هَل هُناك ما هو أجمل من شعر عن الحبيب الذي إذا ما مَرِضتَ وجَدته، وإذا ما دمَعت مسح لَك الدّموع، وإذا ما حَملت فِي يَدِك الثّقيل عَاونك عَلى المَسِير، بكُلِّ ثِقَل الكلمات وبكل أبجديات التّفاقمات التّعريفية نَجِد أنّ الحديث الطويل والمُشبَع بالأمل ليُوجد لَنا الكثير من المفردات، ومِن الكلمات التي لها مِيزة أساسيّة وواضحة، وهي الحب وتمثيل هذا الحب ببوتقة نرى فِيها وجه السماء مصبوغاََ فِيها بِجَدارة الكلمات وبآفة المُعتَركَات البعيدة عن فَحوى شعر عن الحبيب التي تتسارَع الخُطى مُحمّلةََ بالجَمَال له ولأجله الذي يتم الاهتمام به، والسّير في جنبَاته الكبيرة والخاصّة بما يتعنْصَر بِعناصر شعر عن الحبيب.

حول شعر عن الحبيب

لكل شيء إذا ما تمّ الاهتمام به إشغاف، والشّغف ها هُنا يمكُث ويتمثّل فِي كُل ما له علاقة مُباشِرة أو غَير مُباشرة بموضُوع شعر عن الحبيب، وهو المُتفصّل بحَيثِياته الكبيرة.

شعر عن الحبيب

أفناء الحُب كَبِيرة وتَحمِل فِي نَوعيّتها الكثير من الدّقة، حيثُ تفنّن الأحبة في وصف مشاعرهم التي يكنونها للمحبوب، فتجدُهم يَصِفون حالهم بِالتفاصيل بالقرب أو بالبعد، وفي مقالي هُنا أضَع بَعض المقتطفات لبعض الأشعار والخواطر.

حبيب ليس يعدله حبيب

وليس لكُل حبيب ما هُو معادِل لِجَماله ولطِيبَة قَلبِه، حيثُ أدنى الكلمات دليل على ذلك:

حبيب ليس يعدله حبيب

وما لسواه في قلبي نصيب

حبيب غاب عن بصري وشخصي

ولكن عن فؤادي لا يغيب

يا غائباً عن عيوني وأنت ماء السّواد

ما أنت إلا شجوني وذكريات الوداد

وما أنت إلا رجائي وبلسمي عند دائي

يا طائراً في سمائي وسائراً في وِهادي

ما تكفي يا عطر الورد وأنفاسه

فوق هذا الحبّ أحبّك وبعد أكثر كثير

ياللي تدري أنّ قربك أنا أحتاجه كثير

يمكن أكثر من غلا روحي لروحي

وأنت من نساني بالدّنيا جروحي

ونساني نفسي وخلاني أحبه

هو صحيح إني قدرت أوصلك

لكن ماني عارف وين أبوصل بالمحبة

لقيت بك عمري إللي ضاع

ولقيت يا قلبي أنا فيك الحنان

ولو بيدي يا حياتي كان أعرفك من زمان

لحظه إللي تلتقي بي يبتسم حظّي ونصيبي

ومثل أنا ما أقول أحبّك

أنت قول إنّك حبيبي

يضيق الكون

قد يكون الحبيب هو الكون، وإذا ما ضاق يضيق الكون، تلك الكلمات نجدها هنا:

يضيق الكون في عيني وأشوفك في خيالي كون

أشوفك كلّما أغفى لأنّك حلمي السّاهر

أحبّك في تفاصيلك، أحبّ أسلوبك المجنون

أحبّك في طلوع الشّمس، أحبك يا أمل باكر

أشوفك داخلي أطفال مع ريح الفرح يمشون

أحبّك في ابتسامة طفل إذا ناديت يا شاطر

أحّبك يا صدى صوت بأحاسيس الهوى مشحون

أحبّك يا ربيع أخضر، أحبّك يا شتى ماطر

أحبّك لذّة السكّر، أحبّك ريحة اللّيمون

أحبّك في قصيدة شوق كتبها في الهوى شاعر

الغائب الكبير

الحاضر والغائب له الكثير من الشوق والكثير من جماليات الأمر كما يظهر هنا:

