر لو يبعدك عني
أسوي القلب عبارة
فوق الغيم جو الغيم
أطير بغير طيارة
ليت السفر بين المحبين ممنوع
تحجز جوازات المحبين بالذات
حتيش لو أن السفر حق مشروع
المشكلة لأهل الهوى حزن وآهات
لا غاب خلّك والرجاء فيه مقطوع
لا به رسايل توصلك وأتصالات
الخط مغلق كنّه الكرت منزوع
من ضيقتك تلعن جميع أشتراكات
تضرب على الكفّين والقلب مفجوع
تضيق بك عقبه جميع المساحات
في ليل دامس ضايعٍ مابه شموع
الفكر تايه في دروب المتاهات
العين تذرف بالدقايق له دموع
والقلب عايش بين حسره وونات
ولوّك تجر الصوت ما هو بمسموع
يا طول ما بينك وبينه مسافات
يمكن ظروفه مامشت له على طوع
ويمكن سلا فكره بروحه وجيّات
سايح بدار المغرب والأجر مدفوع
يسرح ويمرح بين سجّه ولذات
الجو صافي بين خضرة وينبوع
وأنت بسموم القيض مابه أجازات
الهم مدهالك من أسبوع لأسبوع
لاحل ذكرى الترف هلّيت عبرات
صار السفر كنّه مثل حبّة الكوع
جمع الحبايب سابع المستحيلات
بس الأكيد أن الغلا فيك مزروع
الحب يبقى بالضماير ولا مات
الصدق قلته والزعل دوم مرفوع
وقت السفر تبدي كثير المعانات
شعر عن السفر والشوق
عندَما نَعتاد على أشخاص فارقونا، يُمثّلون لنا الكثير مِن الأشياء القيّمة والتِي نَشعُر من خلالها مَعهم بالأمان والاطمئنان، فينتابنا الشوق لهم، وفي ذلك يقوم الشاعر:
وغداً تسافر
والأماني حولنا.. حيرى تذوب
والشوق في أعماقنا يدمي جوانحنا
ويعصف بالقلوب
لم يبق شيء من ظلالك
غير أطياف ابتسامة
ظلّت على وجهي تواسيه
وتدعو.. بالسلامة
وغداً سمنضي فوق أمواج الحياة..
لا نعرف المرسى
وتاهت كل أطواق النجاة
لِمَ لَمْ تُعلّمني السباحة في البحار؟
لِمَ لَمْ تعلّمني الحياة بغير شمس.. أو نهار؟
والصبر.. يا للصبر حلم زائف..
وهم يعذبنا ومأوى.. كالدمار
وغداً تسافر
والمنى حولي تذوب
أتراك تعرف كيف يغتال الهوى
نبض.. القلوب؟
والآن تجمع في الحقائب
عطر أيام.. الهوى
وعلى المقاعد نامت الذكرى
على صدر المنى..
ما كنت أحسب أنّنا يوماً
سنرجع.. قبل منتصف الطريق
ومع النهاية نحمل الماضي
صغيراً.. مات منا في حريق..
وتسافر الأشواق في أوراقنا
والحب يبكي كلما اقتربت نهايتنا
ويسرع.. نحونا..
وعقارب السّاعات تصمت..
قد يتوه الوقت..
قد يمضي قطار الليل
قد ننسى.. ونرجع بيتنا
الدرب أظلم حولنا..
من يا ترى سيضيء
هذا الدرب.. حباً مثلنا؟!
الدرب أقسم أن يخاصم
كل شيء.. بعدنا
وهناك في وسط الطريق شُجيرة
كم ظللت بين الأماني.. عمرنا
مصباحنا المسكين ودع نبضه..
ولكم أشاع النور عطراً.. بيننا
شرفات مسكننا المسكين تحطّمت..
عاشت أمانينا وذاقت كأسنا
وبراعم النوّار بين دموعها
ظلت تعانقني.. وتسألني: ترى..
سنعود يوماً.. بيتنا؟!
قصيدة يوم السفر بدر شاكر السياب
هذه القصيدة التي تعكس مدى الألم والشّعور بالوحدة التي تَسبّبا من سفر الأحبة وبعدهم عنا.
من لقلبي على أقدر
قضي الأمر بالسفر
آه لو أنه مضى
معهم يتبع الأثر
أترى كان ينثني
عن محبيه لو قدر
من معيبي على الغرام
إذا ضجّ أو زخر
زحم القلب موجة
فعنا القلب وانقهر
أسفاً زورق المنى
وسط أمواجه اندثر
أقبلت فتنة الفؤاد
وفي عينها الخبر
عبرات على التراب
تهاوين في ضجر
إنها خمرة الغرام
سقينا بها الحجر
يوم أن لاح إنّها
لحرام على البشر
إنه يومنا الأخير
عن الفرقة انحسر
خلديه بقبلة
تصرف الهم والكَدَر
لذة تنتقي وذكرى
ستبقى مدى العمر
لن أرى جنة الهوى
لا ولن أقطف الثمر
من شفاه حوالم
برؤى اللثم كالزهر
وبعيد عن البلوغ
لقاء وإن قصر
قد جلت ساعة الوداع
شتاتاً من الصور
أدمع فابتسامتان
فيأس فمصطبر