على وقع ذكر الحبيب تهلهلت عيني بدمع من وجد ذكراه

وبسمتي بملامح وجهه قد رسمت سلاماً في محياه

ونظرة عينيه ربّ خالدة تبدّد الهمّ لو كنت تنساه

أخاله يقول لي بنظرته إيحاء لبّ قد فهمت معناه

فيوم نزف مهجته كيوم تعيد الرّوح في حديث نجواه

واحسرتاه عليه من صرح ضل الطّريق إليّ مسراه

لابلُغنّ الذي به عاهدته وأرى قبولاً فيما تمنّاه

ولله وصل القرار إلى غيب السّرير لعلّه يرضاه

فصوته في ثنايا الرّوح وصمته غنيٌّ عن كلّ ما أخفاه

إليك أنقل عبء طارئةٍ أثقلت همّاً في القلب سُكناه

تخلو الرّجولة في معانيها من أمرٍ مُحالٍ قد بِتُّ أخشاه

فألمَّ بي هجيرُ نجمتنا وهلالنا غاب فمن بعد أرجاه

أعدت إلى البعيد قافلة وصاحب الأمر للأمر خلّاه

فلا ليلٌ يرفع أحمال همّي والصّبح الذي إلي أجراه

وتضيق أنفاس الحنين إليه في ذكر يومٍ قد حسبناه

سلام

للسلام كل سلام من عمق السلام وإلى السلام، حيثُ السّلام يَسلم ويطرق السلام:

سلامٌ على الغائبِ المُنتظَرْ

سلامٌ يُحاكي نسيمَ السَّحَرْ

سلامٌ تضمَّنَ شكوى الأسى

شِكاةٌ لها كادَ يعمى النَّظَرْ

سلامُ المُحِبِّ الذي قد كواهُ

ناتِظارُ الحبيبِ وطُولُ السَّهَرْ

فَراحَ يُسائلُ عنهُ النُّجومَ

وسرْبَ السَّحابِ ووجهَ القمَرْ

يُنادي بصوتٍ شَجَتهُ الخُطوبُ

ودَمعٍ كغَيثِ الغَمامِ انهَمَرْ

تُرى هل سأحظى بِلُقيا الحَبيبِ

قريباً قُبَيْلَ ارتِحالِ البَصَرْ

تُرى هل سأسمعُ ذاكَ النِّداءَ

بِأنَّ إمامَ الزّمانِ ظَهَرْ

طالَ الغيابُ أما لِشَمسِكَ مِن إياب

انتظرتك سيدي اليوم والبارحة

علّك تجود بنغمة مسموعة

كنت خلف السّتار محجوب وكأنّ

القيود الحديديّة قد طوّقت لسانك

أما علمت أنّ طيفك قد سكن أهدابي

فيُشعل بها أشواقي وحنيني

فيبعدني شوقي ويُدنيني

انتظرتك

مع الشّروق ومع الغروب

وما بين قوس قزح في الشّتاء

وفوق وريقات الشّجر كتبت

اسمك بألوان النّرجس والرّياحين

فيأخذنـي ذكرك إلى حيـث تفيـض بي الدّموع

فأُغمـض عينـاي وأزيـح السّهاد عنها

وأرمـي الواقـع خلـف ظهـري

وأعـود لأتذكّـر أجمـل أيّـام عمـري

لحظات كانت هي الممرّ

رسائل للحبيب

مُعتركٌ مِن أجمَل ما يكُون يتمثّل فِي عِبارات ورسائل للحبيب، وفِي ذَلك نجد ما هو أعتى من ذلك كما يلي:

  • سهرت اللّيل وأنا أشكي ألم بعدك، جلست أبكي كتبت اسمك على صدري، نزف جرحي وأنا مدري.
  • ما علموك أنّ الغلا يجرح الرّوح، وأنا على فرقاك تنزف جروحي.
  • آسف أزعجتك، بس جنبك خذتني لهفة الخاطر ما أمهلتني أنتظر باكر.
  • يا درب يا طولك على فرقة الأحباب، يا درب تكفى تختصر لي المسافة.
  • مساء أبيض يضمّك حيل بأحضانه، مساء يهدي أمل وردي لأجمل وأعذب إنسانة.
  • المحبّة رأس مالي، والقلوب اللّي تعشقها والضّلوع اللّي تثنّت من غلاك الله عوجها.
  • تبسّم للزّمن تكفى ترى صمت القهر حراق، وحذاري تذرف الدّمعة ولو النّفس مجروحة.
  • مدري غلا ولّا وَلَه ولّا محبّة، لاشفت رقمك غصب عني تبسّمت.
  • أنت الحياة وباقي النّاس لي موت، وشلون التفت للموت واترك حياتي.
  • أبحكيلك حكاية قلب حلف يمشي على أمرك، رفض يسكن صدور النّاس وجاك بيسكن بصدرك.
  • لا شوف لا خبر لا حسّ لا أثر، بس هذا طبع البدر يطل يوم ويغيب شهر.
  • فتحت أغلى أوراقي لقيتك عمري الباقي ولقيت اسمي يضمّ اسمك ومستحيل مثلك ألاقي.
  • ربما تعجز روحي أن تلقاك وعيني أن تراك لكن قلبي لن يعجز أن يحبّك ويهواك.
  • أشعل شموع الحبّ وأرسل لك أشواق، وأكتب على العنوان لعيونك أنا مشتاق.
  • زادني اللّقاء شوقاً إلى لقياك، فالحبّ يُولد من جديد كلّما ألقاك.
  • بهمس لك أحبّك لأجل تخفيها في قلبك كل ماضاق بك صدرك، تذكر إنسان يموت في حبّك.
  • وحشني إحساسك وحشني حبك المجنون يا أروع حبّ في الكون.
  • ثلج قلبي يذوب حين ألقاك يا ساكناً فؤادي ومستحيل أنساك.
  • تحيّة من قلب حيّ ما مات إلا منك وفيك، لاتحسب غلاك شوي كفاية إنّي ميت فيك.
  • جمال الصّبح بنظرة عيونك، ونور الشّمس مرسوم بجفونك، وكلّ الكون ما يسوى دونك.
  • حبيبي خيالك راسخ في الفكر ما غاب ولا غيرك أفرح به ولا غيرك أسلّي به.
  • خذ من قلبي كلّ الحنان يا من أشعر بقربه بالأمان.
  • دوم بالحلى موصوف وبالوفا معروف، ومثلها العين عمرها ماشافت ولاراح تشوف.
  • ذبت في بحر ذاتك، فأين أنا منك وأين أنا من حياتك.
  • عيناك ليل صامت في ظلمة، وأنا كنجمٍ في العيون أغيب.
  • سألوني الأصحاب عن سكوتي، ما يدرون أنّ الفكر والبال والقلب مشغول عليك.
  • صارت دموعي أمطار في غيابك فأزهرت بساتين أشواقي بحبّك.
  • ضائع عمري قبل أن أعرف عينيك، فهل تقبل عمري الآتي هدية بين يديك.
  • طالما هناك روح في الحياة وطالما هناك أمل ووفاء فحبّك لن أنساه أبداً.
  • ظمآن قلبي فهل تسقيه من حبّك أم سيبقى مدى الدّهر واقفاً على دربك.
  • غريق أنا في بحر عينيك وما تعلّمت الرّحيل إلاّ إليك.
  • في غيابك لفّ دنياي السّكون، وفي وجودك تضحك أحزاني وتهون.
  • قضيت العمر أبحث عنك حلماً فوجدتك ساكناً في قلبي وكياني.
  • كلمات العالم لا تكفي حبّاً فأنت معي في غدي وأمسي.
  • لو أنّ الحب كلمات تكتب لانتهت أقلامي، لكن الحبّ أرواح توهَب فهل تكفيك روحي.
  • ما تعلّمت الرّحيل إلّا إليك يا من أغرقتني في بحر عينيك، أسافر في متاهات الحنين وأعود بأشواقي إليك.
  • شمس الزّمان لا تكفي حبّاً قد أضاء دربي، فحبك ملأني حبّاً وحناناً.
  • نهر حبّك غسل كل بساتيني وأزهرت أشجاري وكثرت رياحيني.
  • هذا مكانك لو يروح عنك الدفء، لو تهاجر طيور الوفا هذا مكانك داخل القلب.

أبيات شعرية قصيرة

القَصائد الشعرية بما فِيها مِن أبيات أدبيّة واحِدَة من أشكال التعبير عن الجمَال، والقوة في الحب والعطاء:

عـذبـة أنـت كالـطفولـة كالأحلام

كـالـلّـحن كـالصّـبـاح الـجـديـد.

نـسيـت الـهوى إلا هـواك فـإنّه

تغلغل في الأعماق وانساب في دمي.

ولو أنّي خـبـأتـك في عـيـوني

إلى يـوم الـقـيـامة مـا كـفـاني

فإن أَتَـيـتُ إلـى قـلـبـي أعـاتـبـه

ألـقـاه في غـمـرات الـحـبّ مُـحـترقـاً.

أحبّـك فـوق مــا يـصـف الـكـلام

ويـهـجـــرنـي إذا غـبـت الـمـنام.

إنـّما الكـون لـعـيـنـيـك رؤى

وأنـا الـلّيل و أنـت الـقـمـر.

لـــي حـبـيـب كـمُـلَـت أوصـافـه

حـقّ لـي في حـبّـه أن أُعذرا.

ناعـس الـطَّـرْف كـحـيـل الـمـقـل

رقّ في وصـف حـلاه غـزلي.

وأشـكـو من عـذابـي في هـواكـم

و أجـزيـكـم عن الـتّـعـذيـب حـُبّاً.

لو يـجـازى الـمُحبّ من فرط شـوق

لـجُـزيـت الـكـثـير من أشـواقـي.

يـا طـيـب قـبـلـتـك الأولى يـرفّ بـهـــا

شـذى جبالي وغاباتـي وأوديـتي.

بـثـثـت شـكـواي فـذاب الـجـلـيـد

وأشـفـق الـصّـخـر ولان الـحـد يــد.

أحـبّـك كالـبـدر الـذي فـاض نوره

على فـيـح جـنّات و خـضـر تلال.

أنـا والـحـبّ تـوأمـان خُلـقنـا

وتـلانـا في الـعـشـق كـلّ حـبــيـب.

وأدرك الـلّـيـل سـرّ الـحـب في قـلـبـي

فظل يـهرع خلف الـصّـبح نـشـواً.

فُـتـنـت مـنـك بأوصـاف مُجـرّدة في القلب

منهـا معانٍ ما لها صور.

فـلـو كـان لي قـلـبـان عـشـت بـواحــدٍ

وأبـقـيـت قـلـبـاً في هـواك يـعـذب.

أحـبّـك حـتّـى كـأنّ الـهـوى

تـجـمّـع وارتـاح في أضـلـعـي.

وتـعـطّـلـت لـغـة الـكـلام وخـاطـبـت

عـيـنـي في لـغـة الـهـوى عـيـناك.

أشـكو الـغـرام إليكم فـاقـبـلـوا شـغـفـــي

ولو شكوت لصخرٍ رقَّ واحترقـا.

وتمنّى نـظـرة يـشـفـي بها

علّة الـشّـوق فـكـانـت مـهـلـكاً.

سـوف تـلهـو بـنـا الـحـيـاة و تـسـخـــر

فـتـعـال أحـبـّك الآن أكـثـر.

والله مـا طـلـعـت شـمـسٌ ولا غـابـت

إلّا وذكـرك مـتروكٌ بأنـفـاسي.